عناصر من الحرس الثوري الإيراني /رويترز

لأول مرة منذ الثورة.. إيران تُلمِّح إلى الاستعانة بميليشيات أجنبية لوأد أي حراك داخلي

ترجمة: عربي بوست

في سابقة لم تحدث من قبل، قال رجل دين إيراني نافِذ، إنَّ بلاده قد تستعين بميليشيات شيعية من الخارج من أجل محاربة التهديدات التي تواجه الحكومة.

وقال موسى غضنفرآبادي، رئيس محاكم الثورة الإسلامية في طهران، أمام طلبة الدروس الدينية في حوزة قُم هذا الشهر، إنَّ حكومته قد تستعين بمقاتلين أجانب لقمع انتفاضات شعبية محتملة في إيران، بحسب تقرير عن موقع VOA الأمريكي.

وأضاف: «إن لم ندعم الثورة سيأتي الحشد الشعبي العراقي، ولواء فاطميون (الأفغاني)، ولواء زينبيون الباكستاني، وجماعة الحوثيين اليمنية ويدعمونها».

وكان غضنفرآبادي يشير إلى ميليشيات شيعية من العراق وأفغانستان وباكستان واليمن، شكَّلها الحرس الثوري الإيراني.

واضطلعت تلك المجموعات المسلحة بدورٍ رئيسي في الصراعات في العراق وسوريا، فدعمت حكومتي كلا البلدين. وفي اليمن، يقاتل الحوثيون المدعومون من إيران منذ سنوات ضد القوات الحكومية المدعومة من السعودية.

أثارت تصريحات غضنفرآبادي ردود فعل سلبية داخل إيران وخارجها.

وكان سيد مصطفى تاج زاده، وهو إيراني إصلاحي ووزير سابق، من بين السياسيين الأوائل الذين يستنكرون هذه الفكرة.

فقالت تاج زاده: «أي ضررٍ ألحقتم بالجمهورية الإسلامية حتى تطلبوا المساعدة من آخرين لحمايتها، بدلاً من السعي للحصول على المساعدة من أولئك الذين أسَّسوها؟».

قوة احتياط؟

يقول بعض المحللين إنَّ النظام الإيراني يعتبر المقاتلين الأجانب المدعومين من طهران قوة احتياط محتملة، للاستخدام في حالة وجود طارئ.

ويعتقد سعيد بشيرتاش، وهو محلل للشؤون الإيرانية مقيم في بلجيكا، أنَّ وجود الميليشيا الأجنبية التي يسيطر عليها الحرس الثوري قد يهدد أي حراك وطني يسعى للتغيير الديمقراطي في إيران.

وقال لموقع VOA: «هؤلاء المقاتلون الشيعة المُدرَّبون ومغسولو الدماغ يمكن أن يصبحوا جيشاً قوياً للثيوقراطيين (الحكام الدينيين) الإيرانيين، ضد أي شيء يتهدَّدهم. ويمكن أن يُستخدَموا كقوة لقمع أو تدمير أي حراك ديمقراطي في المستقبل».

وتعتقد باربرا سلافين، مديرة مبادرة مستقبل إيران بالمجلس الأطلسي، وهي مجموعة بحثية للشؤون الدولية في واشنطن، أنَّ تهديد غضنفرآبادي «احتمال بعيد جداً». وقالت لموقع VOA إنَّها «لا يسعها التكهُّن إلا بأنَّه (التهديد) كان يهدف لإظهار أنَّ هناك تضامناً خلف أيديولوجيا النظام، يمتد إلى كل تلك المجموعات المختلفة».

وتُشكك باربرا في تتحقُّق هذه الفكرة.

فقالت: «كثير من الأطراف الفاعلة ببساطة انتهازيون حيال قبول المساعدة الإيرانية، والعكس، أي رعاية إيران لوكلاء من أجل خدمة مصالحها الإقليمية».

سابِقة

ولا يُعَد السعي لطلب المساعدة من المجموعات غير الإيرانية سابِقة أولى في إيران، فإبَّان الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال انتخابات الرئاسة لعام 2009، أو ما يُعرَف بـ «الثورة الخضراء»، أفادت تقارير بأنَّ طهران جلبت عملاء أجانب لقمع المحتجين الإيرانيين في طهران ومناطق البلاد الأخرى.

قال شهروز بيزشكبور، وهو ناشط سياسي إيراني مقيم في لندن، إنَّ «اثنين» من العملاء غير الإيرانيين «أحاطوا به وضربوه» أثناء حركة احتجاجات 2009.

وصرَّح لموقع VOA: «اتصلوا بزملائهم عبر جهاز اللاسلكي وتحدَّثوا باللهجة العربية اللبنانية، ثُمَّ ظهر رجلان آخران يرتديان زيَّ شرطة مكافحة الشغب، فاعتقلوني ونقلوني إلى مركز احتجاج قريب».

المقاتلون الأفغان

أرسلت إيران آلاف اللاجئين الأفغان الشيعة إلى سوريا، للقتال بجانب القوات الأخرى المدعومة من إيران، لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

ويُجنِّدهم الجيش الإيراني، على وعدٍ بمنح الجنسية لعائلاتهم وتحسين مستواها المعيشي.

ويقول محللون إنَّ تصريحان غضنفرآبادي قد تكون تلميحاً إلى إمكانية إعادة أولئك المقاتلين إلى إيران، بمجرد انتهاء الصراع في سوريا.

وقالت باربرا: «قد ينطبق هذا على الأفغان الذين قاتلوا في سوريا، مقابل الوعود بمنحهم الإقامة القانونية في إيران، لكنَّني أشك أنَّه ينطبق على الآخرين».