اتصل الشاهد بالشرطة لتحذير مسجد النور. لكنه لم يعلم أن المسجد تعرض لإطلاق نار بالفعل راح ضحيته 42 شخصاً

كيف أنقذ تصميم "المسجد الثاني" مائة شخص من موت محقق بنيوزيلندا؟! (فيديو)

ترجمة: عربي بوست

أنقذ تصميم مسجد لينوود في مدينة كرايستشيرش حياة عشرات الأشخاص.

كان محمد عقيل الدين قد دخل لتوّه إلى المسجد بعد أن أنهى مهمته الأسبوعية في موقف السيارات عندما شاهد رجلاً يقترب من الجهة المقابلة نحو الباب الرئيسي للمسجد حيث بدأ حوالي 100 شخص في أداء صلاة الجمعة.  

حسبموقع Stuff النيوزيلندي كان محمد على بُعد أمتارٍ قليلة لكنه لم يجد باب المسجد، فأطلق الإرهابي النار في الخارج ونحو النافذة. وقال عقيل الدين إن هذا الإنذار القصير كان منقذاً للحياة. قُتل 7 أشخاص خلال الحادث، لكن كان من الممكن أن تكون حصيلة الضحايا أكثر من هذا بكثير.

أُلقي القبض على برينتون هاريسون تارانت (28 عاماً) ووُجّهت له اتهامات بالقتل في أعقاب الهجمات الإرهابية التي نُفذت ضد مسجدين في مدينة كرايستشيرش، التي أودت بحياة 50 شخصاً.

وقال عقيل الدين: «قطعتُ صلاتي وشاهدت عبر النافذة ثلاث جثث ملقاة هناك»، مشيراً إلى إطلاق النار على مسجد لينوود.

وتابع: «قلت انبطحوا أرضاً. ثمة أمر ما يحدث في الخارج. وطلبت من الناس الدخول إلى مصلى السيدات. فهو مكانٌ آمن، إذ يمكنك إغلاقه من الداخل. ثم رأيته. كان رجلٌ يبلغ طوله حوالي 6 إلى 8 قدم يقف أمامي».

">http://

وقال عقيل الدين: «كنا قد اختبأنا بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى المكان الصحيح. كان الوضع مرعباً. وكان الموقف بشعاً للغاية. سقط أحدهم جراء الرصاصة الأولى التي أطلقها عبر النافذة. لذا عندما شاهد الناس ما يحدث، صاروا يركضون هنا وهناك وحاولوا إغلاق الأبواب. لهذا السبب، إذا كان المسلح قد دخل المسجد مباشرةً من الباب الرئيسي، ربما كان الجميع قد قُتلوا».

اتصل عقيل الدين بالشرطة لتحذير مسجد النور. لكنه لم يعلم أن المسجد تعرض لإطلاق نار بالفعل راح ضحيته 42 شخصاً.

كان محمد أفروز، مواطن هندي مثله، أمام الباب الأمامي عندما دخل رجلٌ يرتدي معطفاً كبيراً ومعه كاميرا ومسدس وقفازات. كان أفروز قادماً من مدينة أشبورتون في زيارةٍ لمدة أسبوع وكان يقيم مع زملائه القدامى في السكن.

وقال أفروز: «كنّا خمسة أشخاص (يسكنون معاً). لكننا خرجنا من المسجد ونحن 3 فقط (على قيد الحياة) كيف يمكنني وصف هذا؟ تعجز الكلمات عن الخروج من فمي».

كان لديهما خططٌ. كانا يضحكان قبل الحادث بيومٍ بشأن احتمالية زواجهما هذا العام. والشخصان اللذان قتلا هما مجميل حق من بنغلاديش وأريب سيد من باكستان.

وتابع أفروز: «تنتظر غرفهما عودتهما: وتنتظرهما ساعاتهما وحواسبهما الشخصية أيضاً، لكنهما لم يعودا موجودين معنا. عندما كنت هناك، لم أحتمل البقاء لثانية واحدة. كانت غرفهما هادئة وساكنة للغاية. لا تستطيع الدخول إلى هناك».

داخل المسجد، سمع المصلون الضجيج قبل أي شيء آخر. استلقوا على الأرض معتقدين أنه زلزالٌ.

وبينما كان أفروز يستوعب ما يحدث تدريجياً، عمت الفوضى حوله. كان هو الشخص الرابع أمام الباب الرئيسي، لكن يبدو أن طلقات الرصاص قد تجاوزته.

وقال أفروز: «بدأ المسلح في إطلاق النار في كل مكان. كان يقف أمامي طفل صومالي يبلغ من العمر 3 سنوات تقريباً، وأصيب بثلاث أو أربع طلقات. أطلق النار على صديقي أريب أمامي. أصابت جميع الطلقات كتفه الأيمن. هرب من نفس الباب الذي هربت منه. لكنه استلقى على الأرض بعدها. ثم رأيت فجأة العديد من الجثث. كانت الجثث في كل مكان. وكانت الناس مستلقية على الأرض. كان الدم يتدفق. كنت أحاول الهرب. وكان الناس يهرعون للخروج».

وتابع: «لم تصبني الرصاصات. الناس يأتون من الجهة الخلفية ويقتلون جميعاً. تدفعني الجثث إلى الخروج. ليس بوسعي فعل أي شيء. أحاول فقط الهروب. لأننا لا نعرف ما يحدث. إطلاق نار. أشخاص صغيرة وأطفال وكبار في السن يموتون. يحاول بعض الأشخاص المصابين الخروج لكنهم لا يستطيعون. لا يزال يطلق النار على الجثث. ظل بعض الأشخاص على قيد الحياة لأن الجثث كانت تغطيهم».

يرى كل شخصٍ القصة بشكلٍ مختلف 

وأضاف: «يرى كل شخصٍ القصة بشكلٍ مختلف لأن كل شخص عاشها بشكلٍ مختلف. حادثة واحدة، لكن القصص كثيرة».

هرب أفروز ووقف أمام شقة أصدقائه، ليرى الدم يغطي ملابسه لأول مرة.

لم يكن يحمل مفتاحاً لكنه خشى أن يسأل شخصاً غريباً المساعدة لربما ظن أحدهم أنه مشتبه به. اتصل بصديقٍ أوصله إلى المستشفى.

بعد مرور 3 أيام، لا يزال أفروز وعقيل الدين مصدومين. يعرج أفروز بسبب إصبعه المصاب. كان يعتقد أنه أصيب بالرصاص، لكنه جُرح وهو يصطدم بالجثث في المسجد.

قُتلت أيضاً ليندا أرمسترونغ، مالكة العقار الذي يقطن فيه عقيل الدين. لم يستطع العودة إلى المنزل. ولم ينم أو يأكل لمدة 40 ساعة.

استدعي فريقٌ طبي مسلم متخصص في الصحة العقلية من مدينة أوكلاند لمساعدة الناجين في تجاوز الصدمة. وقال الطبيب شاغوفتا إن العائلات لا تزال مثقلةً بالحزن.

وتابع: يبدون بخير. لكنهم ليسوا كذلك. ستعتمل مشاعرهم في اللحظة التي سيرون فيها الجثث. ستبدأ آثار الصدمة لاحقاً».

وقالت الأخصائية الاجتماعية سوبيا عاصم إن هناك حاجة إلى المزيد من طواقم العمل المسلمة المتخصصة في الصحة العقلية في المدينة.

وتابعت: «فقدت العديد من النساء أخواتهن، وأبناءهن، وأزواجهن. هن لا يعرفن كيف يقدن سيارة ولا يشغلن أي وظيفة. هناك الكثير من المشكلات التي تحتاج إلى حل».