تقرير: بي بي سي
في حادث "إرهابي" قتل 50 شخصا وجرح 20 آخرين على الأقل في هجومين استهدفا مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا.
ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، إطلاق النار بأنه هجوم إرهابي مخطط له جيدًا، وقالت كان هذا أحد "أحلك الأيام في بلادنا".
فما هي علاقة نيوزيلاندا بالإسلام والمسلمين؟
حول تاريخ الإسلام في نيوزيلاندا يقول موقع Australian Muslim times إن أول عائلة مسلمة ذهبت إلى نيوزيلاندا كانت أسرة وزيرا الهندي الذي ذهب مع زوجته وأبنائه إلى كانتربري عام 1854 للعمل لدى السير جون كراكفورت الذي أطلق على ضيعته في نيوزيلاندا اسم كشمير.
واشار الموقع إلى أنه في سبعينيات القرن التاسع عشر عاشت مجموعة من العمال الصينيين المسلمين في مستعمرة مناجم الذهب في دونستان بأوتاغو. وفي تسعينيات ذلك القرن استقر بائع هندي متجول هو باكش مالك في أوتاغو.
وفي عام 1905 استقر صالح محمد من تركمانستان في كريست تشيرش وأصبح بائع آيس كريم مشهور هناك.
وفي عام 1951 نقل الآلاف من لاجئي شرق أوروبا ومنهم مسلمون من يوغوسلافيا وألبانيا إلى نيوزيلاندا واستقر الكثير منهم في كرايست تشيرتش وفي ذلك التوقيت أيضا وصل العديد من الطلبة المسلمين من آسيا للدراسة في نيوزيلاندا.
غير أن موقع muslimdirectory يطرح تاريخا مختلفا قليلا عن بداية تاريخ الإسلام في نيوزيلاندا فيقول إن 15 مسلما صينيا عاشوا في مستعمرة مناجم الذهب في دونستان بأوتاغو في نيوزيلاندا عام 1874 وذلك بحسب الإحصاء الحكومي حينئذ، وفي ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر وصل العديد من المهاجرين الهنود من البنجاب وجوغارات.
وأضاف الموقع قائلا إنه في عام 1950 تأسست أول منظمة إسلامية في نيوزيلاندا في أوكلاند وكان عدد المسلمين في البلاد حينئذ نحو 200 شخص. وفي عام 1959 قامت المنظمة بشراء عقار في بونسونبي حيث أقامت أول مركز إسلامي في البلاد، وفي عام 1960 وصل أول إمام وهو مولانا أحمد سعيد موسى باتل من جوغارات.
وتابع الموقع قائلا إنه عقب ذلك تم إنشاء الاتحاد الدولي لمسلمي نيوزيلاندا في ويلنغتون عام 1962 ثم اتحاد مسلمي كانتيربوري عام 1977. وفي خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي تدفق لاجئون مسلمون من أوروبا الشرقية وفيجي وطلبة مسلمون من أنحاء آسيا.
الهجرة
وتلعب الهجرة دورا كبيرا في تاريخ وحاضر نيوزيلاندا، ففي الوقت الحالي إن واحدا من بين كل 4 أشخاص في نيوزيلاندا البالغ تعدادها 4.3 مليون نسمة ولد خارج البلاد حيث يدخلها سنويا ما يتراوح بين 40 و50 ألف مهاجر من مختلف أنحاء العالم، لذلك يتنوع السكان إلى حد بعيد من حيث العرق والثقافة واللغة والدين وسيستمر هذا التنوع في النمو، وذلك بحسب بحث أجرته جامعة فيكتوريا النيوزيلندية.
وذكر البحث الذي شمل عينة ضمت ألفي منزل أن النيوزيلنديين يؤيدون بقوة هذا التنوع.
وأشار البحث إلى أن المسلمين هم أسرع الجماعات الدينية نموا في نيوزيلندا حيث يشكلون نحو 1 في المئة من السكان أي حوالي 50 ألف شخص، وأغلبهم أي نحو 77 في المئة منهم ولدوا خارج البلاد، ومعظم هؤلاء أي حوالي 29 في المئة منهم من الهنود، وينتمي إلى الشرق الأوسط نحو 21 في المئة من مسلمي نيوزيلاندا (عرب، وإيرانيون، وأتراك).
وحول المسجدين اللذين تعرضا للهجوم، قال مصطفى فاروق، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية النيوزلندية، إنهما من أقدم المساجد في البلاد ويصلي الناس في المسجد الكبير منذ سنوات طويلة.
وأضاف فاروق "إن المسجد مندمج في المجتمع وفيه تقام نشاطات لأديان مختلفة، وهو مسجد يرحب بجميع الثقافات، وما حدث ما كان يجب أن يحصل أبدا.."