ترجمة: عربي بوست
أنهى المحقق الخاص، روبرت مولر، تحقيقه في الاتهامات التي أُثيرت حول العلاقة المحتملة بين روسيا وحملة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وسلم مولر تقريره بشأن التحقيق لوزارة العدل والمدعي العام وليام بار، الجمعة 22 مارس/آذار 2019، الذي سيُقرر حجم المعلومات التي سيطلع عليها الكونغرس ووسائل الإعلام.
خلال هذا التقرير رصدت صحيفة The Guardian البريطانية عدداً من الأسئلة التي تخص التقرير وأجابت عنها.
ماذا يقول تقرير مولر؟
بحسب الصحيفة البريطانية لا نعلم بعد، نعلم أنَّ مولر سلَّم تقريره للمُدَّعي العام الأمريكي وليام بار، وأنَّ بار أبلغ الكونغرس بأنَّه تلقَّى التقرير.
كان مولر، بموجب القوانين المُنظِّمة لعمل المحققين الخاصين، مُطالَباً فقط أن يُوضِّح لبار مَن الذي قرَّر أن يلاحقه قضائياً، ومَن يرفض أن يلاحقه، ولماذا؟ لكن من الممكن أن يكون أضاف مزيداً من التفاصيل بشأن ما توصل إليه. وقال مسؤول بوزارة العدل الأمريكية أمس الجمعة 22 مارس/آذار، إنَّ التقرير «شامل».
وبالفعل كشف بار أمس أنَّه لم يرفض أي إجراءات اقترحها مولر. وهذا يعني أنَّ مولر على ما يبدو أكمل تحقيقه دون تدخُّل من إدارة ترامب.
ماذا يعني هذا بالنسبة لدونالد ترامب؟
من المرجح أن يكشف التقرير ما إن كان مولر اكتشف، أم لم يكتشف، أي تنسيقٍ بين حملة ترامب الرئاسية والعملاء الروس الذين تدخَّلوا في انتخابات 2016.
ونفى ترامب مراراً حدوث مثل هذا التنسيق، ولم تُوجَّه اتهامات لأي أمريكيين حتى الآن لقيامهم بهذا. لكنَّ مولر اتهم مدير حملة ترامب السابق لمشاركته بيانات استطلاع رأي مع عميل مزعوم للاستخبارات الروسية.
وقد يذكر التقرير أيضاً ما إن كان فريق مولر خلُص إلى أنَّ ترامب عرقل العدالة –أو حاول عرقلتها- بعزله لجيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق (FBI)، أو باتخاذه إجراءات أخرى.
ماذا سيحدث بشأن التقرير الآن؟
ليس واضحاً بعدُ حجم الجزء الذي سيُقدَّم من التقرير للكونغرس أو الجمهور.
قال بار في خطابه إلى رئيسي وكبار أعضاء اللجنتين القضائية بمجلسي الشيوخ والكونغرس، أمس الجمعة، إنَّه سيراجع التقرير و «قد أكون في وضعٍ يسمح لي بإخطاركم بشأن الاستنتاجات الرئيسية للمحقق الخاص بحلول عطلة نهاية هذا الأسبوع»، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقال بار إنَّه سيتباحث مع مولر ورود روزنستيان، نائب المدعي العام، بصورة منفصلة حول المعلومات الأخرى التي يمكن الكشف عنها للكونغرس والجمهور.
وأبلغ المدعي العام الكونغرس أنَّه «ملتزم بأكبر قدر من الشفافية»، لكنَّه سيتقيَّد كذلك بـ «السياسات والممارسات الراسخة منذ زمنٍ طويل» لوزارة العدل. وعادةً لا تكشف الوزارة علناً عن معلوماتٍ مهينة تخص الأشخاص موضع الاتهام.
وعلى أي حال تعهَّد الديمقراطيون، الذين يسيطرون على مجلس النواب، بالحصول على كامل التقرير ونشره على الملأ. وإن اعترض بار على هذا، قد يتبع الأمر نزاع قانوني.
ما النتائج التي توصَّل إليها مولر قبل هذا التقرير؟
بحسب الصحيفة البريطانية وثَّق مولر، في لوائح اتهام مطولة ومفصلة، جهداً طويل الأجل ومتعدد المستويات من جانب روسيا للتلاعب بالانتخابات الأمريكية، ونثر بذور الخلاف على الإنترنت. وتناقض توثيق مولر للتجسس والتخريب الروسي مع مراوغة ترامب بشأن تورط روسيا في نشاطٍ كهذا من عدمه.
كشف مولر أيضاً ووثَّق علاقاتٍ وعقوداً، قبل وبعد انتخابات 2016، بين الروس ومساعدين كبار لترامب، بينهم بول مانافورت، وريك غيتس، ومايكل فلين، وجورج بابادوبولوس، ومايكل كوهين. واعترفوا جميعاً بارتكاب سلوكٍ إجرامي أو أُدينوا عبر هيئة مُحلَّفين.
وأحال مولر كذلك بعض التحقيقات إلى أطراف خارجية مثل مكاتب المدعين العوام في نيويورك وفرجينيا، أسفرت عن إداناتٍ أو اعترافات بالذنب من جانب كلٍّ من مانافورت وكوهين وغيتس، وقادت إلى تحقيقاتٍ لا تزال مستمرة بشأن سلوكٍ إجرامي مزعوم داخل منظمة ترامب، ومؤسسة ترامب، ولجنة تنصيب ترامب، وفريق ترامب الانتقالي.
وإجمالاً، توصَّل مولر سابقاً إلى إدانات أو اعترافاتٍ بالذنب من جانب 34 شخصاً (بينهم 26 روسياً و6 مساعدين سابقين لترامب)، وثلاث شركات روسية. واعتبر المُدَّعون السابقون والمحللون القضائيون، بشبه إجماع، أنَّ عمل مولر اكتمل بسرعة ودقة.
ماذا كان تفويض مولر؟
عُيِّن مولر يوم 17 مايو/أيار 2017، للعمل محققاً خاصاً لوزارة العدل. وجاء التعيين مدفوعاً بعزل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي قبل ثمانية أيام، ونأي المدعي العام آنذاك جيف سيشنز بنفسه عن المسائل المتعلقة بالتحقيق الروسي، ووجود حاجة ملموسة لحماية ودفع التحقيقات المفتوحة في التلاعب الروسي بالانتخابات وحملة ترامب.
وفوَّض خطاب تفويض رسمي وقَّعه القائم بأعمال المدعي العام آنذاك، رود روزنستاين، مولر بالتحقيق (ونقتبس من الوثيقة):
1- أي صلة و/أو تنسيق بين الحكومة الروسية وأفراد مرتبطين بحملة الرئيس دونالد ترامب.
2- أي مسائل نشأت أو قد تنشأ مباشرةً عن التحقيق.
3- أي مسائل في نطاق (النظام الأساسي الذي يحدد اختصاص المحقق الخاص).
كم استغرق التحقيق؟ وكم كلَّف؟
قدَّم مولر تقريره بعد 650 يوماً من تعيينه. وبحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان التحقيق قد كلَّف نحو 27 مليون دولار وفق تقديرات مشروع Politifact، وهو ما يمثل جزءاً بسيطاً من تكلفة تحقيقات المحققين الخواص في العقود السابقة. ومقارنةً مع ما يُقدَّر بـ48 مليون دولار من الأموال التي استعادها فريق مولر من قضايا الغش الضريبي، فإنَّ تكلفة تحقيق مولر قد تكون برقمٍ سالب.
هل لا تزال أي تحقيقات مرتبطة بترامب مستمرة؟
نعم، الكثير منها. ففي حين أنَّ مكتب المحقق الخاص أنهى عمله، لا تزال التحقيقات التي يقوم بها المحققون الفيدراليون في منطقتي جنوب وشرق نيويورك مستمرة، ويظل المحققون نشطين كذلك في المنطقة الشرقية بفرجينيا ومقاطعة كولومبيا. وبعكس مولر، هؤلاء المحققون ليسوا مقيدين بأي تفويضاتٍ تُملي ما بإمكانهم عمله، ولا يوجد ضغط لتسريع التحقيقات.
ويجري الكونغرس تحقيقاتٍ منفصلة في حملة ترامب ومسائل أخرى. وقد تفيد الأدلة التي جمعها مولر تلك التحقيقات.
ما التالي بالنسبة لمولر؟
باتت واجبات مولر المرتبطة بتعيينه محققاً خاصاً مكتملةً الآن، وليس من المتوقع أن يتولى منصباً عاماً آخر. وكان مولر (74 عاماً) قبل موافقته على تولي مهمة المحقق الخاص يعمل في الممارسة الخاصة لمهنة المحاماة، بعدما قضى 12 عاماً رئيساً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فضلاً عن عمله من قبل محققاً أمريكياً، وخدمته في قوات مشاة البحرية (المارينز). ولم يعلن عن خططٍ بشأن مستقبله.