حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن المشروبات الغازية والعصائر المعلبة المحلاة بالسكر، تعزز نمو وانتشار أورام القولون خاصة بالنسبة للمصابين بالمرض أو المعرضين لخطر الإصابة به.
الدراسة أجراها باحثون بكلية طب ويل كورنيل في جامعة نيويورك الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية “Science” العلمية.
وأوضح الباحثون أن الإقبال على المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة التي يدخل في صناعتها وتحليتها شراب الذرة عالي الفركتوز زاد بشكل كبير منذ ثمانينات القرن الماضي، وترافقت تلك الزيادة مع ارتفاع معدلات السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى سرطان القولون والمستقيم بين البالغين في منتصف العمر والشباب.
ويتم تصنيع شراب الذرة عالي الفركتوز من النشا المستخرج من الذرة، وإضافة الإنزيمات إلى النشا، بحيث تتحول إلى شراب مكون من الغلوكوز والسكر والمالتوز، ويعتبر هذا الشراب من المحليات الشائعة الموجودة في المشروبات الغازية والمشروبات ذات نكهة الفاكهة.
وتشير الدراسات الرصدية إلى أن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر والذين يعانون من السمنة لديهم مخاطر أكبر للإصابة بسرطان القولون.
وللوصول إلى نتائج الدراسة الجديدة، قام الباحثون بمراقبة مجموعتين من الفئران المصممة وراثيًا لتطور أورام القولون، وأعطوا الأولى جرعة صغيرة من شراب الذرة عالي الفركتوز يوميًا لمدة 8 إلى 9 أسابيع، فيما لم تتناول الثانية مشروبات محلاة بالسكر.
وقال الباحثون إن الجرعة التي تم إعطائها للفئران من شراب الذرة عالي الفركتوز تعادل السكر الموجود في عبوة من المشروبات الغازية التي يتناولها البشر.
ثم قارن الباحثون الأورام لدى المجموعتين، ووجدوا أن المجموعة التي تناولت شراب الذرة عالي الفركتوز تطورت لديها الأورام بشكل أكبر وأسرع من أقرانها التي لم تتناول هذا الشراب.
وقال الدكتور لويس كانتلي، قائد فريق البحث: “تشير الدراسة إلى أن الأورام الحميدة في القولون والمستقيم تتغذى على شراب الذرة عالي الفركتوز، حيث يلعب السكر دورًا في زيادة معدلات انتشار الأورام”.
وأضاف أنه “بناءً على النتائج التي توصلنا إليها، يجب على الأشخاص المصابين بسرطان القولون أو الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض تجنب المشروبات الغازية والمحلاة بالسكر”.
وكانت دراسات سابقة أثبتت، أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بانتظام يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة، وترك الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، بطريقة مشابهة لآثار التدخين.
ووجد الباحثون، أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات السكرية والغازية بشكل منتظم أكثر عرضة لضعف الذاكرة، وصغر حجم الدماغ، خاصة في منطقة الحصين المسؤولة عن التعلم والذاكرة.
ويعتبر سرطان القولون والمستقيم، ثاني أكثر الأسباب شيوعا للوفاة المرتبطة بالسرطان في أوروبا، حيث يتسبب في وفاة 215 ألف شخص سنويًا.
ومن المتوقع إصابة أكثر من 2.2 مليون شخص بسرطان القولون والمستقيم، المعروف أيضًا باسم سرطان الأمعاء، في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.