معاذ أحمد- المصدر أونلاين
رغم الإنجازات العسكرية التي تحققت على الأرض في العام الأول، فإن الثلاث السنوات التالية شهدت شللاً واضحاً في العمليات العسكرية وحدت من أي تغيرات في السيطرة على الأرض.
بمناسبة مرور أربع سنوات على التدخل العسكري للتحالف يقدم المصدر أونلاين خارطة السيطرة العسكرية لأطراف الحرب.
حيث ما زال الحوثيون يسيطرون على معظم المحافظات الشمالية ويمتد نفوذهم في وسط وغرب البلاد مسيطرين- بشكل كلي- على ست محافظات شمالية هي «إب وذمار وأمانة العاصمة وعمران وريمة والمحويت» وهي المناطق الأكثر كثافة سكانية.
كما تشمل سيطرة الحوثيين محافظة صنعاء باستثناء جزء بسيط من مديرية نهم، ومحافظة صعدة، باستثناء أجزاء بسيطة قرب الشريط الحدودي، في مديريات البقع وباقم وقطابر ورازح والظاهر، ومحافظة حجة، باستثناء أجزاء من مديرية ميدي وحرض وحيران، والبيضاء باستثناء مديريات ناطع والملاجم والنعمان والصومعة.
وكانت سيطرة الحوثيين انحسرت- بشكل لافت- في العام الأول للعملية العسكرية عن معظم المحافظات الجنوبية (ثمان محافظات لم تصل مليشيات الحوثيين إلى أكبر محافظتين من حيث المساحة وهما حضرموت والمهرة.. وقال الرئيس هادي: إن تأخر تدخل التحالف ولو لثلاثة ايام كان سيمكن الانقلابيين من السيطرة عليهما قبل نهاية مارس).
وبالنسبة للمناطق- التي ما زال الحوثيون موجودين فيها ضمن المحافظات الجنوبية- تتمثل في بلدة دمت وسط اليمن والتابعة لمحافظة الضالع، وأجزاء من مديريتي القبيطة والمقاطرة في لحج.
وفي شرق البلاد، لم يعد للحوثيين أي سيطرة على محافظة شبوة، فيما انحسرت سيطرتهم عن ثلاثة مديريات في محافظة مأرب هي التي كانوا قد وصلوا إليها وما زالت العمليات العسكرية مستمرة في مديرية صرواح غرب المحافظة.
ويسيطر الحوثيون- حتى اليوم- على مديريات الجوف العالي وتشمل معظم مديرية المتون، ومديريات "الزاهر والمراشي ورجوزة والحميدات والمطمة" التي لم تصل عمليات الجيش إليها، إضافة إلى استمرار سيطرة الحوثيين على مركز مديرية خب والشعف وبرط العنان، مع استمرار تقدم بطيء للجيش منذ عامين في البلدتين، يتركز على الحدود الإدارية مع محافظة صعدة والخط الدولي الرابط بين الجوف ومعقل الانقلابيين في شمال البلاد.
وبعد توقف معظم الجبهات في العامين الثاني والثالث لعاصفة الحزم، أحدثت عمليات سريعة، على انحسار سيطرة الحوثيين على الشريط الساحلي الممتد من باب المندب وصولاً إلى مدينة الحديدة عاصمة إقليم تهامة على ساحل البحر الأحمر، وشمل ذلك الانحسار مديرية المخأ وذباب التابعة لمحافظة تعز والتي ما زالت عاصمتها محاصرة للسنة الرابعة على التوالي، رغم ذلك تمكن الجيش من تحرير أغلب احياء المدينة بعد ان كانت سيطرته محصورة في بضع شوارع فقط.. وللحوثيين -حتى اليوم –سيطرة قوية على مديريات ماوية وخدير والتعزية، وأجزاء من الصلو وحيفان والوازعية ومقبنة.
في مقابل سيطرة الحوثيين، تسيطر قوات الجيش التابع للحكومة، على باقي المناطق في الجوف ومأرب وأجزاء من شبوة وتعز، وتتواجد وتقوم بدور كبير في حضرموت والمهرة وسقطرى، كما تواصل عمليات التحرير في جبهات صعدة وحجة وإب والبيضاء، إضافة إلى تواجد قوات الأمن الوطني التابعة للداخلية والمنتشرة في معظم المناطق المحررة لكن دورها ضعيف في جنوب البلاد باستثناء الضالع.
وتسيطر قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية تابعة إدارياً ومالياً للتحالف العربي والقوات السعودية والإماراتية على «عدن ولحج وأبين والضالع» وساحل حضرموت ومناطق في شبوة، يتخلل هذه السيطرة تواجد لألوية عسكرية موالية للحكومة ابرزها ألوية الحماية الرئاسية الرابع والخامس في عدن وتعز وكتائب في محور العند ومحور إب، إضافة إلى ألوية يعلن قادتها إنها يدينون بالولاء للرئيس الشرعي، رغم أنها مالياً وإدارياً تابعة للإمارات، وتسيطر هذه الألوية على بعض المناطق المحررة في الساحل الغربي وحتى ضواحي مدينة الحديدة، إضافة إلى ألوية وقوات يقودها أبن شقيق الرئيس السابق طارق صالح، ضمت الإمارات تحت قيادته ألوية وكتائب من أبناء تهامة موالين بشكل كامل للرئيس.
ومنذ العام الثاني للحرب، برزت قوات وتشكيلات أنشائها ودربتها وتديرها الإمارات في المناطق المحررة جنوب البلاد، ووفق تقرير لجنة خبراء العقوبات التابعة للأمم المتحدة، فإن تلك التشكيلات والأحزمة الأمنية وقوات النخب الحضرمية والشبوانية، عززت سلطتها وسيطرتها في العام الرابع للحرب، على حساب سلطة الحكومة ومسؤولياتها التي نزعت منها عنوة، ما تسبب في تراج حضورها في العام الماضي بشكل كبير، لتبقى سيطرتها الأساسية على مقر الحكومة في المعاشيق، مع سيطرة افتراضية على باقي المناطق المحررة، فيما واقع السيطرة للقوات الموالية للإمارات والمجلس الانتقالي الموالي لها.
واستحدثت السعودية في محافظة المهرة- شرق البلاد- مواقع عسكرية جديدة، ما زالت سبباً للتوتر بين التحالف وقبائل المحافظة، حيث تقود هناك لجنة رئاسية برئاسة رئيس الأركان العامة للجيش، محاولات للتهدئة بعد تلويح القبائل بالعمل العسكري لمواجهة ما تصفه بالاحتلال السعودي للمهرة.
وفيما تتحدث وسائل الإعلام عن محاولات إماراتية لتشكيل «نخبة سقطرية» مشابهة للقوات الموالية لأبوظبي في عدن، جرى الحديث- خلال اليومين الماضيين- عن مشروع إماراتي لاستحداث قوات نخبة «بيضانية» في محافظة البيضاء وهو مالم يتضح معالمه بعد، رغم الانباء التي تحدثت عن غارات استهدفت معسكراً للسلفيين في مديرية الصومعة، يوم الإثنين، إثر منع قوات المعسكر لقوات تابعة للنخبة في بلحاف من استحداث معسكر للتجنيد يستقطب ابناء البيضاء لإنشاء نخبة موالية للإمارات في المحافظة.
وكان وزير الداخلية شكا في مذكرة مرفوعة لقيادة التحالف العربي، قيام وحدة عسكرية تسمى النخبة التهامية، باقتحام مقر للقوات الخاصة واختطاف قائد عسكري.. ولم يتسن لـ«المصدر أونلاين» التحقق من وجود تشكيلات «النخبة التهامية» موالية للإمارات، لكن مسؤول محلي في الحديدة أفاد لـ«المصدر اونلاين» إن عمليات تجنيد لوحظت في الفترة الماضية إجراءاتها مشابه لما حدث إبان تأسيس النخب والاحزمة الأمنية، إلا أنها لا تحمل التسمية «نخبة تهامية» بشكل معلن.