خالد سلامة: عربي بوست
آلام الرأس أو الصداع تعد من أكثر الشكاوى الطبية انتشاراً، حيث يعاني منه معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم، فمَن منا لم يصبه الصداع؟ هذا الألم يصيب أي شخص، بغض النظر عن عمره أو جنسه أو نوعه. فهل الصداع عرض أم مرض، وهل هناك تصنيفات مختلفة للصداع، وما هي أخطر أنواعه، وهل هناك وسيلة لتجنب الإصابة به؟
تصنيفات الصداع
طبقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن يصيب الألم أي جزء من الرأس، سواء في الجانبين أو في جانب واحد. وينقسم الصداع إلى تصنيفين: أولي وثانوي.
1- الصداع الأولي
ويعني وجود مشكلة في منطقة الرأس نفسها، أي لا يوجد سبب عضوي آخر وراء هذا التصنيف من الصداع. تتنوع تلك المشكلات بين ارتفاع في ضغط الشرايين المغذية للمخ أو تعرض الناقلات العصبية داخل المخ لضغوط غير معتادة، مما يؤثر على تأديتها لوظيفتها في نقل الإشارات العصبية. وهناك عدة أنواع من الصداع الأولي مثل صداع التوتر والصداع النصفي والصداع العنقودي.
صداع التوتر
صداع التوتر هو أكثر أنواع الصداع الأولي انتشاراً، وعادة ما يبدأ هذا النوع بشكل بطيء وتدريجي في منتصف اليوم. وأبرز أعراض صداع التوتر هي: (يشعر الشخص كما لو أن هناك رباطاً ضاغطاً على رأسه بشدة، وألماً مستمراً في جانبي الرأس، وينتشر الألم من وإلى الرقبة).
يمكن أن يكون صداع التوتر متقطعاً أو مزمناً، وعادة ما يأتي النوع المتقطع في شكل نوبات ألم تمتد لساعات، ولكنه قد يمتد أحياناً لعدة أيام. أما النوع المزمن فيستمر لمدة 15 يوماً أو أكثر في الشهر، ولمدة 3 أشهر على الأقل.
الصداع النصفي
يسبب الصداع النصفي ألماً نابضاً يشبه ضربات مستمرة بمطرقة في نفس النقطة، ويكون الألم في جهة واحدة من الرأس، وغالباً ما يكون مصحوباً بكل أو بعض الأعراض مثل (رؤية ضبابية وشعور بالدوخة والغثيان وحساسية للصوت العالي والضوء البراق).
يعد الصداع النصفي ثاني أنواع الصداع الأولي انتشاراً، وغالباً ما تكون له آثار عميقة على حياة من يعاني منه، ويمكن أن يستمر لفترات تتراوح بين بضع ساعات ويومين أو ثلاثة.
الصداع العنقودي
عادة ما يستمر الصداع العنقودي بين 15 دقيقة و3 ساعات، ويحدث فجأة مرة واحدة إلى 8 مرات يومياً لمدة تستمر أسابيع إلى عدة أشهر، وتكون الفترات بين كل صداع عنقودي وآخر في الغالب خالية من الصداع، ويمكن أن تستمر لأشهر أو سنوات.
ويمكن أن يكون الألم العنقودي في جانب واحد وحاد جداً، ويوصف أحياناً كألم حارق ويتركز حول أو داخل إحدى العينين، ويمكن أن تتورم المنطقة المصابة بالألم ويحمر لونها، وتدمع العين وتخرج سوائل من الأنف.
2- الصداع الثانوي
الصداع الثانوي بأنواعه المختلفة هو عرض يظهر نتيجة لمرض أو حالة مرضية تثير الأعصاب الحساسة للألم داخل الرأس، بمعنى آخر الصداع الثانوي هو عرض لمرض.
وهناك أسباب كثيرة للصداع الثانوي، بعضها أعراض لأمراض بسيطة مثل الأنيميا والتهابات الأسنان والتهابات الجيوب الأنفية والأذن الوسطى والإنفلونزا، وانخفاض نسبة السكر في الدم واضطرابات النوم.
هناك حالات أخرى للصداع الثانوي يكون فيها عرضاً لحالات مرضية أكثر خطورة مثل ورم المخ، الجلطات، نزيف في المخ، تسمم بأول أكسيد الكربون (عند حدوث الحرائق) والجفاف وارتجاج المخ والمياه الزرقاء في العين ونوبات الهلع والسكتة الدماغية.
الصداع الرعدي
هذا النوع اسمه يدل عليه، فهو يأتي فجأة ويكون حاداً، وغالباً ما يصفه المريض بأنه «أسوأ صداع شعر به في حياته»، ويصل لأقصى درجات الحدة خلال دقيقة ويستمر لمدة 5 دقائق.
غالباً ما يكون هذا النوع من الصداع الثانوي عرضاً لحالة مرضية ربما تودي بحياة الشخص، مثل نزيف في المخ أو جلطة في المخ أو انفجار انتفاخ شرياني أو تغيرات مفاجئة في ضغط شرايين المخ.
لذلك على مَن يتعرض لهذا النوع من الصداع ألا يتأخر في طلب المساعدة الطبية.
بما أن الصداع يمكن أن يكون عرضاً لحالات مرضية خطيرة لا بد من التوجه للطبيب لو زادت حدة الصداع أو استمر دون توقف، فعلى سبيل المثال لو تعرض الشخص لنوبات صداع غير معتاد عليها من حيث حدة الألم، أو دورية حدوثه، أو فشلت المسكنات في القضاء على الصداع، أو كان الصداع مصحوباً بأعراض أخرى مثل الارتباك والحمى وتغييرات في الحواس وتيبس في الرقبة لا بد من التوجه إلى الطبيب فوراً.
خطوات بسيطة لكنها مفيدة جداً
هناك عدد من الخطوات ينصح بها الأطباء، تساعد على تقليل احتمالات التعرض للصداع، أو على الأقل تقليل حدة الألم، أهمها: (وضع كمادات بدرجات حرارة معتدلة على الرأس والرقبة، تجنب مثيرات التوتر قدر المستطاع، ووضع استراتيجيات للتعايش مع مسببات التوتر التي يستحيل تجنبها، تناول الطعام بشكل منتظم للحفاظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم، الحمام الدافئ يساعد على الاسترخاء وتقليل فرص الإصابة بالصداع، وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، كلها أمور تساعد على تقليل احتمالات الإصابة بالصداع أو تخفيف حدته).