يُجبر المسلمون في معسكرات "إعادة التدريس" في الصين على تناول لحم الخنزير ويُمنعون من الصلاة أو إطلاق اللحي، وفق ما رواه سجين سابق.
وقد أورد عمر بيكالي أنّ معاملة الأويغور وسواهم من الأقليّات الإثنيّة في مقاطعة شينجيانغ، تهدف إلى تجريدهم من معتقداتهم الدينيّة.
وإذ أطلقت عليهم السلطات لقب "طلاب"، أوضح بيكالي أنّ المساجين أجبروا على الوقوف في مواجهة الحائط وغناء النشيد الوطني الصيني لمدّة نصف ساعة كلّ صباح.
وصرح أيضاً إلى صحيفة "هونغ كونغ فري برس" أنّه لم يرغب أبداً "في ترديد النشيد الوطني الصيني، لكن التكرار اليومي أدّى إلى تسلّل ذلك النشيد إلى دواخلي. حتّى بعد مرور عام، لا تزال تلك الموسيقى تتردّد في رأسي".
أكثر من مليون مسلم أويغور معتقلين في مقاطعة شينجيانغ في ما تزعم الصين أنّه حملة على التطرّف الديني والإرهاب.
ودفعت المخاوف الدوليّة بشأن الظروف في تلك المخيمات بالسويد إلى الإعلان يوم الخميس الماضي، أنّها ستمنح اللجوء لمن يطلبه من المسلمين الأويغور.
ولد بيكالي في مقاطعة شينجيانغ من والدين من الأويغور والكازاخ، لكنّه انتقل إلى كازاخستان للعمل عام 2006.
وبيّم أنّه أُوقِفَ عندما عاد إلى تلك المقاطعة الصينيّة في مارس 2017 وزُجّ في السجن، بتهمة مساعدة "الإرهاب".
بعد مرور سبعة أشهر، نُقِلَ إلى معسكر إعادة تأهيل في "كاراماي" التي أفاد أنّه قُيّد بالسلاسل فيها.
كلّ يوم جمعة، عندما يصلّي المسلمون تقليدياً، كان المعتقلون يجبرون على تناول لحم الخنزير الذي يحظّره الدين الإسلامي. وأضاف بيكالي أنّ السجناء مُنعوا من الصلاة أو إطلاق اللحي، إذ كان يُنظر إلى هذين الأمرين بوصفهما علامة على التطرّف. وأبان بيكالي أيضاً أنّ اللغة الوحيدة المسموحة في المعسكر هي الصينيّة.
عندما كان بيكالي يرفض الانصياع للأوامر، كان يُجبر على الوقوف بمحاذاة الحائط خمس ساعاتٍ متواصلة.
وأشار إلى أنّه أُرسِل لاحقاً إلى الحبس الانفرادي مع حرمانه من الطعام لمدّة 24 ساعة.
في مقابلةٍ منفصلة العام الماضي، تحدّث بيكالي عن "الضغط النفسي الهائل في المعتقل... عندما تضطر إلى انتقاد نفسك وتندّد بتفكيرك وبمجموعتك العرقيّة. ما زلت أفكر في الأمر كل ليلة، حتى تشرق الشمس. لا أستطيع النوم. تراودني الأفكار طوال الوقت".
ردّت الصين خلال هذا الأسبوع على انتقادات دولية متزايدة عِبْرَ إصدار تقرير مطوّل زعمت فيه أنّها اعتقلت 13 ألف إرهابيّاً وفكّكت مئات "العصابات الإرهابية" في شينجيانغ .
كذلك وصفتْ تلك المعسكرات بـ"المدارس الداخليّة".
© The Independent