ترجمة عربي بوست
روى قائد إحدى ناقلات النفط التي تعرضت للاختطاف من قبل مهاجرين، لحظات الرعب التي عاشها برفقة طاقم السفينة الأسبوع الماضي.
ونقلت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 30 مارس/آذار 2019، عن نادر الهبيلو (42 عاماً)، القائد الليبي لسفينة «الهيبلو 1″، قوله إنَّه وخمسة من أفراد الطاقم كانوا يخشون أن يفقدوا حياتهم أثناء «الرعب» الذي وقع في عرض البحر هذا الأسبوع.
بدأت القصة عندما تم إبلاغ السفينة بوجود قارب مهاجرين بحاجة إلى المساعدة
بدأت الدراما بعد ظهر يوم الثلاثاء 26 مارس/آذار، حين كانت ناقلته تسافر متجهةً من إسطنبول إلى ليبيا، بحسب الكابتن نادر.
تواصلت معه طائرة عسكرية تحلق في الأجواء، ونبَّهته إلى وجود قاربٍ به أناسٌ بحاجة للمساعدة، لكنَّه ليس متأكداً ما إن كانت الطائرة إيطالية أم مالطية.
كان القارب يحمل 98 رجلاً وامرأةً وطفلاً
وأضاف: «استقبلتُ هؤلاء على متن سفينتي، ورفض 6 أشخاص الصعود، خشية أن أعيدهم إلى ليبيا».
بعد ذلك وجَّه سفينته إلى ليبيا، وقال إنَّ المهاجرين اعتقدوا أنَّهم متجهون إلى أوروبا، وشعروا «بالاسترخاء والسعادة ولم يفعلوا شيئاً طوال الرحلة».
ثار المهاجرون عندما بدأت ليبيا تلوح في الأفق
وأضاف الهيبلو الذي كان يتحدث عبر الهاتف من السفينة، الراسية الآن في العاصمة المالطية فاليتا، أنَّه نبَّه سلطات الميناء الليبي حين اقترب من الساحل، لكنَّ المساعدة لم تأتِ.
وقال إنَّه حين بدت العاصمة الليبية طرابلس في الأفق، بدأ نحو 25 رجلاً من المهاجرين هجومهم.
قام اللاجئون بجلب أدواتٍ معدنية، وبدأوا في ضرب وتحطيم السفينة، وهددوا بأنَّهم لن يتركوا السفينة إلا وهي مُحطَّمة إلى قطع» إن واصلت السفينة رحلتها إلى ليبيا.
هاجم المهاجرون قمرة القيادة.. وصرخوا: عُد! عُد!
وأضاف الكابتن: «استولى المهاجرون على أغراضٍ معدنية وبدأوا في تحطيم السفينة وتهديد أفراد الطاقم، بعدما أدركوا أنَّ السفينة تتجه بهم في طريق العودة إلى ليبيا».
وأضاف الهيبلو: «هاجموا قمرة القيادة وضربوا بقوة على الأبواب والنوافذ، وهدَّدوا بتحطيم السفينة».
وتابع: «ثارت ثائرتهم وراحوا يصرخون ويصيحون: عُد! عُد! عُد!».
تمكّن المهاجرون من إجبار قائد السفينة على تغيير اتجاهها
وقال إنَّ تهديدات المهاجرين المشاغبين أجبرته على الموافقة على مطلبهم بنقلهم إلى أوروبا، وليس العودة إلى ليبيا.
وعلق الكابتن نادر على ذلك: «كان هذا مرعباً. لم أكن أكترث كثيراً حيال السفينة، بل بأفراد الطاقم».
اتصل الهيبلو بالميناء في ليبيا مجدداً، وأخبرهم بأنَّ الطاقم سيتجه شمالاً إلى أوروبا، قائلاً: «سيقتلونني وطاقمي إن لم نعُد. سنغادر».
وقال المتحدث باسم حرس السواحل الليبي أيوب قاسم إنَّهم أرسلوا قاربين «للملاحقة الفورية»، لكنَّ الناقِلة كانت أسرع من القاربين.
ومع توجُّه الناقلة شمالاً، بدأت الأنباء تنتشر حول اتجاهها إمَّا إلى مالطا أو جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.
توجهت السفينة إلى مالطا قبل أن يتم السيطرة عليها
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، صاحب الموقف القوي ضد الهجرة، إنَّ إيطاليا لن تستقبل الناقلة.
في البداية أصرَّت مالطا على أنَّها لن تستقبل السفينة في مياهها الإقليمية.
لكنَّ القوات المسلحة المالطية اقتحمت السفينة صباح الخميس 28 مارس/آذار، واعتقلت 5 رجال يُشتبَه في قيادتهم عملية الاختطاف، واقتادتهم بعيداً وهم مُكبَّلون حين رست السفينة في العاصمة فاليتا.
منظمات وصفت ما قام به المهاجرون بـ «دفاع عن النفس»
ووصفت بعض منظمات الإغاثة تصرفات المهاجرين بأنَّها «دفاعٌ عن النفس» في وجه سياسات الهجرة الأوروبية غير الآدمية، حيث تقول إنَّ المهاجرين يتعرَّضون في مخيمات الاعتقال بها للضرب والاغتصاب والتعذيب بصورةٍ منتظمة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن هناك الآن مخاوف من إمكانية إحجام بعض قادة السفن التجارية عن إنقاذ المهاجرين من القوارب الغارِقة مستقبلاً، في حال شعروا بالخوف من إمكانية فقدانهم السيطرة على سفنهم.