اتفق قضاة المقاطعة في المحاكمة على تغريم إرسون بالإجماع، ما عدا القاضي غير المحترف المقصود

قال لها القاضي أنت «مجرمة»، فانقلب الحكم لصالحها.. الناشطة السويدية التي وقفت في صف مهاجر تربح (صور)

ترجمة: عربي بوست

انقلبت إدانة المرأة السويدية التي منعت ترحيل أحد طالبي اللجوء برفضها الجلوس في الطائرة، بعد أن اتضح أن أحد القضاة الجالسين في محاكمتها نعتها مسبقاً بأنها «مجرمة».

حسب صحيفة The Daily Mail البريطانية أمرت محكمة الاستئناف في غرب السويد بإعادة المحاكمة في قضية إلين إرسون، التي أُدينت بخرق قانون الطيران، وصدر حكم بتغريمها 3000 كرون (323 دولاراً) في شهر فبراير/شباط.

تحدت إرسون أوامر طاقم الطيران برفض الجلوس في رحلة من مدينة غوتنبرغ السويدية إلى تركيا في شهر يوليو/تموز في عام 2018، بنية منع ترحيل رجل أفغاني عمره 52 عاماً كان على متن الطائرة.

لكن أحد القضاة غير المحترفين، الذين يؤدون دوراً مشابهاً لدور هيئة المحلفين، وصف إرسون بلفظ «مجرمة» على موقع فيسبوك عندما كان يعلق على مقال إخباري قبل أشهر من المحاكمة.

قالت محكمة الاستئناف في بيان لها: «يجب اعتبار هذا البيان مخرباً للثقة في حيادية القاضي غير المحترف في  هذه القضية».

اتفق قضاة المقاطعة في المحاكمة على تغريم إرسون بالإجماع، ما عدا القاضي غير المحترف المقصود، الذي ضغط من أجل عقاب أقسى.

يُقال إن القاضي، المنتمي للحزب الديمقراطي السويدي اليميني المناهض للهجرة، فضَّل حبس الناشطة ذات الـ21 عاماً لمدة 14 يوماً.

أفادت تقارير على موقع The Local الأوروبي أن القاضي غير المحترف أُعفي من منصبه بعدما ظهر تعليقه للنور.

قال توماس فريده، محامي إرسون لوكالة أنباء TT السويدية إنه من المهم لمحكمة الاستئناف الحفاظ على المعايير الرفيعة للعدالة.

وقال: «قرار محكمة الاستئناف ليس مفاجئاً».

وأضاف: «بعد تصريح القاضي على الشبكات الاجتماعية، لم يكن هناك سبيل للنظر إليه باعتباره موضوعياً».

ومع ذلك فإن دور القضاة غير المحترفين في السويد محل جدل إلى حد ما. فهم يُعينون عن طريق الأحزاب السياسية، مما يثير انتقادات وتساؤلات عن كيف يمكنهم أن يكونوا حياديين، خاصة في القضايا التي تجتذب اهتماماً شعبياً كبيراً.

في محاكم المقاطعة، يجلس ثلاثة قضاة غير محترفين -غير مؤهلين قانونياً- بجانب القاضي المحترف لأداء دور مساعد.

اشترت إرسون تذكرة لرحلة الخطوط التركية الجوية من مطار لاندفيتر في مدينة غوتنبرغ إلى إسطنبول في الصيف الماضي احتجاجاً، بعد أن عرفت أن هذه الرحلة سيكون على متنها رجل أفغاني عمره 21 عاماً فشل في طلب اللجوء.

لكن، لدى وصولها مطار لاندفيتر، أخبروها أنه خرج من البلاد بالفعل على متن طائرة أخرى.

عندما سمعت أن بسم الله (52 عاماً) كان من المقرر ترحيله على رحلة قادمة، اشترت تذكرة.

لكن اتضح فيما بعد أن هذا الرجل الذي يدعى بسم الله قضى وقتاً في السجن بعد مهاجمة زوجته وابنتيه المراهقتين في منزلهم بالسويد.

أنكرت الشرطة السويدية أن رفض لجوئه كان مرتبطاً بجرائمه.

بثت إرسون مقطع فيديو مباشر لها وهي تحتج، وتراها فيه وهي تتجادل مع الركاب الساخطين والطاقم الذي يطلب منها الجلوس، وانتشر هذا الفيديو واجتذب ملايين المشاهدات حول العالم.

في وقت ما من الفيديو، حاول أحد الركاب الساخطين أن يأخذ هاتفها لكنها سألته: «ما الأهم، حياة شخص، أم وقتك؟».

وأضافت: «كل ما أريده هو إيقاف الترحيل، وبعدها أنصاع للقواعد هنا. هذا قانوني تماماً، ولا أرتكب أي جريمة».

لكن النيابة العامة لم تتفق معها في هذا، واتهمتها بخرق قوانين الطيران في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

أخَّر تعطيلها للرحلة الإقلاع كثيراً، وفي النهاية أخرجوها هي وبسم الله، والحراسة المعينة لحراسته من الطائرة.

قالت إرسون بعد ذلك أنها لم تكن تعرف أن هذا الرجل مدان، لكنها قالت إنها لا تزال ترى احتجاجها مبرراً، لأنها ترى أن الرجوع إلى أفغانستان هو «حكم بالإعدام».

رُحِّل بسم الله إلى أفغانستان بعد أسابيع قليلة.

وأصر محامي إرسون دائماً على أن موكلته بريئة، وقال إن قانون الطيران يطبق فقط على الأفعال التي تتم والطائرة في الهواء.

قال المحامي توماس فريده في وقت الاتهام في أكتوبر/تشرين الأول: «في أثناء الحدث كله كانت مستعدة لاتباع أوامر الطيار على متن الطائرة، وغادرت الطائرة فور قرر الطيار أن عليها المغادرة».