تتضاعف مشاعر الحزن والألم لدي الشعب اليمني الذي يعاني منذ حوالي 4 سنوات من حرب أحرقت الأخضر واليابس وحولت البلاد لكوم من الرماد، حتى أصبحت بعض الأنشطة المتعلقة بالموت مثل الأكفان سلعة رائجة.
مع اتساع دائرة الصراع في اليمن وارتفاع أعداد القتلى بسبب حرب اليمن، انتعشت أسواق الأقمشة والتي تبيعالأكفان وهى قطعة من القماش يتم وضع جثة الميت بها قبيل دفنه تحت التراب.
ويشهد اليمن، منذ خريف 2014، حرباً بين القوات الموالية للحكومة، ومسلحي مليشيا الحوثي الذين يسيطرون على صنعاء ومحافظات أخرى، خلّفت أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، فضلاً عن تدهور اقتصادي حاد.
تجارة رائجة
وجعلت الحرب اليمن السعيد حزينا، خاصة بعد أن تلاشت السعادة بين الغارات التى تستهدف منازل الأبرياء، والانفجارات المتتالية التى يروح ضحيتها أطفال وكبار، صار اليمن حزيناً، ومظاهر الحزن ظهرت واضحة للعيان فى الشوارع والميادين.
وانضمت الأكفان التي تشترى من سوق الأقمشة وتجهز عند الترزي ( صاحب محل للحياكة) إلى قوائم السلع والمواد الغذائية الأساسية المطلوبة عند الشعب اليمني .
ورغم ارتفاع أسعار الأكفان إلا أن حق المتوفي إكرامه بالدفن وهذا لا يتحقق إلا بعد تفضيل ثوب من القماش الأبيض الذي يستقبل الآخرة به ليبتعد عن حرب لم ترحم كبير ولا صغير.
البارود والأمراض
الموت في اليمن لم يكن فقد من البارود وإنما لعبت الأمراض والأوبئة التي انتشرت لأسباب عديدة دورا كبيرا في موت الآلاف وخاصة بسبب مرض الكلويرا .
و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالاً حاداً يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج، والأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة.
ومطلع أكتوبر الماضي، أعلنت منظمتا الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والصحة العالمية، أنه منذ أبريل 2017، توفي أكثر من ألفين و500 شخص من بين أكثر من 1.2 مليون حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في اليمن.
عمليات النزوح
وقبل عامين، عانى اليمن أكبر تفشٍّ للكوليرا في العالم، إذ سُجلت أكثر من مليون حالة، ورغم السيطرة على المرض، فإن المنظمات الطبية العاملة في البلاد كانت تحذر من إمكانية معاودة ظهوره.
منظمة "أطباء بلا حدود" قالت إن مؤسساتها في اليمناستقبلت نحو 8 آلاف مريض يشتبه في إصابتهم بهذا المرض في كل من محافظات عمران وإب وحجة وتعز في غربي اليمن منذ مطلع يناير 2019. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، ارتفع عدد المصابين بهذا المرض من 140 إلى 2000 مريض أسبوعياً.
كما أن عمليات النزوح الواسعة بسبب العمليات العسكرية تخلف الكثير من الضحايا بسبب صعوبة التنقل وعدم توفر الاحتياجات الأساسية للحياة خلال النزوح.
ومؤخرا أعلنت الأمم المتحدة، نزوح 35 ألف أسرة تقريباً من محافظة الحديدة، غربي اليمن، التي تشهد مواجهات منذ أكثر من شهر، في إطار عملية لتحالف السعودية ضد مليشيا الحوثي.
صراع خاسر
بدوره قال الناشط الحقوقي اليمني صادق عبدالمولي، إن رائحة الموت أصبحت منتشرة في هواء البلاد وكأن الشعب اليمني كتبت عليه المعاناة منذ عشرات السنوات.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن جنازات الموتي أصبحت مألوفة لدي الكثير من الناس، وذلك بسبب ارتفاع عدد القتلى والموتي يوميا سواء من البارود أو من الأمراض والأوبئة، وهذا طبعا نشط أسواق الاكفان التي يتراوح سعرها ما بين 5 إلى 10 آلاف ريال يمني .
وحمل عبدالمولي كل أطراف الصراع وخاصة المملكة العربية السعودية والتي مازالت تقود حربا خاسرة ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران دون مراعاة لمعاناة اليمنيين.
كما حمل المجتمع الدول المسؤولية كاملة لأنه هو الذي يمد كل الأطراف بالأسلحة التي يقتلون بها الشعب، فقد وجد الغرب ضالته في اليمن الذي أصبح من أكبر الأسواق لتصدير الأسلحة، مطالبا المنظمات الحقوقية الدولية بالضغط لوقف قتل الشعب اليمني.
المصدر: مصر العربية