مطار أتاتورك- تركيا

شهد أحداثاً فارقة غيَّرت تاريخ تركيا.. لكن ما مصير مطار أتاتورك بعد هبوط آخر طائرة فيه أمس؟

على اسم مؤسس الجمهورية التركية تأسَّس مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول التركية، في العام 1953؛ ليحظى بحلول عام 2012 بلقب أفضل مطار في العالم، للعام ذاته.

يعتبر مطار أتاتورك من أكثر مطارات أوروبا استقبالاً للسياح في العالم، ويعتبر حلقة الوصل بين الشرق الأوسط والأقصى، ما يتيح رحلات مباشرة لمختلف البلدان العربية وإفريقيا وأوروبا.

يستقبل المطار في قسمه الداخلي ما متوسطه 9 ملايين مسافر سنوياً، وفي قسمه الدولي بمتوسط 25 مليون مسافر.

يخدم مطار «أتاتورك» الرحلات في قارتَي أوروبا وآسيا، وتم تطويره ليكون لديه القدرة على ذلك من حيث الطاقة الاستيعابية للطائرات به.

مر المطار بأحداث فارقة وشهد أزمات عدة، كان أهمها على الإطلاق محاولة الانقلاب العسكري عام 2017، والتفجير الذي نفَّذه تنظيم داعش وراح ضحيته 48.

محاولة الانقلاب

كان مطار أتاتورك الدولي أول نقطة تسيطر عليها قوات الانقلاب آنذاك، وفي 15 من يوليو/تموز عام 2016 في تمام الساعة 11 مساء أغلقت عناصر من الجيش التركي بوابات المطار الرئيسية وسيطرت عليها، في الوقت الذي أغلقت فيه الجسور الواصلة بين الشقين الآسيوي والأوروبي من إسطنبول مع عدد من المناطق الحيوية.

ووجَّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى الشعب التركي عبر تطبيق «فيس تايم» بأن ينزلوا إلى الشوارع لحماية الشرعية الشعبية، فكان المطار أول وجهة لآلاف من المواطنين لمنع عناصر الجيش التركي من إتمام مخطط الانقلاب.

وشكَّل وصول أردوغان إلى إسطنبول فجر 16 يوليو/تموز إلى المطار إعلاناً بإحباط المحاولة الانقلابية، إذ اختاره لتكون وجهته الأولى بعدما حلَّقت طائرة تقله في الهواء لساعات حتى إحباط الانقلاب، ومن هناك عقد مؤتمراً صحفياً للوقوف على آخر تطورات الحدث الأهم الذي شهدته تركيا خلال الخمس سنوات الأخيرة.

تفجير وإطلاق نار

في 29 من يونيو/حزيران من عام 2016 أطلق 3 انتحاريين النار عشوائياً على عدد من المسافرين، قبل أن يفجروا أنفسهم، ما أسقط 48 ضحية بينهم نساء وأطفال.

وبلغ عدد المصابين ما يزيد على 239 مصاباً، وُجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش بارتكابه الحادث.

مصير مطار أتاتورك بعد افتتاح المطار الجديد..

وفق ما صرح به الرئيس التركي فإن المطار سيتم تحويله إلى حديقة عامة، تبلغ مساحتها 4 أضعاف مساحة حديقة «سنترال بارك» في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن المتوقع أن تكون الحديقة الجديدة ثالث أكبر حديقة بالعالم، بعد حديقة بيتسيفسكي جنوبي العاصمة الروسية موسكو، والتي تبلغ مساحتها 18 ألف دونم، وحديقة غريفيث بلوس أنجلوس الأمريكية ومساحتها 17 ألف دونم، تليها حديقة «الشعب»، التي ستحل محل مطار أتاتورك على مساحة 12 ألف دونم.

وافتتح المطار الثالث، الذي سيحل محل مطار أتاتورك الدولي في 29 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2018، على أن تنقل إليه كل الطائرات وتهبط آخر طائرة في مطار أتاتورك في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل من 6 أبريل/نيسان 2019 عقب اكتمال كل مراحل المطار الجديد.

وتبلغ تكلفة المطار الجديد حوالي 10 مليارات يورو، ومن المفترض أن يلعب دوراً هاماً على طريق تحقيق تركيا لأهداف اقتصادية بحلول عام 2023.