تعز – آية خالد:
“عندما تبدأ الحرب يفتح الجحيم أبوابه” هكذا قيل، و4 سنين من الحرب في اليمن، فتحت أبواباً عديدة للجحيم على اليمنيين، دون استثناء، حتى الطالب الجامعي لم يسلم من هذا الجحيم، ومنهم الطالب أيمن المذحجي، الذي عانى من ملاحقة جماعة الحوثي له، ما جعله يترك دراسته الجامعية ويغادرها، كما يقول.
أيمن الذي كان يدرس في المستوى الثاني إدارة أعمال في جامعة صنعاء، وهندسة ديكورات في جامعة العلوم الحديثة بصنعاء أيضاً، يقول: “كان حلمي كبيراً، فدمروه”.
ويضيف: “بدأت أتعرض أنا وأسرتي لمضايقات، بحجة أننا من قادة شباب فبراير، وأحد إخواني شهيد. الغريب أن الحوثي كان شريكاً في ثورة فبراير. والحجة الثانية أننا من أوائل من خرجوا بمسيرات رافضة للانقلاب الحوثي”.
أيمن ترك صنعاء بعد أن اشتدت وتيرة المضايقات في العاصمة، حسب قوله، مضيفاً: “خرجنا مطاردين، واتجهنا نحو تعز، حينها التحقت بالمقاومة، وأصبت في إحدى المعارك، وانتشرت صوري في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدها وصلني خبر أن اسمي من ضمن المطلوبين”.
حرمان قسري من الدراسة
أول إجراء اتخذته ضده عمادة جامعة صنعاء، بعد انتشار صوره، هو إنكار أنه طالب لديها، وأن له ملفاً دراسياً، وطلبت جامعة العلوم حضوره شخصياً ليتسلم ملفه، لكنه يقول إنه شعر أن هذا كمين لاستدراجه إلى صنعاء.
وتتشابه معاناة الطالب الجامعي عيبان ياسين، مع ما حدث لأيمن، إذ حُرم من دراسته الجامعية في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، وهو في عامه الثاني، دون أن يتعرض للفصل.
واضطر عيبان (32 عاماً) للهرب من صنعاء، مع احتدام الحرب باليمن، خوفاً من تعرضه للمضايقات من قبل جماعة الحوثي، كونه كان يعمل مصوراً صحفياً في العاصمة صنعاء لجهات مختلفة، كما يقول.
ويضيف: “المضايقات والتهديدات والملاحقات التي تعرضت لها لمدة عام، حاولت خلالها الصمود والبقاء، لكن الأمر زاد خطورة، وغادرت صنعاء، واتجهت إلى العاصمة المصرية القاهرة”.
ولا يستطيع عيبان بدء مرحلة جديدة مع التعليم الجامعي حيث يعيش، لأن وثائقه الدراسية في جامعة صنعاء، كما يقول.
طلاب مطاردون
يقول مصدر في جامعة صنعاء (فضل عدم ذكر اسمه بناء على طلبه)، في تفسيره لما يحدث مع الطلاب الجامعيين، إن الحرب أثرت على الوضع التعليمي بشكل عام، إذ يتعرض الطالب للاضطهاد في الجامعة بناء على انتمائه الذي يجاهر به.
ويتساوى هذا الأمر في مناطق الحوثيين ومناطق الحكومة، بحسب المصدر ذاته، مشيراً إلى أن الصراع الحالي أكد أن المكان لا يتسع إلا لطيف واحد، والآخر غير مقبول، فلا نتوقع وجود طالب حوثي أو مناصر للحوثيين معروف أو يعلن عن توجهه في المناطق المحررة، والعكس صحيح تماماً، فلا يمكن أن يجاهر طالب بمناصرته للحكومة أمام مرأى ومسمع الحوثيين وأنصارهم.
ويقبع العديد من الطلاب في سجون الحكومة وسجون الحوثيين، الأمر الذي تسبب بحرمانهم من استكمال دراستهم الجامعية، وفقاً للمصدر ذاته.
مصير بائس
ورسمت الحرب مشهداً أكثر قتامة لمستقبل أولئك الطلاب الذين تركوا مقاعد الدراسة بالجامعات قسراً، حيث لا حاضر لهم، ولا مستقبل ينتظرهم.
ويرى عيبان أن كل شيء ممكن أن يتعوض عدا الوطن، مشيراً بالقول: “ترك وطنك ليس بالأمر السهل، وهناك فرق بين أن تتركه لتكمل حياتك، وبين أن تفر لتبدأ من الصفر ولا يوجد في جيبك سوى جواز سفر. حتى الشهادة حُرمنا منها، ولا أعلم ماذا ينتظرني في المستقبل”.
ويضيف بحسرة: “نحن هنا أيضاً مسجونون، ولا نستطيع العودة. حياتنا شبه راكدة، ولا جديد عليها سوى مناظر الدم التي نشاهدها على شاشات التلفزة، اعتقال أعز الأصدقاء، واستقبال التعازي اليومية”.
طلاب كثر حرموا من الدراسة، وعادوا إلى قراهم، نتيجة عجزهم عن إكمال التعليم، وذهبوا يبحثون عن عمل، أو التحقوا بجبهات القتال لكلا الطرفين المتحاربين، من أجل الحصول على راتب شهري، يستطيعون من خلاله الإنفاق على أنفسهم.
المشاهد نت