معركة طرابلس

آخر تطورات معركة طرابلس.. توقف "حفتر" وهجوم مضاد (تفاصيل)

مصطفى دالع 

في اليوم الـ12 للهجوم الذي شنته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس، تمكنت قوات حكومة الوفاق، من تثبيت جميع محاور الاشتباك، وإطلاق هجمات مضادة.

وتشهد مناطق "عين زارة" و"خلة الفرجان" و"قصر بن غشير" و"وادي الربيع" و"المطار القديم" و"السواني" و"العزيزية"، معارك كر وفر، دون أن تتمكن قوات حفتر من التقدم أكثر نحو حي "أبو سليم الشعبي" أو الوصول إلى الطريق الدائري الثاني القريب من وسط العاصمة.

وبات واضحًا أن قوات حفتر - الذي يقود الجيش في الشرق - عاجزة عن التقدم أكثر نحو وسط طرابلس (بعد تقدمها السريع في الأيام الأولى)، حيث تتواجد مقرات السيادة.

ومن هذه المقرات، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، في "قاعدة أبو ستة" البحرية، والوزارات، والبنك المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، فضلا عن قصور الضيافة الرئاسية (أقرب نقطة لمنطقة الاشتباكات في عين زارة).

ووفقا لرصد الأناضول على الأرض، بات الوضع الميداني مع منتصف يوم الثلاثاء، عند سبعة محاور على النحو التالي:

1- محور "عين زارة" (أقرب نقطة لمشارف وسط العاصمة) تتقاسم قوات الوفاق و"حفتر" السيطرة عليها، خاصة أنها منطقة كبيرة وواسعة، لكنها ذات كثافة سكانية عالية.

وتمكنت "الوفاق" من إبعاد القوات المهاجمة عن المناطق الحرجة وسط طرابلس، ويشهد هذا المحور بداية انهيار لقوات حفتر (اللواء السابع ترهونة)، خاصة مع وصول تعزيزات كثيفة وأسلحة ثقيلة من مدينة مصراتة (200 كلم).

وحذّر المتحدث باسم حفتر من الهجوم على مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، في إشارة إلى إمكانية انهيار اللواء التاسع المتحالف مع قوات حفتر، وقيام كتائب مصراتة بهجوم انتقامي ضد ترهونة، التي طعنتهم في الظهر.

2- محور "منطقة خلة الفرجان" التابعة لبلدية "عين زارة": يشهد معارك شرسة، فبعد تبادل السيطرة على معسكر اليرموك، الأكبر في طرابلس، أحكمت قوات الوفاق السيطرة الكاملة عليه، وأجبرت قوات حفتر على التراجع جنوبا.

لكن الأخيرة عاودت الهجوم مجددا، وأعلنت الإثنين، سيطرتها على معسكر "النبكة"، والاشتباكات تجري حاليًا قرب معسكر اليرموك الاستراتيجي، ويعتبر أسخن المحاور في الجبهة الوسطى.

3- محور مطار طرابلس الدولي (القديم): اندحرت قوات حفتر، فيه ولم تعد تسيطر سوى على جزء صغير منه على الجانب الشرقي المطل على منطقة "قصر بن غشير"، لكن القوة الصغيرة المتواجدة به محاصرة ومثبتة، وليس لها تأثير على مجرى العمليات.

كما أن قوات الوفاق توغلت من المطار إلى مدينة العزيزية، لكيلومترات طويلة (نحو 20 كلم)، وتشكل تهديدا على بلدة "سوق الخميس مسيحل"، التي تشكل قاعدة خلفية لقوات حفتر المتقدمة في عدة محاور بعين زارة، وقصر بن غشير، وخلة الفرجان، والمطار القديم (خرج عن الخدمة منذ معارك 2014).

4- محور "قصر بن غشير": ويقع جنوب عين زارة، وتحاول من خلاله قوات الوفاق القيام بهجمات معاكسة لمنع قوات حفتر من الهجوم على المطار القديم، من مداخله الشرقية، والالتحام بمحور وادي الربيع، وقطع الطريق على قوات حفتر المتقدمة كرأس حربة في عين زارة.

5 - محور "وادي الربيع": ويقع بين عين زارة وقصر بن غشير، ويشهد هذا المحور اشتباكات عنيفة وبالأسلحة الثقيلة، لكنه أقل المناطق كثافة سكانة مقارنة بعين زارة، ويشهد في الأيام الأخيرة تقدما لقوات الوفاق، باتجاه الالتحام مع محور عين زارة شمالا.

6 - محور "السواني- الزهراء": من أسخن المحاور حاليا، ويقع على الطرف الجنوبي الغربي من دائرة الاشتباكات، في منطقة حساسة من الناحية العسكرية، فمن جانبه الشرقي يقع المطار القديم، وشمالا تقع منطقة جنزور (الضاحية الغربية لطرابلس).

تسيطر قوات حفتر على السواني والزهراء، لكنها تخوض معارك شرسة ضد قوات الوفاق، وعلى رأسها الكتيبة 166 (إحدى أقوى كتائب مصراتة التي هزمت داعش في سرت)، وتتحدث قوات الوفاق عن أسر كتيبة لحفتر بمعداتها بالسواني، ومجموعة أخرى خلال معارك للسيطرة على جسر السواني -الزهراء، لكن ما زالت المعارك بهذا المحور تشهد كرا وفرا، مع أفضلية للوفاق.

7- محور العزيزية: سيطرت قوات حفتر في بداية هجومها على مدينة العزيزية، مركز ورشفانة، بعد اشتباكات عنيفة، واتخذتها ممرا نحو الهجوم على الضواحي الجنوبية لطرابلس.

لكن هجوما مضادا لقوات المنطقة الغربية التابعة لحكومة الوفاق بقيادة أسامة الجويلي، تمكنت من السيطرة على مركز المدينة، وعلى مقر اللواء الرابع، مع تواصل معارك الكر والفر.

وتحدث أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، عن فتح محور ثامن، خلال الأيام المقبلة دون تحديده، لكن هناك من يرى أن المقصود بذلك جبهة سرت (نحو 500 كلم)، لكن هناك المحور الساحلي الذي انهزم فيه حفتر في مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس)، أو المحور الساحلي الشرقي، بمدينة القره بوللي، شرق تاجوراء (الضاحية الشرقية لطرابلس)، بهدف قطع الطريق على الإمدادات التي ترسلها كتائب مصراتة إلى جبهات القتال في طرابلس.