بن لادن وكاسيو

ما الذي يجمع بين "بن لادن" وكاسيو F-91W؟

غمدان الدقيمي- ارفع صوتك

قضت محكمة أميركية، قبل أربع سنوات، بالسجن 15 عاما على مواطن أميركي بعد إدانته بتهمتي التآمر وتقديم دعم مادي لتنظيم القاعدة في اليمن.

كانت إحدى التهم الموجهة لوسام الحنفي (39 عاما حينها) تقديم سبع ساعات رقمية من طراز “كاسيو” كدعم للتنظيم.​

FBI✔@FBI

Two New York Men Indicted for Conspiring to Provide Material Support to al Qaeda: U.S. citizens Wesam El-Hanafi an... http://bit.ly/ap2k2R

2

10:06 PM - Apr 30, 2010

Twitter Ads info and privacy

See FBI's other Tweets

اشترى وسام الساعات من موقع "أمازون" لإرسالها لمقاتلي القاعدة في اليمن. وقال المدعي العام الفيدرالي إن أجهزة التنبيه في الساعات يمكن استخدامها لتفجير قنابل.

لكن وسام، المولود في بروكلين بنيويورك، أقر أيضا بأنه دعم ماليا القاعدة، بين سنتي 2007 و2009، بدفع 67 ألف دولار لناشطين متشددين في الخارج، وبأنه زار مرارا اليمن وبايع التنظيم.

الزعيم السابق لتنظيم أسامة بن لادن، الذي قتل بعملية أمريكية عام 2011، ظهر في أكثر من تسجيل مصور يرتدي الساعة الشهيرة رخيصة الثمن (لا يتجاوز سعرها 10 دولارات).

أسامة بن لادن مرتديا ساعة كاسيو في يده اليمنى

أسامة بن لادن مرتديا ساعة كاسيو في يده اليمنى

خلفه أيمن الظواهري فعل الشيء نفسه أيضا.

وكان الرجلان في تسجيلاتهما حريصين على وضع الساعة في اليد اليمنى انسجاما مع قناعاتهما الفكرية الدينية.

قاتل صامت

ساعة كاسيو F-91W سوداء اللون، أو بصيغتها الفضية A150W، من أوائل الساعات الرقمية ظهورا في العالم.

صدرت في سنة 1991 بشاشة LCD، وثلاثة أزرار، وكرونومتر، وتقويم لأيام الشهر، وبطارية يصل عمرها إلى سبع سنوات.

ولا تفصح الشركة اليابانية المصنعة لساعات كاسيو F-91W عن أرقام مبيعاتها، لكن دقتها العالية ومواصفاتها الجيدة ورخص ثمنها جعلها في متناول الجميع وساعد في اقتنائها على نحو واسع.

ومنذ وقت مبكر، جذبت هذه الساعة البسيطة بتصميمها الإلكتروني المميز اهتمام صانعي القنابل لاستخدامها كجهاز توقيت لتفجير العبوات الناسفة، لتتحول الـF-91W من ساعة يد إلى قاتل صامت.

في سنة 1995، استعمل عبد الحكيم علي هاشم مراد ساعة كاسيو لصناعة قنبلة متفجرة في محاولته لاغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في الفلبين. لكن حريقا شب في شقته أدى إلى اكتشاف أمره أسبوعا واحدا فقط قبل زيارة بابا الكنسية الكاثوليكية للعاصمة الفلبينية مانيلا.

وحرص تنظيم القاعدة على تقديم هذه الساعات هدايا وجوائز لمقاتليه. وكانت تعطى أيضا للطلاب في دورات تدريبية على صنع القنابل في أفغانستان.

في أوكار القاعدة

كثيرا، ما تتحدث وسائل الاعلام عن العثور على ساعات كاسيو الرقمية عقب عمليات مداهمة لأوكار تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان واليمن.

في آذار/مارس 2002، قالت القوات الأميركية أنها وجدت في منزل هجره مقاتلو القاعدة شرق أفغانستان على مكونات صنع قنابل ومتفجرات بينها عشرات الساعات من هذا النوع، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.

وحسب وثائق عن معتقل غوانتانامو، حصلت عليها صحيفة الجارديان البريطانية في 2011 فإن ارتداء ساعة كاسيو F-91W كان يعد مؤشرا مساعدا بخصوص استمرار احتجاز بعض السجناء.

وتقول الصحيفة إن التعليمات التي كانت تعطى للمحققين لتقييم مستوى خطر السجناء كانت تشير إلى أن امتلاك ساعة F-91W يلمح إلى إمكانية أن السجين قد يكون تلقى تدريبات على صناعة المتفجرات في معسكرات القاعدة في أفغانستان.

وثيقة مسربة من غوانتانامو تشير إلى امتلاك أحد المعتقلين لساعة كاسيو F-91W

وثيقة مسربة من غوانتانامو تشير إلى امتلاك أحد المعتقلين لساعة كاسيو F-91W

وقالت الجارديان: “حوالي ثلث المعتقلين في غوانتانامو الذين تم القبض عليهم والذين يستخدمون هذه الساعات كانوا على دراية بالمتفجرات، إما من خلال خوضهم للتدريب، أو ارتباطهم بمنشأة تقوم بتصنيع العبوات الناسفة أو علاقتهم بشخص خبير في المتفجرات”.

وتشير سجلات 32 معتقلا في غوانتانامو أنهم كانوا يرتدون ساعات كاسيو F-91W السوداء أثناء القبض عليهم، فيما كان 20 آخرين كانت بحوزتهم النسخة الفضية A150W من ذات الطراز.