قالت قناة الجزيرة إن بارجة حربية فرنسية دخلت ميناء رأس لانوف في الهلال النفطي للتزود بالوقود والمياه، بينما قالت مصادر محلية بالمنطقة إن البارجة رست في الميناء لأكثر من ثلاث ساعات وأنزلت عدداً من الزوارق السريعة وأسلحة هجومية خاصة بوحدات الضفادع البشرية قبل أن تغادر.
وتزامن وصول البارجة الفرنسية مع انتشار قوة عسكرية تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر داخل الميناء وفي المناطق المحيطة به.
وكان حفتر وعد بالسيطرة على العاصمة طرابلس في ظرف يوم لكنه بعد أسبوعين خسر المئات من مقاتليه كما اعتقلت القوات الموالية العشرات من أنصاره.
وأعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، الخميس 26 أبريل/نيسان 2016، أسر ستة مسلحين يتبعون قواتاللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينهم قيادي.
وبهذه المعطيات يكون حفتر قد فشل بالسيطرة على العاصمة برّاً ما يعني أن وصول أسلحة ومعدت تتعلق بالمعارك البحرية من فرنسا خطوة أخرى للاقتراب.
وحسب مصادر قناة الجزيرة فهناك خطة إنزال بحرية قد تلجأ إليها قوات حفتر لتخفيف الضغط على محاور القتال في محيط طرابلس، تتمثل في دعم قواتها الموجودة بمدينتي صرمان وصبراتة غربي ليبيا.
وذكر المصادر أن آمر القوة البحرية التابعة لحكومة الوفاق العقيد رضا عيسى قال إن أي تسلل عبر البحر يعد «محاولة انتحارية». من قبل قوات حفتر.
واتهمت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً فرنسا، الخميس 18 أبريل/نيسان 2019، بدعم القائد العسكري خليفة حفتر، وقالت إنها ستوقف التعاون مع باريس.
وكانت إذاعة فرنسا الدولية نشرت عن مصدر في الرئاسة التونسية أن أفراد المجموعتين الفرنسية والأوروبية الذين تم توقيفهم بتونس، الثلاثاء 16 أبريل/نيسان 2019، عناصر استخبارية وليسوا دبلوماسيين كما أُعلن سابقاً.
وقال المصدر للإذاعة إن 13 فرنسياً الذين تم القبض عليهم عناصر ينتمون لجهاز الاستخبارات الفرنسي وليسوا دبلوماسيين كما صرحت فرنسا، وينطبق الشيء نفسه على المجموعة الأخرى من الأوروبيين الذين تم اعتراضهم في عرض البحر قبالة جربة التونسية.
الغارديان تهاجم داعمي حفتر
وشنت صحيفة «الغارديان» البريطانية في افتتاحيتها الجمعة 26 أبريل/نيسان 2019 هجوماً على دور باريس في ليبيا وقالت إن ما تشهده ليبيا هو أزمة دولية، مطالبة دول أوروبا بوقف تسريب السلاح إلى ليبيا، والضغط على فرنسا لوقف دعمها للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، مشيرة إلى إن المدنيين هم من يدفعون ثمن هذه الأزمة الدولية.
وانتقدت الصحيفة دولاً أخرى تقدم الدعم لحفتر، لافتة إلى دور أمريكي وروسي وفرنسي في هذا الدعم، إضافة لما تقدمه السعودية والإمارات ومصر من إسناد لحملة الجنرال المنشق على طرابلس.
وأضافت «في حقيقة الأمر يعتمد على ميليشيات سلفية، ويبدو أقل قوة وأتفه مما كان يأمل داعموه، والأغلب أنه بسبب رعونته وسلطويته سوف يتسبب في مزيد من التقسيم وتأجيج الصراع في بلده. وبات هؤلاء الداعمون يشعرون بأن الحل العسكري ليس حلاً على الإطلاق».
واختتمت افتتاحيتها بالقول إن ما هو هو صادم أكثر أن فرنسا التي تزعم أنها تقوم بدور الوسيط سعت مراراً وتكراراً إلى تقوية حفتر، وقد دخلت بسبب ذلك في صدام مع دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبشكل خاص مع إيطاليا وذلك أن البلدين الأوروبيين يتنافسان على مصالح نفطية.