كشف مصدر استخباراتي لوكالة “ديبريفر” الدولية للأنباء، (وكالة أنباء متخصصة في أخبار اليمن والشرق الأوسط والعالم) الجمعة، أن الإمارات العربية المتحدة سحبت قواتها من قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج جنوبي اليمن، وذلك بالتزامن مع استعدادات مكثفة لجماعة الحوثيين، للهجوم على القاعدة وانتزاع السيطرة عليها.
وأكد المصدر أن الحوثيين يحشدون وبشكل خفي حالياً، قوات ضخمة في منطقة “كرش” شمالي محافظة لحج والمجاورة لمحافظة تعز، استعداداً لشن هجوم مباغت وقوي على قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية والسيطرة عليها.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أن الإمارات وبشكل غير معلن، استكملت سحب قواتها في قاعدة العند ولم تُبقِ سوى أقل من 20 من أفرادها، وذلك في خطوة احترازية للحفاظ على أرواح ضباطها وجنودها من أي هجوم حوثي.
وأشار مصدر “ديبريفر” إلى أن القوات الإماراتية في قاعدة العند كان يتجاوز عددها 300 فرد من مختلف التخصصات ووحدات الجيش الإماراتي، وكانت مهمتهم الأساسية، التدريب والتخطيط وتقديم الدعم اللوجستي لقوات الحكومة اليمنية “الشرعية” وقوات أخرى تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وما يسمى “المقاومة الجنوبية”.
وتبعد منطقة كرش التي يتقاسم الحوثيون وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية) السيطرة عليها حالياً، حوالي 15 كيلو متراً من قاعدة العند، وهي عُزلة تابعة لمديرية “القبيطة” في محافظة لحج.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة “الشرعية” المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وتحدث المصدر الاستخباراتي لـ”ديبريفر” عن هدف الحوثيين من السيطرة على قاعدة العند والمناطق المجاورة لها، مبيناً أن الحوثيين يسعون لتحقيق مكاسب عسكرية عديدة من السيطرة على القاعدة العسكرية الأكبر في جنوبي اليمن.
وأوضح أن أبرز تلك المكاسب، الاقتراب أكثر من مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، والتي تبعد نحو 60 كيلو متر فقط عن قاعدة العند، وكذا قطع طرق الإمداد عن محافظة الضالع التي تشهد المديريات الشمالية والشرقية فيها قتال بين قوات اليمنية المدعومة من التحالف، وقوات الحوثيين.
ولفت المصدر إلى أن خطة قوات الحوثيين تقضي بإشغال وإرباك قوات الحكومة الشرعية والمقاومة الجنوبية من خلال معارك في مديرية المسيمير بمحافظة لحج، ومديريتي الحشاء وقعطبة بمحافظة الضالع، ومديريات يافع بمحافظتي أبين ولحج، بينما تشن التعزيزات الكبيرة للحوثيين، انطلاقاً من كرش، هجوماً قوياً ومباغتاً على قاعدة العند وطُرق الأمداد إلى محافظة الضالع ما يشكل طوق خانق على هذه المحافظة يساعد في إسقاط أغلب مديرياتها.
وكانت جماعة الحوثيين يوم الأربعاء، سيطرة قواتها على كامل مديرية الحشاء في محافظة الضالع، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلانها سيطرتها الكاملة على مديرية ذي ناعم في محافظة البيضاء وتقدمها صوب مديريات يافع في محافظتي أبين ولحج، وذلك عبر مديرية الزاهر.
وتأتي عودة السيطرة الكاملة للحوثيين على مديرية الحشاء شرقي محافظة الضالع بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من طردهم منها وذلك أواخر العام 2015.
يذكر أن قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، و”المقاومة الجنوبية”، وبإسناد من التحالف العربي، تمكنت في سبتمبر 2015 من طرد الحوثيين من قاعدة العند بعد سيطرتهم عليها في مارس من ذات العام.
وسبق ان حذرت مصادر عسكرية وميدانية في تقارير سابقة نشرها مأرب برس من الاختراقات التي حققها الحوثيين في جبهات وسط وجنوب اليمن ، الايام الماضية، ابرزها جبهة ذي ناعم والاقتراب من يافع بلحج وكذلك جبهة الحشاء والتقدم نحو المسيمير وقاعدة العند اضافة الى جبهة كرش.
مأرب برس