متابعات: بي بي سي
علقت صحفة عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على تطورات الأزمة الليبية. وكانت مكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر مثار اهتمام بعض المحللين وكتاب الرأي فيها.
ورأى كُتّاب مقالات الرأي في بعض الصحف أن مكالمة ترامب أعطت ضوءا أخضر لحفتر لمواصلة حملته على طرابلس.
كما علّق آخرون على دلالة الموقف الروسي من الأزمة باعتباره سعيا من موسكو لضمان "امتيازات" لها في ليبيا والبحر المتوسط.
مكالمة ترامب
يقول غريغوري افتنديليان في صحيفة "العرب" اللندنية: "سيكون ثبات ليبيا في ظل رجل قوي، ما يزيد إنتاج النفط، عاملا مفيدا من منظور ترامب".
ويضيف "من المحتمل أن يكون تعليق البيت الأبيض الذي مدح حفتر على 'تأمينه موارد ليبيا النفطية' مرتبطا بسياسته تجاه إيران".
ويكمل "لا يمثل تغيير ترامب لسياسته الجديدة تجاه ليبيا في المستقبل القريب أمرا مفاجئا، إذ تتطور سياساته مع تغيّر الأوضاع. ويعتبر السيناريو السوري مثالا على ذلك، حيث غيّر ترامب من سياساته رغم تأكيده أنه لن يتراجع عنها وأن قراراته نهائية".
ويتساءل حسين معلوم في جريدة "الحياة" اللندنية: "هل تتوجه روسيا إلى الدخول على خط الأزمة الليبية؛ ومن ثم، فهي تريد التحرك على الساحة في ليبيا، بسياسات متشابهة لسياساتها في سوريا؟".
ويرى الكاتب أن تحركات روسيا "تؤكد المساعي التي تبذلها موسكو للعودة إلى الساحة الليبية؛ بهدف الحصول على امتيازات اقتصادية، تمكنها من تعويض خسائرها المالية الناتجة عن سقوط نظام العقيد معمر القذافي؛ تلك المتعلقة بمشروعات الطاقة وتوريد الأسلحة، إضافة إلى مشروعات أخرى".
ويضيف: "تأمل موسكو أن ينمو نفوذ المشير حفتر ليس، فقط، من أجل الحصول على تلك الامتيازات؛ ولكن، وهذا هو الأهم، بما يمكنها من تعزيز موقعها العسكري، والجغراستراتيجي، على سواحل البحر الأبيض المتوسط، مما يسمح لها باستعراض القوة بالقرب من سواحل أوروبا، وتعزيز وصولها إلى شمال أفريقيا، ومنه إلى العمق الأفريقي الذي فقدته بانهيار الاتحاد السوفياتي".
وتحت عنوان "ضوء أخضر للكارثة في ليبيا"، يقول محمود الريماوي في موقع "العربي الجديد" إنه "من الصادم أن خيار التصعيد هو المفتوح، فالمجلس الرئاسي يعلن رفضه أي حوار قبل ردع المعتدين، وحفتر ماضٍ في غزوته، والإرادة الدولية مشلولة وساكنة".
ويتساءل: "أين ذهب الانشغال الدولي السابق سبع سنوات بالشأن الليبي؟ وهل تقزم الملف الليبي إلى درجةٍ باتت فيها الأنظار تتجه إلى حقول النفط ومن يسيطر عليها، بدلا من السهر على إطفاء الحرائق في كل الأرض الليبية؟".
ويضيف: "لقد قادت الأقدار التعسة الليبيين إلى استقبال فصل جديد من فصول مأساتهم المتطاولة التي تعود إلى نحو نصف قرن مضى، إثر الانقلاب العسكري الذي سمي ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول في 1970، وأدخل البلاد والعباد في دوامة من الفوضى والتراجع على كل الأصعدة".
ويرى الكاتب أن "من المفارقات أن الحملة على طرابلس قد أسهمت في توضيح الصورة المختلطة عن حشد المليشيات وهوياتها التي تتقاسم النفوذ في بلد عمر المختار، فاتضحت صورة المليشيات التي تقاتل تحت زعامة حفتر، وتلك التي يترأسها المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق، الحكومة المعترف بها دوليا، من دون أن تجني شيئا من ثمرات هذا الاعتراف، حين تحين ساعة الامتحان، وقد حانت".
تصفير النفط الإيراني
وفي شأن آخر، علّق كُتّاب على اقتراب بدء تطبيق أخر دفعة من العقوبات الأمريكية على إيران لمنعها من تصدير النفط وتأثير ذلك سياساً واقتصاديا على المنطقة والعالم واحتمالات نشوب حرب بين الدولتين.
فيقول خالد الزبيدي في جريدة "الدستور" الأردنية إن "حرمان السوق العالمية من النفط الإيراني يمكن توفيره من مصادر مختلفة سواء من دول الأوبك أو من خارج المنظمة، إلا أن ذلك يقوض اتفاقا بين كبار المنتجين في مقدمتهم روسيا والسعودية، فالاتفاق ساهم في رفع الأسعار في الأسواق النفطية وإن الاخلال بالاتفاق سيضر الأسعار وقد يدفعها إلى انخفاض مجددا وهو ما تخشاه الدول المنتجة والمصدرة للنفط".
ويضيف أنه "في حال عرقلة تصدير النفط من خلال مضيق هرمز فإن الأسواق العالمية ستحرم من 18-20 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية يوميا، وتعرض الاقتصاد العالمي لصدمة نفطية جديدة قد لا تستمر طويلا لكنها تؤثر على الاستقرار العالمي بشكل مباشر".
ويقول محمد علوش في صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة بالعربية: "يستمر التصعيد الأمريكي في المنطقة التي تتجه إلى صيف متوتّر، من إيران، إلى سوريا والعراق، وصولا إلى لبنان".
ويؤكد أن "إيران لن تستسلم أمام الأمر الواقع، ولا يبدو أن الدول الآسيويّة التي تستفيد من النفط الإيراني ستصمت أيضاً، ولعل الردّ الإيراني الأوضح لكل ما يجري جاء في التعيينات الإيرانيّة العسكرية".
لكنه يضيف: "قد يكون من المستبعد أن تندلع الحرب العسكريّة المباشرة بين إيران وأمريكا، ولكنه لن يكون مستبعدا بعد الإجراءات الأمريكية الجديدة أن تصبح أماكن تواجد الفريقين في المنطقة أماكنَ ساخنة، ولذلك فالجميع ينتظر شهر أيّار لرؤية كيف ستكون الجولة الجديدة من المعركة بين البلدين، والتي على أساسها سيتّخذ الصراع في المنطقة شكلا جديدا".