حكومة الوفاق الليبية

حكومة الوفاق الليبية تغادر إلى موسكو.. ماذا يجري؟!

قال مدير مكتب صحيفة "الحياة" في موسكو، رائد جبر، إن زيارة وزير خارجية حكومة الوفاق إلى موسكو، سعيا وراء التأييد.

وأشار جبر في حديثه لبرنامج "البعد الآخر"، عبر إذاعة "سبوتنيك": "زيارة وزير خارجية حكومة الوفاق لموسكو متوقعة، في إطار حرص كل الأطراف الليبية على حشد تأييد لمواقفها، والاتصال بكافة الأطراف الدولية والتنسيق معها".

مدينة موسكو في فصل الشتاء 2019 - ضفة الكرملين على نهر موسكو

© SPUTNIK . MAKSIM BLINOV

وتابع: "لذلك كان الاتصال مع الجانب الروسي لما له من موقف واضح، ومتزن مع كل الأطياف الليبية مهما لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، لطرح وجهة نظرها خاصة في ظل ما تردد من اتهام لموسكو بأنها تميل لطرف على حساب طرف آخر، ولكن روسيا دحضت أكثر من مرة هذه الاتهامات".

وأشار جبر إلى أن "موسكو كانت قد طرحت في البداية وجهة نظرها، بأنه لا يمكن تجاهل أن هناك طرفا يقوم بمكافحة الإرهاب بشكل نشط، وكان طلبها دائما برفع قيود التسليح عن الطرف الذي يواجه الإرهاب في ليبيا، وهو الملف الذي تنطلق من خلاله موسكو في اتصالاتها مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية وهو مكافحة الإرهاب".

 وحول الدعم التركي لحكومة الوفاق، قال جبر "إن روسيا بثقلها الدولي في مجلس الأمن منذ البداية تقف أمام أي تدخل خارجي في أي دولة أخرى، أو اتخاذ قرار منفرد بأن تدعم دولة طرفا على حساب طرف آخر، بل يجب على كل الأطراف الإقليمية مساعدة الأطراف الليبية على فتح قنوات للحوار، والجلوس على طاولة مفاوضات واحدة من أجل التسوية".

من جانبه قال المحلل السياسي الليبي المؤيد لحكومة الوفاق دكتور محمود إسماعيل "إننا نعول على موسكو لما لها من ثقل دولي، على أن تدعم حكومة الوفاق الوطني كما دعمت في فترات سابقة حفتر، وزيارة وزير خارجية حكومة الوفاق تأتي في هذا الإطار، خاصة وأن موسكو استخدمت حق الفيتو في مجلس الامن فيما يتعلق بمشروع القرار المقدم من بريطانيا وألمانيا، وعليه يجب أن يكون الدعم للقوى الشرعية المتمثلة في المجلس الرئاسي".

وأكد إسماعيل أن "تركيا تدعم المجلس الرئاسي بقيادة فائز السراج ولا عيب في ذلك، لأن حفتر لا وجود له في المستقبل بعد أن باتت المعركة توشك على نهايتها ومني بهزيمة ثقيلة"، على حد قوله.

على الطرف الآخر قال المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق "إن هذه الزيارة تعد مؤشرا إيجابيا، للرد على الشائعات التي تقول بأن فائز السراج ووزير خارجيته تحت الإقامة الجبرية، ومن المعلوم أن العالم حتى اللحظة يعترف بحكومة الوفاق والمجلس الرئاسي".

وأضاف: "هو ما يصنع مشكلة كبيرة ويطيل أمد العمليات العسكرية، والدليل تسخير الرئيس التركي لكل إمكانيات تركيا لصالح المجلس الرئاسي والمعسكر الإسلامي".

وتساءل معتوق: "إذا كانت هناك نوايا جادة لتسوية سياسية لماذا لم تحدث منذ سنوات، مؤكدا أن الطرفين يرفضون الرجوع عن القتال خاصة بعد سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على تخوم طرابلس، ومن يدفع الثمن هم المدنيون".

وحول المساعي المبذولة في إطار الحل السياسي، أشار معتوق إلى أن المعارك ليست بين حفتر وحكومة الوفاق، ولكن بين حفتر وعناصر تكفيرية، متسائلا كيف يمكن الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة مع هؤلاء الإرهابيين، مناشدا العالم أن يحسم موقفه من هذه الجماعات الداعشية حتى يصبح هناك مناخ يساعد على التفاوض.

يذكر أن وزير خارجية حكومة الوفاق السيد محمد الطاهر سيالة يتواجد في موسكو في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الروس لبحث الأوضاع التي تشهدها الساحة الليبية.