حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة الإثنين 29 أبريل/نيسان 2019، الدول التي تميل إلى مواصلة دعم رجل شرق ليبيا القوي خليفة حفتر من أنه ليس ديمقراطياً كما أن معظم الليبيين لا يؤيدون برنامجه السياسي.
وقال سلامة وفق ما نقلته «رويترز» عن إذاعة فرانس إنتر «هو ليس أبراهام لينكولن وليس بذلك الديمقراطي الكبير، لكن خليفة حفتر لديه مؤهلات ويريد توحيد البلاد»، مشيراً بذلك إلى الرئيس الأمريكي في القرن التاسع عشر الذي قاد البلاد خلال الحرب الأهلية وحافظ عليها وألغى العبودية.
تحذير أممي من دعم خليفة حفتر في الأزمة الليبية
وأضاف سلامة «لكن كيف سيفعل ذلك؟ فعندما نرى كيف يعمل يساورنا القلق من الأساليب التي يستخدمها لأنه لا يحكم بأسلوب لين وإنما بقبضة حديدية في المناطق التي يحكمها».
ويقوم سلامة بجولة في العواصم الأوروبية في محاولة لضمان الحصول على إجماع على وقف إطلاق النار والعودة إلى محادثات السلام في ظل انقسام داخل الدول الغربية والعربية بشأن طريقة معالجة الوضع في ليبيا. وأصبحت لهجة سلامة أكثر حدة من ذي قبل على ما يبدو حينما يتحدث عن خليفة حفتر .
وتواجه فرنسا والولايات المتحدة اتهامات في طرابلس بالتلاعب بطرفي الصراع منذ شن حفتر هجومه. ودعمت باريس حفتر في مساعيه السابقة لقتال الإسلاميين المتشددين في ليبيا بينما تساند رسمياً الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة.
وانتقد محللون ودبلوماسيون فرنسا هذا الشهر بعد عرقلتها بياناً للاتحاد الأوروبي اعتبرته مناهضاً خليفة حفتر أكثر مما ينبغي. وجرى إقرار البيان في آخر الأمر بعد إدخال بعض الإضافات وإعادة صياغة النص لكن ظل على انتقاده لهجوم حفتر.
فهو في طريقه ليكون «حاكماً مستبداً» على غرار القذافي
وقال سلامة في إشارة إلى مشروع قرار اعترضت عليه روسيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي «أعاني من انقسام عميق للغاية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حال دون إقرار مشروع قرار بريطاني لوقف إطلاق النار».
وأضاف «إغواء (فكرة) الرجل القوي خليفة حفتر واسعة الانتشار. المشكلة هي أن الرجل القوي ربما ليس قوياً مثلما يبدو وهذه هي المعضلة لمن يدعمونه».
ويرى خصوم حفتر بليبيا أنه في طريقه ليكون حاكماً مستبداً على غرار معمر القذافي الذي أطاحت به انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي في 2011.
ويزور سلامة فرنسا بعد زيارة لإيطاليا الدولة التي كانت تستعمر ليبيا. وقال إن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أبلغه بأن باريس تقف تماماً وراء جهوده الرامية لوقف إطلاق النار.
وأضاف سلامة «لا يمكننا تجاهل ظاهرة الجنرال خليفة حفتر لكن ينبغي للمرء ألا يذهب بعيداً ويتبنى مشروعه السياسي كلية لأن مشروعه السياسي مشروع لا يناسب قطاعاً لا بأس به من الشعب الليبي».
بينما ارتفعت حصيلة قتلى معارك طرابلس إلى 345
أعلن المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاسارفيتش، الإثنين، ارتفاع قتلى المعارك على العاصمة الليبية طرابلس إلى 345 بينهم 22 مدنياً.
وأضاف جاسارفيتش، في تصريحات لمراسل الأناضول، أن القذائف الصاروخية العشوائية امتدت لمناطق المدنيين رغم تحذيرات صدرت عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
ولفت إلى أنّ الطواقم الطبية للمنظمة تستقبل الجرحى في 3 مستشفيات، وأجرت 140 عملية جراحية خطيرة و100 عملية بسيطة منذ بدء المعارك على طرابلس.
كانت آخر حصيلة أوردتها منظمة الصحة العالمية لضحايا المعارك على طرابلس في 25 أبريل/نيسان الجاري وبلغت آنذاك 278 قتيلاً.
ومنذ 4 أبريل/نيسان الجاري، تشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود الجيش في الشرق، هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب) مقر حكومة «الوفاق الوطني» المعترف بها دولياً.
ولم تحقق عملية حفتر في طرابلس حتى اليوم أي تقدم ملموس حقيقي على الأرض، ولاقت انتكاسات في بعض المناطق.
وأثار الهجوم رفضاً واستنكاراً دوليين؛ حيث وجه ضربة لجهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط. ومنذ 2011، تعاني ليبيا صراعاً على الشرعية والسلطة يتركز حالياً بين حكومة الوفاق وحفتر.
المصدر: رويترز + الأناضول