حاجة إيرانية

اتفاق بين طهران والرياض يسمح للإيرانيين بأداء بعض شعائرهم التعبدية في الحج

قال رئيس البعثة الإيرانية للحج، علي قاضي عسكر، إن حجاج بلاده سيؤدون «بعض الشعائر التعبدية» لهم داخل فنادق السعودية، مؤكداً وجود اتفاق مع السعودية لفصل الشعائر عن الخلاف السياسي.

ووفق ما نقلته وكالة أنباء فارس، أكد عسكر، في كلمة، أمس الجمعة 4 مايو/أيار 2019، أمام تجمع شرقي البلاد «عدم قدرة السعودية على توفير الأمن في بعض الأماكن، لذا فقد تقرر إقامة بعض الشعائر التعبدية التي تجري على هامش مناسك الحج داخل الفنادق»، بحسب قوله.

ولم يوضح المصدر طبيعة تلك الشعائر، وهل لها علاقة بالتوجه الشيعي أم لا، الذي تحظر السعودية عادة مظاهره داخل شعائر الحج، ولم تعلق السعودية على حديث المسؤول الإيراني حتى الآن.

وأكد عسكر أيضاً أن «الجانب السعودي وافق على أن تكون قضية الحج بمنأى عن العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية»، مشيراً إلى أن «ذلك سيزيد من كيفية أداء مناسك الحج هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية».

ولفت إلى «تحسن أداء مطارات السعودية لاستقبال الحجيج، خلافاً لما كانت عليه في السنوات الماضية وتزويدها بالإمكانات اللازمة».  واعتبر «مناسك هذه الفريضة مظهراً للوحدة في صفوف الأمة الإسلامية، دون أن تكون موقعاً للخلافات بين السنة والشيعة».

84 ألف حاج إيراني

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، قال الرئيس الجديد لمنظمة الحج الإيراني، علي رضا رشيديان، إن هناك «تفاهمات» مع الرياض، بشأن موسم الحج المقبل، بمشاركة 84 ألف إيراني سيشاركون في مناسك الحج للعام الجاري، بالإضافة إلى 2500 بصفة كوادر خدمية وطبية وإدارية، وفق ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية آنذاك.

وعدد الحجاج الإيرانيين الذي يصل إلى 86.5 ألف شخص، هو نفس العدد تقريباً في 2017، الذي جاء بعد عام من مقاطعة إيرانية للحج، في ظل اتهامات متبادلة مع الرياض متعلقة بتدخلات إيرانية تنفيها في المنطقة.

وشهد موسم الحج 2015، حادثين إحداهما سقوط رافعة كبيرة، في 11 سبتمبر/أيلول من العام ذاته، داخل الحرم المكي، الأمر الذي أدى إلى مصرع 107 أشخاص، وإصابة 238 آخرين، بخلاف حادثة تدافع «منى»، في 24 من الشهر نفسه، وسقط خلالها مئات القتلى والجرحى، أغلبهم من الحجاج الإيرانيين.

ويشار إلى أن العلاقات بين السعودية وإيران تشهد أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني من العام 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرّضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ «التنظيمات الإرهابية».