قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الأحد 5 مايو/أيار 2019، إن الولايات المتحدة ترسل مجموعة حاملة طائرات، وقوة من القاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط، رداً على «مؤشرات وتحذيرات» مقلقة من إيران، ولإظهار أن أمريكا سترد «بقوة لا تلين» على أي هجوم.
وفي ظل التوترات المتصاعدة بالفعل بين واشنطن وطهران، قال مسؤول أمريكي إن الأوامر صدرت بإرسال هذا العتاد «كرادع لما ينظر لها على أنها استعدادات محتملة للقوات الإيرانية ووكلائها، قد تشير إلى هجمات محتملة على القوات الأمريكية في المنطقة».
لكن المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، قال إن الولايات المتحدة لا تتوقع أي هجوم إيراني وشيك، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
رسالة عسكرية
وقال بولتون، الذي قاد سياسة أمريكية متشددة تجاه إيران، إن القرار الذي قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل بين البلدين يهدف إلى بعث «رسالة واضحة لا لبس فيها» عن عزم الولايات المتحدة إزاء طهران.
وأضاف قائلاً إن بلاده ترسل مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «أبراهام لنكولن» وقوة قاذفات إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية لبعث رسالة «واضحة إلى النظام الإيراني مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو على مصالح حلفائنا سيقابل بقوة لا تلين».
ولم يذكر بولتون أي أنشطة إيرانية محددة أثارت مخاوف جديدة، لكن إيران حذرت مؤخراً من أنها ستغلق مضيق هرمز إذا مُنعت من استخدام الممر المائي الاستراتيجي. حيث يمر حوالي خُمس النفط المستهلك على مستوى العالم عبر المضيق.
وجاء التهديد الذي وجهه الحرس الثوري الإيراني في أواخر الشهر الماضي بإغلاق مضيق هرمز، بعد إعلان أمريكا أنها ستلغي الإعفاءات التي منحتها العام الماضي لثمانية مشترين للنفط الإيراني ومطالبتها لهم بوقف مشترياتهم بحلول الأول من مايو/أيار أو مواجهة عقوبات. وعارضت الحكومات الأوروبية إعادة فرض واشنطن للعقوبات على إيران.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب في ذلك الوقت إن أي تحرك عدواني من جانب إيران في المضيق سيكون غير مبرر وغير مقبول.
ضغط على إيران
وكان بيان قد أصدرته البحرية الأمريكية مطلع الشهر الماضي، قال إن حاملة الطائرات وقافلة السفن المرافقة لها قد خرجت من نورفولك بولاية فرجينيا في الأول من أبريل/نيسان «لنشرها بشكل منتظم»، لكنها لم تقدم أي وجهة في ذلك الوقت.
ورغم أنه ليس مستغرباً أن يكون لدى الولايات المتحدة حاملات طائرات في الشرق الأوسط، فإن لغة بولتون قد تزيد التوترات.
وقال بولتون: «الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، ولكننا مستعدون تماماً للرد على أي هجوم سواء بالوكالة أو من الحرس الثوري الإسلامي أو القوات النظامية الإيرانية».
وهذا الإجراء هو الأحدث في سلسلة من التحركات التي قامت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب لزيادة الضغط على إيران في الأشهر الأخيرة.
وقالت واشنطن إنها ستلغي الإعفاءات للدول التي تشتري النفط الإيراني، وذلك في محاولة لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى الصفر. كما أدرجت قوات الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء، متخذة بذلك خطوة غير مسبوقة بتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو ما اعتبرته إيران بمثابة استفزاز أمريكي.
وبدأت جهود إدارة ترامب لفرض عزلة سياسية واقتصادية على طهران العام الماضي، عندما انسحبت من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه مع قوى عالمية أخرى مع إيران في عام 2015.
وكانت إيران أطلقت تهديدات في الماضي لإغلاق الممر المائي، لكنها لم تُقدم على ذلك.