أطفال سقطريون يرفعون علم الإمارات بعد تسلمهم إغاثات

الخطة البديلة للسيطرة على الجزيرة.. الإمارات تنقل تجربة التشكيلات المسلحة الموالية لها إلى سقطرى

في وقت سابق من الشهر الماضي قال محافظ سقطرى هاني محروس، إن المحافظة لن تقبل بإنشاء مليشيا على غِرار قوات الحزام الأمني، والنخب الشبوانية والحضرمية التي تنتشر في محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت.

 

ربما كان الرجل يدرك أن أبو ظبي كانت قد شرعت في تدريب جنود محليين يتبعون قوات الحزام الأمني ليكونوا ذراعها في الجزيرة، وأراد توجيه رسالة مبكرة يعبر فيها عن رفض الحكومة لهذه الخطوة.. والآن مع وصول أكثر من 100 جندي فإن ذلك يمثل إعادة تذكير بالمساعي الإماراتية لتمكين حلفاء محليين يعملون لصالحها في سقطرى. وفي الوقت نفسه يعد هذا تنبيهاً جدياً بأنه مع وجود حكومة هشة وضعيفة تعمل من الرياض فإن مساعي الإمارات تكون أكثر قدة على فرض واقع جديد على الأرض.

 

ماذا يحدث في سقطرى؟

 

قال مصدر خاص لـ"المصدر أونلاين" إن سفينة إماراتية أنطلقت من عدن مساء الأحد الماضي ووصلت جزيرة سقطرى صباح الإثنين، كان على متنها حوالي 100 جندي تدربوا في معكسر رأس عباس غربي عدن، وجرى لاحقًا بدء إجراءات ضمهم لتشكيلات الحزم الأمني.

 

وبحسب المصدر فإن هذه الدفعة التي أُرسلت ستتبعها دفعات أخرى يجري تدريبها على أن ترسل إلى جزيرة سقطرى، ووفق حديث المصدر الذي تحدث لـ"المصدر أونلاين" فإن هناك قرابة 200 جندي آخرين يجري تدريبهم في عدن على أن تبدأ إجراءات ترتيبهم في قوات الحزام الأمني وإرسالهم للجزيرة.

 

وقال المصدر إنها ستبدأ عمليات توزيع الجنود على حواجز تفتيش قرب مناطق في الجزيرة يسعى الإماراتيون للتمركز فيها. على أن تبدأ في الأثناء عمليات توزيع جنود آخرين من القوة ذاتها ومن الدفع التي من المحتمل إرسالها لاحقًا على منشئات مثل المطار والميناء وبعض المباني الحكومية.

 

في الميناء كان في استقبال الجنود قيادي في المجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي وهي خطوة بديلة للإمارات لمحاولة تقديم التحرك في إطار محلي داعم للعملية الأمنية في الجزيرة بعد أن لم ينجح تحركها العسكري المباشر قبل قرابة العام حينما حاولت نشر قوات مؤلفة من جنود إماراتيين في مطار الجزيرة والميناء.

 

لكن المصدر نفى أن تكون جميع القوات الإماراتية غادرت الجزيرة قبل عام إبان الأزمة مع الحكومة اليمنية آنذاك، مشيرًا إلى إن هناك وحدات صغيرة إماراتية وضباط إماراتيين بقوا في الجزيرة إلى جانب القوات السعودية.

 

مساعي الإمارات في الجزيرة

 

وقال المصدر إن الإمارات أتخذت بدائل لإعادة تسجيل حضورها في الجزيرة، بعد أن تعثرت مساعيها العام الماضي في السيطرة بشكل مباشر على الجزيرة حينما نشرت قوات عسكرية إماراتية في مطار وميناء الجزيرة.

 

وأضاف المصدر أن مساعي الإمارات لتعزيز حضورها في الأرخبيل تعود لما قبل عمليات التحالف العسكري ضد الحوثيين، إذ أن منظمات إغاثية إماراتية ووسائل إعلام إماراتية ذهبت إلى الجزيرة في العام 2012 لإعادة لفت الإنتباه للجزيرة المهمة، وقدمت مساعدات للسكان المحليين وقامت بتمويل بعض المشاريع لكن الدافع في الأساس كان يتعلق بكيف يمكن أن تبدأ عمليات التمهيد الأكثر نجاعة للإقتراب من شيوخ القبائل والسكان المحليين في الجزيرة لكسبهم إلى جانبها.

 

لكن مع بدء العمليات الجوية التي قادتها السعودية بمساعدة الإمارات ودول في مجلس التعاون الخليجي لإعادة شرعية الحكومة المعترف بها دوليًا، بات الحضور الإماراتي قويًا هذه المرة لأن الدولة الخليجية أصبحت تتحكم بالمناطق الجنوبية اليمنية التي تقع سقطرى ضمن النطاق الجغرافي لها.

 

ومع أن سقطرى تمثل إستثناءً في عملية تقاسم السيطرة الخليجية على مناطق النفوذ في اليمن، لأنها بعيدة عن مناطق القتال فإن أبو ظبي أستغلت حضورها في الجنوب إلى جانب إشتعال المواجهات العسكرية في مناطق مختلفة إضافة إلى ضعف الحكومة اليمنية لتذهب للمرة الأولى إلى الجزيرة في العام 2015 ضمن وفد إغاثي إماراتي لمؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي لما قالت إنه يهد لمساعدة السكان المحليين في الجزيرة.

 

واجهت سقطرى مُذاك أعاصير وفيضانات ما أطلق عليه حينها بـ"تشابالا" وذهب الإماراتيون للمساعدة لكن وحسب نشطاء في سقطرى فإن المنظمة الإماراتية التي تحركت لسقطرى أستغلت الكارثة الطبيعية التي حلت بالجزيرة لتبدأ فيشراء ولاء السكان المحليين وزعماء العشائر السقطرية.

 

وبنشاط متواصل فإن شخصيات قبلية وإجتماعية من سقطرى أصبحوا حلفاء جيدين للإمارات بعد أن صار أعتقاد لديهم وفق الآلة الإعلامية وبسبب غياب الحكومة اليمنية أنهم خُذِلوا من حكومة بلادهم.

 

وأردف المصدر أن الفريق الإعلامي الذي يرافق تحركات مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي في الجزيرة حاول في عديد مناسبات التركيز على إهتمام الإمارات بسكان الجزيرة ورغبته الواضحة في تمويل مشاريع تنموية لخدمة سكان الجزيرة وهو الأمر الذي بدأ يمثل عامل جذب للأهالي ناحية الإمارات.

 

والآن، أصبح الكثير من الشباب السقطري يذهبون إلى الإمارات للتجنيد لصالح قوات تسعى الإمارات لتشكيلها ونشرها في المؤسسات الحكومية وبعضهم من المحتمل إن يتم ضمهم لصالح مؤسسات أمنية إماراتية.

 

وقال مصدر محلي من سقطرى تحدث لـ"المصدر أونلاين" عبر الهاتف إن قرابة 100 شاب من ابناء الجزيرة ذهبوا إلى الإمارات في العام الماضي وبعضهم غادر في يناير الفائت لزيارة مواقع تراثية إماراتية في إطار مهمة التعريف بالجزيرة والتعرف على الإمارات وهذه الزيارة تمت بعد تنسيق بين قيادي في المجلس الإنتقالي الجنوبي في الجزيرة ومسؤول إماراتي موجود هناك.

 

وعلى الجانب الآخر رعت الإمارات مشاريع زواج أكثر من 100 شاب من الأسر الفقيرة في سقطرى لمواصلة تقوية علاقتها بالسكان المحليين في إطار التغطية على تحركاتها للسيطرة على أراضي في الجزيرة لإقامة مشاريع إستثمارية لصالحها دون علم السلطات الحكومية.