لرمضان في حضرموت نكهة مميزة صنعتها عادات وتقاليد وطقوس ومظاهر احتفائية مختلفة عن كثير من مناطق اليمن.
فإلى جانب الأجواء الروحانية التي تبرز بمساجد حضرموت وجلسات الوعظ والإرشاد الديني تنتشر الكثير من المبادرات التطوعية الهادفة لفعل الخير وتقديم المساعدة للمحتاجين في هذا الشهر الفضيل.
تقوم عدد من المبادرات الشبابية بحملات لتنظيف دور العبادة والشوارع الرئيسية بالمناطق والحارات كمظهر بارز لاستقبال الشهر المبارك.
رمضان ألفة
قبل أيام من حلول شهر رمضان، يعود معظم إن لم نقل كل أبناء حضرموت الذين غادروا محافظتهم بسبب ظروف العمل، ليكون شهر رمضان المناسبة السنوية التي تجمع أبناء الحي الذين فرقتهم ظروف الحياة.
بصورة كبيرة، تقام اللقاءات بين الأصدقاء والاجتماع على مائدة الإفطار بعد سنة كاملة من الغياب والشتات وهو ما يتهيأ له الجميع حيث يبدأ المنسقون بتحديد موعد يجمع أكبر عدد ممكن قبل أن يتلقى الأصدقاء دعوات من طرف آخر.
كما تنتشر بمناطق حضرموت الإفطارات الجماعية لأبناء الحي والحارة وكذا قيام الشباب المتطوعين بتوزيع الإفطار على عابري السبيل قبيل أذان المغرب.
الكيفطاري .. كوشان وحنظل
للأطفال والصغار بحضرموت أيضا عادات قديمة مستمرة منذ عقود من الزمن، يعبرون بها عن فرحتهم بهذا الشهر تغرس من خلالها محبتهم لقدوم شهر رمضان.
في مدينة شبام التاريخية وتريم العلم وسيئون السلام بوادي حضرموت، يجتمع عصر الثلاثة الأيام الأولى من رمضان الصغار بكل (حافة) أوحارة الفتيات والأطفال حيث تجلس أمامهم الأكبر سناً وتنشد عليهم: كيفطاري .. كيفطاري..كيفطاري.. فيردد بعدها الصبية والبنات.
ثم توزع عليهم حلويات ونعنع وسكاكر والمكسرات (كوشانِ وحنظل ) ثم ينفض الجمع ويطلق على ذلك (الكيفطاري) وهي كلمتان في كلمة وباللهجة الحضرمية نطقاً تدمج تلك الكلمتان (كيه فطاري) أي ماهو إفطاري.
كما تجتمع البنات الصغار في الشوارع أو الساحات خاصة في ساحة الجامع ويرددن أهازيج رمضانية من التراث: يامغرب إذن يامغرب إذن شف أمي صيمة شف أمي صيمة بغت لقيمة بغت لقيمة.
سمبوسة وشربة
مائدة إفطار ووجبات سكان حضرموت في رمضان تطغى عليها مأكولات شعبية ظلت محافظة على تواجدها.
أبرز تلك المأكولات هي وجبة "الشربة" وهي عبارة عن مادة القمح المطحون بعد طبخه وغليه مع الماء وإضافة له قطع صغيرة من اللحم والبهارات.
كما يتناول الأهالي بعد مغرب أو صلاة التراويح ال"سمبوسة" التي تطبخها الأمهات في البيوت عصرا في معظم مديريات وادي حضرموت كما يتم بيعها عصرا لدى الباعة المتجولين بعموم حضرموت.
(إفطار رمضاني جماعي في تريم)
