أعلن المتمردون الحوثيون للمرة الثانية خلال شهرين أنهم سحبوا مسلحيهم من ميناء الصليف في محافظة الحديدة بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة لكن وزيراً في الحكومة اليمنية وصف ما قامت به الجماعة المتحالفة مع إيران بـ»مسرحية» تهدف إلى «تضليل المجتمع الدولي».
وقالت حركة الحوثي «هذه الخطوة الأحادية تعكس حرصنا وجديتنا في تنفيذ اتفاق ستوكهولم وحرصنا على إنجاح كل مساعي السلام وتحقيق الأمن والاستقرار» بعد أربع سنوات من القتال في اليمن.
لكن معمر الأرياني وزير الإعلام اليمني قال لرويترز إن هذا الانسحاب «مسرحية مكشوفة». وأضاف «ما حصل اليوم مسرحية مكشوفة تم من خلالها إخراج مجموعة من الميليشيات باللباس المدني واستبدالهم بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لشرطة خفر السواحل في محاولة لتضليل المجتمع الدولي قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن».
ولم يصدر تعليق بعد من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويضم دولاً سنية والذي حشد قواته خارج الحديدة، التي تدخل منها معظم الواردات والمساعدات لليمن.
ودعا الحلفاء الغربيون الذين يزودون التحالف بالأسلحة ومعلومات المخابرات لإنهاء الحرب.
وأصبحت الحديدة ساحة الحرب الرئيسية منذ حاول التحالف مرتين العام الماضي السيطرة على مينائها لقطع طريق الإمدادات الرئيسي للحوثيين الذين يتهمهم بتهريب أسلحة إيرانية تشمل صواريخ استخدمت في استهداف مدن سعودية. وتنفي الجماعة وطهران هذه الاتهامات.
وشكك التحالف في انسحاب سابق أحادي الجانب للحوثيين من ميناء الحديدة في ديسمبر/كانون الأول قائلاً إنهم سلموا الميناء إلى أفراد في خفر السواحل موالين للجماعة.
وقال مصدر بالأمم المتحدة لرويترز اليوم السبت إن لجنة تنسيق إعادة الانتشار ستعلن تقييمها لإعادة انتشار الحوثيين هذا الأسبوع.
وتقضي المرحلة الأولى بتراجع الحوثيين مسافة خمسة كيلومترات من الموانئ خلال الأيام الأربعة المقبلة. وستتراجع قوات التحالف، المحتشدة حالياً على بعد أربعة كيلومترات من ميناء الحديدة على أطراف المدينة، مسافة كيلومتر واحد من منطقتي (كيلو 8) والصالح.
وبموجب المرحلة الثانية، سيسحب الطرفان قواتهما مسافة 18 كيلومتراً خارج المدينة ويُبعدان الأسلحة الثقيلة مسافة 30 كيلومتراً.
وتمكنت الأمم المتحدة من تأمين اتفاق الحديدة خلال محادثات سلام في السويد، كانت الأولى منذ عامين، لتجنب هجوم شامل على الميناء يهدد بعرقلة خطوط الإمداد مما قد يفجر مجاعة واسعة.
والاتفاق خطوة أيضاً لبناء الثقة لتمهيد الطريق إلى عقد مفاوضات سياسية أوسع لإنهاء الصراع الذي ينظر إليه على نطاق كبير على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين اليوم السبت إن قصفاً شنه «طيران العدو» أدى لمقتل ستة أطفال وامرأة وإصابة 11 طفلاً وخمس نساء في محافظة الضالع بجنوب اليمن.
ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية على الفور على طلب من رويترز للتعليق.