ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن مجلس الوزراء وافق الثلاثاء على نظام إقامة خاص مماثل لأنظمة البطاقة الخضراء المطبقة في دول أخرى، وذلك بهدف «جذب الأجانب الأثرياء وأصحاب المهارات العالية».
ولم يورد بيان الوكالة تفاصيل أخرى عن النظام الجديد الذي يعرف باسم «نظام الإقامة المميزة» والذي أقره مجلس الشورى هذا الشهر.
وقالت وسائل إعلام محلية إن النظام الجديد سيسمح للأجانب الأثرياء والمهرة بالاختيار بين إقامة محددة قابلة للتجديد أو إقامة دائمة مقابل رسوم عالية تدفع مرة واحدة.
وسيسمح النظام كذلك للأجانب بحرية الحركة والقدرة على امتلاك عقارات والقيام بأعمال في المملكة. من خلال الاستفادة من الخدمات المتعددة التي يحظى بها المواطن السعودي، كامتلاك العقار، والانتفاع منه من خلال الاستئجار، وخدمات التعليم والصحة، وجميع المرافق، وفق الأنظمة المرعية في السعودية التي يخضع لها المواطن.
كيف ستستفيد السعودية من النظام الجديد؟
يقول وزير التجارة والاستثمار ماجد بن عبدالله القصبي إن نظام الإقامة المميزة «سيعزز من التنافسية وسيمكّن المملكة من استقطاب مستثمرين وكفاءات نوعية».
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية أن هذا النظام يحد من ظاهرة «التستر» أو الاقتصاد الخفي، والدفع بعجلة الاقتصاد والنشاط التجاري للتوسع والشفافية. مشيراً إلى أن أن نسبة التستر في المملكة زادت 46% في الربع الأول من العام الجاري.
وقال في هذا السياق: «هذا النظام سيمكن بعض الإخوة غير السعوديين من ممارسة أعمالهم وفق الأنظمة الموجودة في المملكة وسيمكنهم من معاملتهم واستثماراتهم وشراء العقار السكني والتجاري والصناعي، وبالتالي يكون واضحاً أمام المجتمع التجاري هذا المستثمر ونحدّ من التستر ونحدّ من هذا الاقتصاد الخفي ويعيننا لبناء اقتصاد حقيقي واقعي».
وأوضح القصبي أن «هذه ممارسة عالمية في كل أنحاء العالم والمملكة تستهدف نوعية معينة من المستثمرين ونوعية معينة من حاملي هذه الإقامة لتمكنهم من إضافة نوعية بما لا يزاحم أبناء وبنات الوطن السعوديين وبالتالي يكون إضافة نوعية للبلد»، بحسب تعبيره.
وبحسب وسائل إعلام سعودية، يأتي إقرار نظام الإقامة المميزة ضمن «رؤية المملكة 2030» التي تتضمن فتح مجال الاستثمار والنشاط التجاري لغير السعوديين، بهدف المساعدة في تنمية القطاع الخاص.
فيما تقول قناة العربية السعودية إن «تطبيق نظام الإقامة المميزة سيخفض تحويلات الأجانب إلى الخارج وسيوفر 10 مليارات دولار سنوياً على الاقتصاد السعودي».
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد قال عام 2016، عن مشروع البطاقة الخضراء «الغرين كارد»، خلال مقابلة تلفزيونية، إنه «سيُمكن العرب والمسلمين من العيش طويلاً في المملكة، وإنه سيكون رافداً من روافد الاستثمار في المملكة».
ما شروط الحصول على هذه الإقامة؟
وقالت الوكالة السعودية الرسمية إن مركز الإقامة المميزة «يعكف حالياً على استكمال إعداد اللائحة التنفيذية للنظام خلال 90 يوماً لتحديد شروط وإجراءات التقدم لحصول غير السعودي، سواء كان مقيماً داخل المملكة أو قادماً من الخارج، على إقامة مميزة تتضمن المزايا التي حددها النظام لمدة سنة قابلة للتجديد أو لمدة غير محددة».
لكن وبحسب صحيفة «الاقتصادية» السعودية، سيتضمن النظام شروطاً لمنح الإقامة المميزة في المملكة أبرزها وجود جواز ساري المفعول مع وجود الملاءة المادية، وتقرير صحي يثبت خلوّه من الأمراض المعدية بما لا يتعارض مع الأنظمة المعمول بها، وسجل جنائي خال من السواب، بالإضافة أن لا يقل عمر المتقدم عن 21 عاماً.
إلا أن صحيفة «سبق» الإلكترونية السعودية قالت إن النظام سيستثني امتلاك العقار في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمناطق الحدودية.
ويعمل حالياً 10 ملايين مغترب ويعيشون في السعودية وفقاً لنظام الكفيل الذي يلزمهم بالعمل تحت كفالة صاحب عمل سعودي ويشترط أن تصدر لهم تأشيرات خروج أو خروج وعودة إذا أرادوا مغادرة المملكة.