أظهرت صورة التقطها قمر صناعي آثار الهجوم الذي شنه الحوثيون على إحدى محطتي ضخ النفط التابعتين لشركة «أرامكو»، قرب العاصمة السعودية الرياض، مستخدمين بذلك طائرات مسيّرة، أمس الثلاثاء 14 مايو/أيار 2019.
وعرضت وكالة «أسوشيتد برس«، اليوم الأربعاء 15 مايو/أيار 2019، الصورة التي قالت إنها حصلت عليها من شركة Planet Labs ومقرها سان فرانسيسكو، والتي أظهرت علامتين سوداوين بالقرب من المكان الذي يمر فيه خط الأنابيب بين الشرق والغرب في السعودية، في إحدى محطتي الضخ، ما يشير إلى النقطة التي تم استهدافها.
وقالت الوكالة إن الصورة هي لمحطة الضخ رقم 8، التي تقع خارج مدينة الدوادمي، التي تبعد نحو 330 كيلومتر غرب الرياض، مشيرة أن العلامتين السوداوين اللتين ظهرتا بالقرب من الأنابيب -في الصورة التي تم التقاطها أمس الثلاثاء- لم تكونا موجودتين في الصور التي التقطت يوم الإثنين الماضي لنفس المكان.
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، قال أمس الثلاثاء، إن الهجوم أسفر عن «اندلاع حريق في المحطة رقم 8، تمت السيطرة عليه بعد أن خلَّف أضراراً محدودة».
وتقع المحطتان اللتان تعرَّضتا للهجوم في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض، وقد حصل الهجوم بين السادسة والسادسة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية، أمس الثلاثاء.
ويبلغ طول خط الأنابيب نحو 1200 كلم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يومياً على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام، إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر.
هجوم واسع من الحوثيين
وكان الحوثيون قد أعلنوا في وقت سابق، الثلاثاء، إطلاق 7 طائرات مسيرة، وتنفيذها هجمات طالت منشآت حيوية سعودية، بحسب قناة «المسيرة» التابعة للجماعة، التي أضافت أن الحوثيين شنوا «عملية عسكرية كبيرة» ضد السعودية.
وكثيراً ما أطلق الحوثيون طائرات مسيّرة وصواريخ على مدن سعودية، لكن مصدرَيْن سعوديين قالا لوكالة رويترز، إن هذه أول مرة تستهدف منشأة تابعة لشركة أرامكو النفطية بطائرات مسيرة.
وبعيد التأكيد السعودي، كتب المتحدّث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام على تويتر: «عملية استهداف منشآت سعودية حيوية جاءت رداً على استمرار العدوان في ارتكاب جرائم إبادة وفرض حصار على شعب بأكمله».
وتقود السعودية منذ مارس/آذار 2015، تحالفاً عسكرياً لقتال الحوثيين، الذين تقول الرياض إنهم مدعومون من إيران.
وأدى هجوم الأمس إلى توقيف مؤقت لضخّ النفط في السعودية، بحسب ما قال الوزير الفالح، فيما قالت أرامكو إن هذا الإجراء احترازي.
وجاء الهجوم على منشآت سعودية، بعد يوم من إعلان الرياض تعرض ناقلتين سعوديتين لـ «هجوم تخريبي» وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي قرب المياه الإقليمية للإمارات.
وسبق إعلان الرياض، بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، قالت فيه إن 4 سفن شحن تجارية من عدة جنسيات، تعرضت لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية، باتجاه ميناء الفجيرة البحري.
وقال مسؤول أمريكي إن إيران هي المتهم على الأرجح، لكن مسؤولين إيرانيين ينفون المسؤولية عن الحادث.
وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد وحرب كلامية بين إيران وأمريكا، حيث أرسلت الأخيرة إلى الشرق الأوسط قاذفات، وحاملات طائرات.