تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس عدة ملفات تهم القارئ العربي في نسخها الورقية والرقمية على حد سواء، منها ملف انهيار الهدنة في اليمن وأحدث التطورات في المعارك الدائرة حول العاصمة الليبية طرابلس ومحاولة للإجابة على سؤال "من هو صاحب القرار في واشنطن فيما يتعلق بالملف الإيراني؟".
"انهيار الهدنة" نشرت الغارديان تقريرا لاثنين من مراسليها، هما باتريك وينتور وبيثان ماكيرنان، عن انهيار الهدنة في اليمن وتجدد المعارك حول ميناء الحديدة بعنوان "اليمن: انهيار الهدنة، وتجدد المعارك حول الحديدة".
ويقول التقرير إن هذه التطورات أدت إلى إصدار المبعوث الدولي لليمن، مارتن غريفيث، تحذيرا شديد اللهجة من أن تجدد المعارك يهدد خطة السلام بالكامل حيث كان من المفترض ان ينسحب الحوثيون من الميناء علاوة على مينائين آخرين على البحر الأحمر، وهو الأمر الذي كان قد بدأ الاثنين الماضي لكنه الآن أصبح مهددا.
ويوضح التقرير أن هذا التصعيد يأتي بعد يوم واحد من الهجوم الذي شنه الحوثيون على منشأتين نفطيتين سعوديتين باستخدام طائرة مسيرة. ويشير التقرير إلى أن الحكومة اليمنية الانتقالية تشعر بشك كبير في التزام الحوثيين بالانسحاب من الحديدة والمواقع الأخرى التي اتفقوا على الانسحاب منها، مضيفا أن الاشتباكات التي اندلعت بعد قليل من بدء الانسحاب وتضمنت قصفا متبادلا بالمدفعية بين قوات الحكومة والتحالف الذي تقوده السعودية من جانب والحوثيين المدعومين من إيران من جانب آخر لم تترك الكثير من الفرص لاتمام الاتفاق.
"معركة طرابلس" ونشرت صحيفة آي الصادرة عن دار الإندبندنت تقريرا لمراسلها في العاصمة الليبية طرابلس، بورزو دراغي، بعنوان "ليبيا: الحكومة المدعومة دوليا تستخدم طائرات مُسيرة في الدفاع عن طرابلس ضد أمير الحرب حفتر".
ويشير دراغي إلى أن الفصائل المقاتلة دفاعا عن طرابلس تحت قيادة الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة تحصلت على طائرات مُسيرة وبدأت تستخدمها للدفاع عن المدينة في مواجهة الهجوم الذي يشنه قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر والمدعوم من كل من الإمارات ومصر بحسب الصحيفة.
وينقل تقرير الصحيفة عن خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الليبي قوله إن قواته قامت بتعديل الطائرات المُسيرة لتصبح أكثر موائمة مع المعارك الدائرة حول طرابلس وبدأت في استخدامها بالفعل لمواجهة التأثير المدمر لقدرات قوات حفتر الجوية في الاستطلاع وشن الغارات.
ويشير دراغي إلى أن حفتر فاجأ الجميع بالزحف نحو العاصمة بعدما تمكن من السيطرة على شرق وجنوب البلاد وأن المعارك تحولت الآن إلى تبادل للقصف بقذائف الهاون بين الطرفين على تخوم طرابلس وعلى بعد نحو 17 كيلومترا من مركزها.
ويضيف دراغي أن خطة حكومة طرابلس نجحت حتى الآن في احتواء هجوم حفتر في مرحلته الأولى وتبقى المرحلة الثانية وهي شن هجوم مضاد عليه وإجباره على الانسحاب وهذه الخطوة قد تكون بحاجة ماسة إلى تفعيل دور الطائرات المُسيرة التي حصلت عليها مؤخرا.
"من صاحب القرار في واشنطن؟" في الجريدة نفسها يرد مقال للصحفي الأمريكي جي كارسو بعنوان "في ظل التصعيد مع إيران يبقى السؤال الذي يجب أن نطرحه هو" من صاحب القرار في البيت الأبيض"؟
يقول كارسو إن الأزمة الحالية مع إيران هي الاختبار الأقوى لترامب كرئيس للولايات المتحدة مضيفا أنه في ظل الرسائل المتضاربة التي تخرج من إدارته تزايدت الشكوك بشأن هوية صاحب القرار. ويضيف كارسو أن ترامب ما زال يسعى للإبقاء على مساندة مؤيديه وأغلبهم يرفض التورط عسكريا في الشرق الأوسط، كما أنه كان معارضا للحرب على العراق وتعهد بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، ويوضح أن موقف ترامب المتردد يتلخص في العبارة التي قالها مؤخرا تعليقا على إرسال جنود إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران "سنرى ما سيحدث".
ويقول كارسو إن أحد أهم القرارات التي أثرت في التعامل مع الملف الإيراني كان تعيين الصقر جون بولتون مستشارا للأمن القومي، ما يعني أن بولتون لم يعد ينصح الرئيس بخوض الحرب من موقعه السابق كسفير لدى الأمم المتحدة ولكن من منطلق أمن البلاد القومي.
ويعتبر كارسو أن ترامب أصبح بحاجة ماسة وسريعة لإظهار أنه هو وليس غيره صاحب القرار في البيت الأبيض وأن يتوقف عن توجيه العبارات المطاطية التي لاتحمل اتجاها واضحا. ويقول كارسو إنه" إذا كان مسؤولون مثل جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يرون أن الصراع المسلح مع إيران أمرا ضروريا فعلى ترامب إما أن ينضم إليهم أو أن يقول لهم بصراحة إن الحرب مع إيران ليست خيارا مطروحا على الطاولة، إنه الوقت الذي ينبغي فيه على الرئيس ان يظهر للجميع أنه مضطلع بمسؤولياته".
BBC