الكويت - قال مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي إن الأوضاع في المنطقة “خطيرة وليست مطمئنة”، مشيرا إلى أن وزراء الحكومة شرحوا للنواب الخميس في جلسة سرية استعدادهم لمواجهة أي حالة حرب بالمنطقة.
وأضاف الغانم للصحافيين عقب الجلسة أنه تبين من العرض الذي قدمته الحكومة حول الأوضاع بالمنطقة “مدى دقة وحساسية وخطورة المرحلة القادمة ووجوب الاستعداد واتخاذ كافة الإجراءات استعدادا لكل الاحتمالات الواردة”.
وقال إن الوزراء قاموا “بشرح استعدادات الدولة لمواجهة، لا سمح الله، أي حالة حرب في المنطقة”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك فرص للحرب بالمنطقة قال الغانم “بناء على المعلومات الموجودة التي ذكرت من إجابات المعنيين في الحكومة، نعم هناك فرص للأسف للحرب.. هذه الاحتمالات نسبتها عالية جدا وكبيرة والأمور ليست ماشية في المسار أو الاتجاه الذي نتمناه”.
ووضعت الكويت ضمن حساباتها إمكانية نشوب حرب في المنطقة على خلفية تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وأقرّت ضرورة وضع خطة طوارئ لمواجهة تبعاتها، وذلك بحسب ما تمّ التوصل إليه خلال جلسة سرية لمجلس الأمة (البرلمان) انعقدت الخميس بطلب من حكومة رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، بهدف بحث التطورات الإقليمية وحضرها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الشيخ ناصر الصباح.
وبمجرّد تصاعد التراشق بين طهران وواشنطن وما أعقبه من أحداث وتحرّكات عسكرية، خصوصا تحريك الولايات المتحدة لبعض قطعها البحرية الضخمة، أبدت الكويت قلقا من تلك التطورات عبّر عنها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح بدعوته قوات بلاده إلى أخذ أقصى درجات الحذر في ظل “المستجدات الخطيرة التي يشھدھا المحيط الإقليمي”.
وتخشى الكويت التي تعتمد في مواردها المالية بشكل شبه كامل على النفط من تعطيل طرق تصديره في حال تطوّرت الأحداث إلى نزاع عسكري بين الولايات المتحدة وإيران. لكنّ الكويت تشعر أيضا بحرج سياسي وهي التي حاولت دائما مسك العصا من وسطها والحفاظ على حدّ أدنى من العلاقات مع إيران رغم اكتشافها أكثر من مرّة تورّط طهران بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء لها في مؤامرات ضدّ أمنها، ولعل أبرزها ما عرف في السنوات القليلة الماضية بقضية “خلية العبدلي” نسبة إلى منطقة في شمال البلاد اكتُشف فيها مخزن للأسلحة تبين أنّ وراء تخزينها هناك حزب الله اللبناني بالتعاون مع دبلوماسيين إيرانيين عاملين في الكويت.
المصدر: صحيفة العرب