تبدو منطقة الخليج مقبلة على فترة عصيبة من شأنها أن تفجر حربا جديدة تجر إليها أطرافا خارجية من خارج المنطقة.
فمن جهة هناك صراع دموي مستعر في اليمن تدور رحاه منذ أربع سنوات بين جماعة أنصار الله الحوثية، مدعومة من ايران، وتحالف تقوده السعودية والإمارات.
من جهة ثانية بدأت طبول الحرب تقرع عند سواحل الخليج وسط تراشق إعلامي بين طهران وواشنطن وتهديدات بتدخل عسكري أمريكي محتمل ضد ايران في حال تعرض حلفاء الولايات المتحدة أو مصالحها في المنطقة لأي سوء.
يتزامن هذا التصعيد في لهجة التحدي بين ايران والولايات المتحدة مع تصريحات إعلامية حوثية مناوئة ومستفزة للسعودية وتكثيف لهجمات بطائرات آلية مفخخة على أهداف سعودية.
فعلى مدى الأيام القليلة الماضية عاد الحوثيون لضرب منشآت سعودية حيوية، وقصفت سبع طائرات مسيرة خطوط ضخ النفط، بين شرق المملكة وغربها، تابعة لشركة أرامكو السعودية. وأقر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بتعرض محطتي ضخ وخط أنابيب للهجوم من طائرات دون طيار مفخخة.
وبعودة الى تاريخ الصراع في اليمن يلاحظ أن الأراضي والأهداف السعودية ظلت على مدى السنتين الأوليين من الحرب خارج نطاق مرمى نيران الحوثيين. وابتداء من شهر سبتمبر/أيلول 2017 دشن الحوثيون قدرتهم التسليحية بصواريخ باليستية أطلقوا أحدها على قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعسير وآخر على مطار الملك خالد الدولي شمال الرياض بعد ذلك بشهرين.
وشهد عام 2018 تناميا في استخدام الحوثيين لسلاحهم الصاروخي ضد السعودية ففي شهر مارس/آذار قصفوا مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وقاعدة جازان، ومطار أبها الإقليمي. وفي الشهر التالي تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجوم من الحوثيين في المياه الدولية غرب ميناء الحديدة، كما استهدفت صواريخهم وطائراتهم المسيرة مقر وزارة الدفاع السعودية ومطار أبها الدولي.
واستمرت هجمات الحوثيين في مايو/أيار من العام الماضي بإطلاق دفعة صواريخ من طراز بركان على أهداف اقتصادية بالعاصمة الرياض. وفي يوليو هاجم الحوثيون ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، وألحقوا بها أضرارا طفيفة.
وفي الصيف الماضي استهدف الحوثيون لأول مرة مصفاة شركة أرامكو في الرياض بطائرة مسيرة. ثم جددوا هجماتهم على الأهداف الاقتصادية السعودية الاسبوع الماضي باستهداف منشآت نفطية تضخ الذهب الأسود من شرق المملكة إلى غربها.
وترى قيادات الحوثيين أن تكثيف الهجمات الصاروخية على السعودية والتهديد بتوسيعها لتشمل أهداف في الإمارات يهدف إلى حمل التحالف على وقف غاراته الجوية والتي عادة ما تؤدي الى سقوط ضحايا مدنيين عن طريق الخطأ.
ويؤكد الحوثيون استعدادهم للقيام بمزيد من الهجمات الصاروخية على أكثر من 300 هدف في السعودية والامارات لحملهما على الجلوس الى طاولة المفاوضات ووقف الحرب في اليمن.
غير أن هناك من يرى في تكثيف الهجمات على الأهداف السعودية رسالة حوثية ايرانية للولايات المتحدة وحلفائها في الخليج تذكرهم بقدرة طهران العسكرية والسياسية على التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة وتحذرهم من أن أي سوء يمس ايران لن يستثني الدول الصديقة والحليفة لواشنطن.