ترجمة: عربي بوست
قالت صحيفة The New York Times الأمريكية إنه وقع الاختيار على رواية «سيدات القمر» أو «Celestial Bodies«، لتفوز بجائزة مان بوكر الدولية.
رواية «سيدات القمر» تفوز بجائزة مان بوكر الدولية
رواية «سيدات القمر» هي من النوع الاجتماعي الطويل، وتصور تحوُّل سلطنة عمان من مركز لتجارة الرقيق إلى دولة منتِجة للنفط، وهي أول رواية كُتبت بالأساس باللغة العربية وتفوز بالجائزة الدولية.
وتتقاسم مؤلِّفة الرواية، العُمانية جوخة الحارثي، الجائزة البالغة قيمتها 63 ألف دولار، مع مترجمتها، مارلين بوث.
وتُعتبر الجائزة التي تُمنح كل عام لأفضل كتاب مترجَم إلى اللغة الإنجليزية نُشر ببريطانيا، الجائزة الأهم في العالم للروايات المترجَمة، وهي مختلفة عن جائزة البوكر الأكثر شهرة، والتي تُمنح للروايات المنشورة أصلاً باللغة الإنجليزية.
ووصفت بيتاني هيوز، رئيسة لجنة التحكيم، رواية «سيدات القمر» بأنَّها «عمل أدبي استحوذ على العقول والقلوب على حد سواء».
وقالت في بيان إعلان الجائزة: «تجذبنا بجانبها الفني الدقيق إلى مجتمع غني بالخيال، يفتح أبوابه على مصراعيها أمام تناول مسائل الزمن والموت العميقة».
وتحكي الرواية قصة سلطنة عمان
وتفوقت رواية جوخة الحارثي على روايات لأسماء شهيرة، من بينها المؤلفة البولندية أولغا توكاركوك، التي فازت بجائزة العام الماضي عن روايتها «Flights»؛ وآني إيرنو، الكاتبة الفرنسية الشهيرة.
ورواية «سيدات القمر»، التي نُشرت أول مرة عام 2010، رواية معقَّدة في بعض جوانبها، وتسرد قصة أسرة عمانية على مدى ثلاثة أجيال، بداية من ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر
وكتبت مارسيا لينكس كويلي في مراجعة للرواية بصحيفة The National الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية، قائلة: «كل الشخصيات -نساء كانت أو رجالاً، عبيداً أو أحراراً- تجد نفسها محاصَرة، بطريقة أو بأخرى، بالتاريخ»، في حين تتغير عُمان نفسها من حولهم.
وكتب مايكل كرونين في صحيفة Irish Times الإيرلندية، قائلاً إنَّ الرواية «عبارة عن سرد مترابط على نحوٍ بديع، لحياة أشخاص تقترب بسرعة من حافة التغيير»، مضيفاً أنَّها «تقوّض ببراعة، الصور النمطية المتكررة عن اللغة والثقافات العربية».
وقالت جين هوشم، التي تكتب في صحيفة The Guardian البريطانية، إنَّه رغم أنَّ عدد الشخصيات كان مربكاً في بعض الأحيان، فإن «اللمحات التي تقدمها لنا عن ثقافة غير معروفة نسبياً في الغرب رائعة».
وقالت جوخة في مقابلة نُشرت على موقع جائزة مان بوكر الدولية بالإنترنت، إنَّ المؤلفين العمانيين يريدون من القراء الأجانب أن ينظروا إلى بلدهم «بعقول وقلوب مفتوحة»، مضيفة: «بغضِّ النظر عن المكان الذي تعيش فيه، مشاعر الحب، والخسارة، والصداقة، والألم والأمل هي نفسها، ولا يزال أمام الإنسانية الكثير لتفعله، لتصبح مؤمنة بهذه الحقيقة».
وكشفت الرواية أن أدب الخيال يزدهر في العالم العربي
وكان خمسة من المؤلفين الستة، وجميع المترجمين، الذين ضمتهم قائمة الترشيح المختصرة للجائزة لهذا العام، من النساء، وهو رقم كبير بامتياز بالنسبة لجائزة أدبية. وقالت ميتال رادزينسكي، مؤسِّسة مبادرة Women in Translation Month، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن 31% من الأعمال الجديدة التي تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية ونُشرت في الولايات المتحدة عام 2017 هي لكاتبات.
وقالت هيلين فاسالو، الأكاديمية في جامعة إكستر والتي تدرس الترجمة والنوع، في مقابلة عبر الهاتف، إنَّ القائمة المختصرة لجائزة البوكر الدولية أظهرت أنَّ الأمور تتغير، مضيفة أنَّ المترجمين يؤدون عملهم، لكنهم روَّجوا أيضاً بترجماتهم لبعض الكاتبات مؤخراً. وقالت: «إنهم أولئك الأشخاص المتحمسون الذين يروجون للأعمال التي غيَّرت حياتهم. فهم يضطلعون بكمٍّ هائل من العمل في الظل».
وقالت مارلين بوث، مترجمة «سيدات القمر»، في مقابلة مع موقع الجائزة، إنَّ «الاستخدام المكثف» للتعبيرات المحلية والشعر العربي الكلاسيكي جعل ترجمة الرواية تحدياً هائلاً».
لكنها تابعت بالقول إنَّ هذه الرواية تُظهر أنَّ أدب الخيال يتطور بالعالم العربي، حتى في دولة «لا تحظى بمكانة بارزة على الخريطة الأدبية» مثل عُمان، مضيفة أنَّ هذه الكتب هي فن «يوسّع حدود ما يمكننا قوله والتفكير فيه».