عبدالمجيد باخريصة- المشاهد
يفضل الثلاثيني محمد الراجحي، السفر عبر مطار سيئون الدولي، الواقع في محافظة حضرموت (شرق اليمن)، بسبب العراقيل التي تواجهه أثناء السفر من صنعاء إلى عدن، عبر طريق الضالع – عدن، التي تنتشر فيها النقاط الأمنية التابعة للحزام الأمني المدعوم إماراتياً، والتي تمنع الكثيرين من الدخول إلى عدن، ما يضطرهم للعودة من حيث أتوا، رغم أن لديهم جوازات وتذاكر سفر من الشركة اليمنية للطيران، كما يقول.
لم يذهب الراجحي عبر طريق صنعاء – الضالع – عدن، لكن تكرار إعادة المسافرين، جعله على الدوام يسافر عبر طريق صنعاء – البيضاء – مأرب – سيئون، لكي يسافر من مطارها إلى وجهته، حيث يدرس في دولة المغرب، بحسب حديثه لـ”المشاهد”، مستدركاً: “لا يعني هذا أن الطريق إلى سيئون سالكة بدون أن تواجهنا صعوبات في نقاط جماعة الحوثي الأمنية بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، لكن بمجرد إظهار المسافر لجواز السفر وتذاكر الطيران يسمح له بالمرور”.
ولم تستأنف رحلات طيران اليمنية في مطار عدن الدولي، إلا بعد استعادة مدينة عدن من قبضة جماعة الحوثي منتصف العام 2016، لكن عرقلة المسافرين من محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين على الطريق إلى عدن، حرمت الكثيرين من الوصول إلى مطارها، ما حرمهم من السفر إلى خارج اليمن.
وتخضع مديرية سيئون التي تبلغ مساحتها 804 كيلو متر مربع، لسيطرة الحكومة، منذ الوهلة الأولى للحرب الدائرة في اليمن منذ أربع سنوات، وأكثر المناطق اليمنية هدوء أمنيا بعكس المحافظات والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
موقعها الجغرافي الذي يبعد عن مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت 320 كيلو متر، جعلها بمنأى عن الصراع المسلح بين الجيش وأنصار تنظيم القاعدة في عدد من مناطق محافظة حضرموت حتى 4 إبريل 2016. كما مكنها البعد الجغرافي عن محافظتي شبوة ومأرب أيضا من عدم وصول المواجهات المسلحة بين الجيش الحكومي ومسلحي جماعة الحوثي إليها.
سيئون أكثر أمناً
خلال فترة الحرب في عدن، وإغلاق مطار صنعاء عقب تدخل السعودية في حربها إلى جانب الحكومة، مطلع العام 2015، ظل مطار سيئون الدولي الوحيد الذي يعمل بصورة طبيعية، نتيجة الاستقرار الأمني في مدينة سيئون، وازدادت وتيرة العمل بمطارها.
وتعد مديرية سيئون واحدة من مديريات محافظة حضرموت البالغة 26 مديرية، لكنها باتت محط أنظار اليمنيين بسبب مطارها الدولي.
وعدم وصول الحرب والمعارك إلى وادي حضرموت وبقاؤها خاضعة للحكومة، كان له الدور الأبرز في توجه اليمنيين إلى مطار سيئون للتنقل الآمن.
وتضاعفت أعداد المسافرين عبر مطار سيئون الدولي، العام 2017، وفق إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء.
وتشير الإحصائية إلى أن عدد المسافرين القادمين عبر مطار سيئون في العام 2104، حوالي 28.524 مسافراً، في حين بلغ عددهم في العام 2017، حوالي 47.937، بزيادة قرابة 100%. كما بلغ عدد المغادرين في العام 2014 حوالي 26.025 مسافراً، في حين بلغ عددهم في العام 2017 حوالي 65.102، بزيادة تقارب 300%.
عدد المسافرين القادمين عبر مطار سيئون في العام 2104، حوالي 28.524 مسافراً، في حين بلغ عددهم في العام 2017، حوالي 47.937، بزيادة قرابة 100%. كما بلغ عدد المغادرين في العام 2014 حوالي 26.025 مسافراً، في حين بلغ عددهم في العام 2017 حوالي 65.102، بزيادة تقارب 300%
المطار ينعش الإيرادات
ووفقاً لإحصائية مكتب الموارد المالية بوادي حضرموت، فقد بلغ إجمالي الإيرادات التي حققها مكتب الجمارك، العام الماضي، 28.243 مليار ريال يمني، من إجمالي إيرادات المحافظة البالغ 36 مليار ريال.
وفي الربع الأول من العام الجاري، وصلت إيرادات جمارك وادي وصحراء حضرموت إلى 11 مليار ريال، بزيادة 5 مليارات ريال عن الفترة المقابلة من العام الماضي.
وأورد مدير مكتب الجمارك عاشور قفزان، لوكالة الأنباء الرسمية، أسباباً عدة للزيادة، أبرزها استمرار الرحلات الجوية في مطار سيئون الدولي، واستفادة التجار والمستثمرين من المطار في الاستيراد، وخاصة في مجال الأدوية والأجهزة الطبية.
حركة تجارية نشطة
أسهم بقاء مطار سيئون في ازدياد الحركة الملاحية، الأمر الذي أنعش جوانب الحياة المختلفة في مدينة سئيون، ومنها السياحة الداخلية التي زادت بنسبة 111% مقارنة بالعام 2014، وفق إحصائية حصل عليها “المشاهد” من مكتب السياحة بوادي حضرموت.
وتشهد فنادق سيئون ازدحاماً كبيراً طوال العام، رغم أنها كانت شبه مهجورة قبل انتعاش الحركة الملاحية بمطار سيئون، خلال السنوات الأربع الماضية، إضافة لارتفاع أسعار الشقق الفندقية بشكل كبير جداً. كما أسهم انتعاش المطار في جلب رؤوس الأموال للاستثمار بمدينة سيئون، خاصة في مجال العمران والفنادق التي ازدادت بشكل كبير، عوضاً عن المطاعم والمحلات التجارية.
وانتعشت الحركة التجارية بمدينة سيئون لتصبح سوقاً كبيراً لتجار الجملة الذين عملوا على استيراد بضائعهم عبر مطار سيئون الدولي أو منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.
الراجحي يجد أمنه في سيئون التي باتت المدينة الحاضنة للمسافرين منها والعائدين إليها من خارج اليمن كما يقول، مضيفا أنه يفضل العودة عبر مطارها.