قالت صحيفة سودانية، نقلا عن مصادر متطابقة، جانبا من تفاصيل لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأبلغت المصادر صحيفة الراكوبة (مستقلة) بأن المباحثات تركزت على بقاء القوات السودانية المشاركة ضمن التحالف العربي في اليمن مقابل دعم المملكة للسلطات الجديدة في السودان بكل السبل.
وكان حميدتي أكد بقاء قوات السودان المشاركة ضمن التحالف العربي في اليمن "حتى تحقق أهدافها".
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، ينفذ التحالف العربي (السودان عضو فيه وتقوده السعودية) عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المتهمين بتلقي دعم إيراني، والذين يسيطرون على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
ولم يعلن السودان رسميا تعداد قواته المشاركة في عمليات التحالف، لكنه سبق أن أبدى استعداده لإرسال ستة آلاف جندي إلى اليمن.
والعام الماضي، تزايدت دعوات أحزاب وبرلمانيين سودانيين لسحب قوات جيش البلاد من اليمن، حفاظا على أرواح جنوده، ولتأثير هذه المشاركة على العلاقات بين الشعبين اليمني والسوداني.
لكن مسؤولين سودانيون، في مقدمتهم الرئيس المعزول عمر البشير وقادة الجيش، تمسكوا باستمرار مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، "حماية للمقدسات الإسلامية" في السعودية.
والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في وقت متأخر من ليل الخميس نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو الذي زار المملكة لعدة ساعات.
جرت الزيارة بالتزامن مع اتهام المتظاهرين لقوات الدعم السريع التي يقودها، بقتل المتظاهرين المعتصمين، وبعد تعثر المفاوضات بين قادة الحراك في السودان والمجلس العسكري الحاكم بشأن مجلس يدير البلاد خلال الفترة الانتقالية.
وحميدتي هو قائد قوات الدعم السريع التي يشارك آلاف منها في صفوف قوات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، الذي بدأ عملياته في آذار/مارس 2015.
وتشكلت قوات الدعم السريع منذ نحو سبع سنوات من ميليشيا الجنجويد التي استخدمها البشير في قمع الحركات المتمردة غير العربية في دارفور، ثم وسع صلاحياتها وأعطى عناصرها رتبا عسكرية وأضافهم إلى الجيش في 2017، وهي متهمة بارتكاب تجاوزات في دارفور.
ويواصل آلاف المعتصمين تجمعهم أمام مقرّ الجيش وسط الخرطوم لمطالبة الجيش بتسليم السلطة للمدنيين.
ووقعت أعمال عنف وإطلاق رصاص في محيط الاعتصام الأسبوع الماضي أودت بحياة خمسة متظاهرين وضابط جيش وتسبب بإصابة العديد من عناصر قوات الأمن والمواطنين.
وحمل المتظاهرون قوّات الدّعم السّريع شبه العسكريّة مسؤوليّة ما حدث، إلا أن حميدتي قال إنه تم القبض على الجناة.