تتباين المواقف الدولية والعربية حتى الآن بشأن التصعيد ضد إيران، فيما تلتزم بعض الدول العربية الصمت حتى الآن بشأن القمة العربية الطارئة التي دعت لها نهائية الشهر الجاري.
بحسب آراء الخبراء خلال حديثهم إلى "سبوتنيك"، فإن ثلاث دول يمكن أن تعرقل أي إجماع على التصعيد السياسي أو العسكري تجاه إيران، خاصة في ظل العلاقات القوية التي تربطهم مع طهران.
عرقلة الإجماع
من ناحيته قال الكاتب الصحفي سميح صعب، إن لبنان والعراق وسلطنة عمان من الدول التي ستكون في وضع حرج، جراء أي تصعيد سياسي أو عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، وينسحب ذلك على ما يمكن أن يتخذ من قرارات في قمم مكة الأسبوع المقبل.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، السبت، أن لبنان والعراق وسلطنة عمان سيدفعون قدر الإمكان في اتجاه خفض التوتر، وعدم تبني مواقف حادة أو تصعيدية.
وأشار إلى أن بغداد ومسقط أعلنتا قبل أيام عن استعدادهما للتوسط بين واشنطن وطهران، حيث زار وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي طهران، عارضا التوسط، كما أرسل رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي موفدين إلى طهران وواشنطن.
قواسم مشتركة
من ناحيته قال الكاتب اللبناني وسيم بزي، إن القاسم المشترك بين الدول الثلاث "لبنان والعراق وعُمان" يتعلق بالعلاقة مع إيران، إلا أن خصوصية الواقع العراقي اللبناني تشكل حالة ارتباط عضوي وعميق مع إيران.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن العراق ولبنان لا يمكنهما المشاركة في أي قرارات تدين إيران، وأن مواقفهما تتحرك بين هامشي التحفظ والرفض، وأنه في الحالتين يضربان حالة الإجماع المطلوبة لأي قرارات ضد إيران، والتي لن تتجاوز الإطار المعنوي الإعلامي في كل الحالات.
وتابع أن عُمان فنقطة في سياستها الخليجية والإقليمية منذ زمن بعيد تقوم على المرونة وهامش الحركة بين الجميع، خاصةً بين الإيرانيين والأمريكيين والقنوات السرية للاتفاق النووي، حيث أكدت زيارة يوسف بن علوي وزير الخارجية العماني لطهران مؤخرا على الدور المرن، الذي تلعبه عمان، والذي سيحكم موقفها داخل القمة العربية والخليجية.
وشدد على أن لا يتوقع من القمة أكثر من سابقات القمم سوى التعاطف والتأييد والتضامن، دون أي تجسيد عملي لهذه المواقف.
مواقف حاسمة
من ناحيته قال الكاتب البحريني عبد الله الجنيد، إن قمم مكة هي تصفير الذمم سياسيا، ودفع استحقاقات مُستحقةً من الجميع للمملكة العربية السعودية إسلاميا وعربيا وخليجيا.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن المملكة العربية السعودية تحملت كل الأعباء السياسية بالنيابة عن الجميع، وأنه آن الأوان أن يعترف الجميع بدورها المركزي في حفظ الأمن العربي والخليجي، بالإضافة إلى دعم مراحل الانتقال السياسي الحرج في دول عربية كبرى مثل مصر.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية هي الدولة المركزية، والضامن الوحيد للاستقرار السياسي والاقتصادي في فضائها الجيوسياسي والجيواستراتيجي.
وأوضح أن القمم لن تكون تقليدية، وأنه يجب أن لا تكون تقليدية، لما له من أضرار بالمصالح السعودية قبل غيرها، خاصة في ظل المنعطف التاريخي وتعاظم مستوى التحديات السياسية الآني منها والمستقبلي.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لعقد اجتماع طارئ لقادة الخليج والعرب في 30 مايو/ أيار.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأنه "حرصا من الملك سلمان على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأنه في ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به "مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران" من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، فإن خادم الحرمين يوجه الدعوة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس 30 مايو/أيار 2019 لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة".