صورة تعبيرية لمسرح جريمة/ıstock

بينما كان يخنقها حتى الموت قالت له: «أحبك».. الحكم على أسترالي قتل زوجته بالسجن 23 عاماً

ترجمة: عربي بوست

حُكم على أب أسترالي، أُدين في جريمة قتل زوجته ودفنها بالباحة الخلفية، في أثناء نوم أبنائه، بالسجن مدى الحياة، على أن يقضي ما لا يقل عن 23 عاماً خلف القضبان، بحسب ما نقله موقع Stuff النيوزيلندي.

بكى أحمد سِيدات (36 عاماً)، في أثناء سجنه، الإثنين 27 مايو/أيار 2019، بمدينة بيرث الأسترالية، بعد اعترافه بقتل فهيمة يوسف (32 عاماً)، في أغسطس/آب 2018، في محاولة فاشلة ليرتبط بأختها.

وأوضح الموقع النيوزيلندي أن «سِيدات»، منسق حدائق، استأجر قبل أربعة أيام من قتله لفهيمة، ليحفر قبرها بجانب منزلهما، مدَّعياً أن الحفرة كانت مخصصة لحمام سباحة.

خطَّط «سيدات» لقتل زوجته، التي أنجب منها طفلين، بشكل «أحمق» لأسابيع، وفقاً للدعوى القضائية، ليتمكن من الارتباط بأختها، التي لم تكن تعلم بمشاعره تجاهها.

جريمة قتل «قاسية وخسيسة»

اطلعت هيئة المحكمة، في أثناء جلسة النطق بالحكم في المحكمة العليا بغرب أستراليا، على تاريخ الإنترنت الخاص بـ «سيدات» الذي سبق ارتكابه الجريمة، وضمن ذلك كلمات البحث الدالة، مثل «دفن أحدهم حياً»، و «مساحات أماكن الدفن»، و «في حال موت زوجتك، هل تستطيع الزواج بأختها، أخي المسلم؟».

قُتلت فهيمة في 31 أغسطس/آب 2018، بواسطة زوجها، داخل منزلهما، في أثناء نوم طفليهما البالغَين من العمر 5 سنوات وسنتين.

سيدات وزوجته خلال حفل زفافهما
 
سيدات وزوجته خلال حفل زفافهما

اعترف «سيدات» بضربها بمفك الإطارات، وخنقها، رغم أن تشريح الجثة لم يتمكن من تحديد سبب الوفاة، أو ما إذا كانت لا تزال حية عندما دفنها «سيدات»، في حفرة حفرها سابقاً بجانب بيتهما، أم لا.

زعم «سيدات» أن زوجته قالت له «أحبك»، في أثناء خنقه لها، وهو الفعل الذي قال عنه القاضي برونو فياناكا إنه يُظهر يأسها.

وأضاف أن ما فعله «سيدات» قاسٍ وخسيس، وأن عقوبته لا بد أن تكون بمنزلة رادع عام للعنف المنزلي.

وقال أيضاً: «إن العنف المنزلي أصبح مشكلة في مجتمعنا، نالت كثيراً من الاهتمام». وأضاف: «نحتاج العقاب الرادع الذي ينقل رسالة بأنه لن نتهاون في مثل هذا السلوك بمجتمعنا».

وصف فياناكا، «سيدات» بالكذَّاب الأشِر، وقال إن أفعاله كانت محسوبة، رغم أنها كانت «حمقاء».

بعد أن اتهمها بمحاولة «هجره»!

بدأ «سيدات» سرد حكايات مختلفة عن اختفاء فهيمة، بعد الجريمة، للأهل والأصدقاء الذين كانوا يسألون عنها، لدرجة أن الأمر وصل إلى أن يجعل أحد أصدقائه يهاتف والد فهيمة، منتحلاً شخصية ضابط شرطة، ويدَّعي أنها كانت في الخارج.

كما أخبر آخرين بأنها هَجَرَته، أو أنها كانت تُجري جراحة في عينها بالمملكة المتحدة.

أرسل «سيدات» إلى أخت زوجته، بعد لحظات من قتلها، قائلاً: «رحلت»، موحياً بأنها خرجت، فأتت إليه المرأة لتؤنسه تلك الليلة.

قال المدعي العام نيك كوغان، للقاضي فياناكا، إن «سيدات» وأخت فهيمة راسل احدهما الآخر آلاف المرات في أثناء الشهر الذي انتهى بوفاة فهيمة، وإنه أسرَّ لها كذباً بأن فهيمة تنوي هجره وطفليه.

قالت الأخت في إحدى رسائلها لـ «سيدات»، إن عزم أختها على هجره «غريب»، لكنها ادَّعت فيما بعد أنها لم تكن على علم بمشاعر «سيدات» تجاهها، وأنها شعرت بأنها خانت أختها.

قال كوغان: «أنشأ (سيدات) علاقة عاطفية مع أخت زوجته. لقد كانت لديه خطط للارتباط بها بعد وفاة زوجته».

استمعت المحكمة إلى أن الأخت لم تكن متورطة في خطة «سيدات» لقتل زوجته، وأنها اعتبرته صديقاً مقرباً و»مثل أخٍ» لها.

جاءت الشرطة إلى منزل «سيدات» -بعد أن أبلغ والد فهيمة عن فقدانها- واعترف بقتل زوجته، لكنه كذب بشأن طريقة حدوث ذلك، مدَّعياً أنه باغتها وقتلها عندما طلبت منه إقامة علاقة جنسية دون رغبة منه، تلك الليلة.

لكن ربما الأمر له علاقة بالخلل «الجنسي»

قال محامي «سيدات»، بيرنارد ستانديش، لهيئة المحكمة، إن «سيدات» يزعم أنه لم يكن ينجذب لزوجته، وشعر بأنه لن يستطيع أن يلبي «احتياجاتها الجنسية».

وأضاف: «ما يُظهره الزوجان كان شيئاً، أما ما يحدث داخل غرفة النوم فهو شيء مختلف». وقال أيضاً: » لقد وُجد خلل وظيفي في الجانب الجنسي للعلاقة».

أدرك فياناكا، في أثناء الحكم على «سيدات» بالسجن 23 عاماً، أن إدانته السريعة له جنَّبت عائلة فهيمة صدمة المحاكمة، وبالأخص أختها.

قال: «لقد جنبت أخت الضحية الحاجة لتقديم أدلة مفجعة للغاية في أثناء المحاكمة». وأضاف: «لقد قبِلت تحمُّل مسؤولية سلوكك».

وقال أيضاً: «أنا أقبل وجود الندم، وإن كانت تخففه المحاولات المبكرة لإلقاء اللوم على الضحية بدرجةٍ ما».

واجه «سيدات» مشكلة قمار خطيرة في 2016، بعد أن راهن بمئات الآلاف من الدولارات مرة واحدة في سباقات الخيل. ويُذكر أنه متهم، بشكل منفصل، بسوء إدارة أكثر من 5 ملايين دولار أسترالي، قيمة أموال آخرين، من خلال شركة محاسبية.

ادَّعى ستانديش أن القمار هو ما أدى إلى بداية انهيار حياة «سيدات»، وأنه لم توجَّه إليه أي تهم قبل ذلك.

يتولى الآن جدا الطفلين لأمهما، تربيتهما في ولاية كوينزلاند الأسترالية.