الدوحة

هل تستعد قطر للحرب مع إيران؟؟

وقّع ممثلو القوات المسلحة القطرية والقيادة المركزية للقوات الجوية للولايات المتحدة اتفاقًا حول مسار عمل قوات الناتو في دولة قطر على خلفية الوضع المتدهور مع إيران.

تمتلك قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، قاعدة العديد، حيث يتمركز 13000 جندي، ومن هناك تقوم الولايات المتحدة بعمليات في جميع أنحاء المنطقة. فما هي الظروف التي يمكن أن تجعل قطر تدخل في مواجهة مسلحة مع إيران؟.

 

أشار مصعب النعيمي، محلل سياسي إيراني وخبير في الشرق الأوسط، والمدير العام لصحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة بالعربية  في مقابلة مع "سبوتنيك" إلى احتمال أن قطر أو غيرها من الدول قد تمنح أراضيها لشن هجوم على إيران، ضئيل للغاية، لأن لا أحد يريد أن يشارك في الحرب:

وقال المحلل لوكالة "سبوتنيك":

"لا يسمح الوضع في الولايات المتحدة نفسها، ولا ظروف المنطقة (منطقة الخليج) للولايات ببدء حرب. سبق أن أعلنت قطر لإيران وللأمريكيين أنها لا تستطيع استخدام أراضيها ضد إيران. تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة هي حيل للدعاية الأمريكية التي تهدف إلى دفع إيران وقطر للحرب. وبما أن أي دولة ستشارك في الحرب مع إيران ستعاني من أضرار جسيمة، فلا أحد يريد الحرب. حتى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. من غير المحتمل أن توافق هاتان الدولتان على أن تستخدم الولايات المتحدة سوف أراضيها لمهاجمة إيران، لأنها ستكون مسؤولة عن الهجوم على إيران، وسوف يأتيها الرد".

وأضاف أنه بالطبع، يمكن للحرب أن تدمر التوازن والوضع الحالي في المنطقة، وقد أعلن الشعب القطري عن هذا بالفعل. لكن حتى الآن لم تصدر أي تصريحات من قطر تفيد بأنها تشكل تحالف مع الولايات المتحدة ضد إيران. "

وأجاب النعيمي على سؤال حول لماذا تسمح قطر للولايات المتحدة بالإدارة في منطقة الخليج على الرغم من أن إيران قدمت الكثير لها خلال الحصار الاقتصادي قائلا: "إن هذه القواعد أنشئت خلال الأزمة العراقية. ولقد أعلن مرار وتكرار أن القواعد الأمريكية في قطر لن تستخدم ضد أي دولة مجاورة، وأكد هذا القطريون وقالوا إن دعم إيران خلال الحصار الاقتصادي لن ينسى أبدا".

وتابع المحلل: "تسعى إيران أيضًا إلى نزع فتيل الموقف. وقد نصح جميع دول المنطقة بشكل قاطع برفض تلبية مطالب الولايات المتحدة، لأن إيران هي القوة المهيمنة في الخليج الفارسي من حيث الموقع الجغرافي والاستراتيجي. وعدم اتخاذ إيران أي إجراء حتى الآن، دليل  على أن إيران لا ترغب في تفاقم الوضع. يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن دول المنطقة التي ستبدأت الحرب لن تكون قادرة على وضع حد لها، لأن حجم الحرب سيزداد مع زيادة عدد المشاركين فيها.

وخلص النعيمي إلى أنه "لذلك لن يخاطر القطريون أبدًا بأمر يهدد أمن بلدهم وأيضًا، مع بداية الحرب، ستظهر مشكلة نقل النفط عبر الخليج الفارسي، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للغرب."