قمة عربية

استهداف المنشآت النفطية والتهديد الإيراني... أسباب انعقاد القمم العربية الطارئة

تنعقد غدا الخميس، 30 مايو/ أيار، القمة العربية الطارئة رقم 14 في المملكة العربية السعودية، وهي الثانية من نوعها في المملكة بعد عام 1976، واستضافت مصر أكبر عدد من القمم الطارئة منذ بدئها عام 1946.

 

عباس عراقجي، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني

© AP PHOTO / JULIE JACOBSON

رغم عدم تلقيها دعوة... إيران تفاجئ السعودية بشأن قمة مكة

تم تأسيس القمة العربية عام 1945، حيث انعقد إلى الآن 43 قمة منها ثلاثين قمة غير طارئة و13 قمة طارئة، هذا بالإضافة إلى قمة مكة التي تنعقد غدا، كما تم عقد قمة عربية أوروبية في فبراير/ شباط 2018 في مصر، وعقدت خمس قمم عربية اقتصادية، الأخيرة تمت في بيروت في يناير/ كانون الثاني 2019.

 

أما القمم الطارئة فيرتبط انعقادها بالأمن القومي العربي والدولي بالإضافة إلى قضايا مختلفة أهمها الصراع العربي الإسرائيلي وسلوك إيران خصوصا بعد الثورة الخمينية عام 1979 وغياب وعودة مصر إلى عضوية الجامعة العربية، والسبب وراء انعقاد القمة في مكة الهجوم على سفن تجاريةفي المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى محطتي ضخ نفطية في المملكة ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.

أول قمة طارئة في مصر

وسعت القمة العربية الطارئة الأولى لتأكيد حق الدول العربية على الاستقلال ودفاعا عن القضية الفلسطينية بدعوة من ملك مصر الملك فاروق وحضور الدول العربية السبع (المغرب والسعودية والأردن واليمن والعراق ولبنان وسوريا) وانعقدت في مدينة مصرية صغيرة أنشاص عام 1946.

ولم تصدر القمة بيان بل عدة قرارات، قضية فلسطين قلب القضايا القومية باعتبارها قطراً لا ينفصل عن الأقطار العربية، بإيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وقفا تاما وضرورة الوقوف أمام الصهيونية باعتبارها خطراً لا يداهم فلسطين وحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.

القمة الطارئة الثانية في بيروت 

تم عقد القمة عام 1956 أي بعد 12 عاما من القمة الأولى وذلك بعد تعرض مصر للعدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وصدر منها أول بيان ختامي في تاريخ القمم اجتمع فيها القادة العرب على حماية مصر ضد الدول المعتدية عليها.

 

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

© REUTERS / POOL

قبل ساعات من قمتي مكة... أمير قطر يستقبل رئيس وزراء دولة عربية

القمة الطارئة الثالثة في القاهرة 

 

أقيمت القمة عام 1970 إثر الاشتباكات المسلحة في الأردن بين المنظمات الفلسطينية مع الحكومة الأردنية التي عرفت بأحداث أيلول الأسود وقاطعت هذه القمة كل من سوريا والعراق والجزائر والمغرب.

القمة الطارئة الرابعة في السعودية

تم عقدها في الرياض عام 1976 بهدف حل أزمة الحرب الأهلية في لبنان بمشاركة كل من السعودية ومصر والكويت وسوريا ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، ودعت إلى وقف لإطلاق النار وتطبيق "اتفاق القاهرة" وقررت تعزيز قوات الأمن العربية.

القمة الطارئة الخامسة في المغرب

انعقدت في فاس عام 1982 وشارك فيها 19 دولة ما عدا ليبيا ومصر واعترفت فيها الدول العربية بوجود إسرائيل، وتم إقرار مشروع السلام مع إسرائيل بشرط انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

 

الملك سلمان

© REUTERS / HANDOUT

البرلمان العربي: الملك سلمان دعا إلى "قمتي مكة" لمواجهة خطر يهدد العرب

القمة الطارئة السادسة في المغرب 

 

أقيمت في الدار البيضاء عام 1985  وبحثت القمة القضية الفلسطينية وتدهور الأوضاع في لبنان والإرهاب الدولي.

القمة الطارئة السابعة 

انعقدت في عمان عام 1987 وبحثت موضوع الحرب العراقية الإيرانية والتضامن مع العراق، والنزاع العربي الإسرائيلي، وموضوع عودة مصر إلى الصف العربي.

القمة الطارئة الثامنة

انعقدت في الجزائر عام 1988 ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى بالإضافة إلى بحث موضوع المؤتمر الدولي حول السلام.

القمة الطارئة التاسعة

أقيمت في الدار البيضاء، المغرب عام 1989، خلالها تم إعادة عضوية مصر مع غياب لبنان بسبب تنازع فيه سلطتين آنذاك.

القمة الطارئة العاشرة

أقيمت في بغداد، العراق في شهر مايو/أيار عام 1990 غاب عنها لبنان وسوريا وبحثت التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي واتخاذ التدابير اللازمة حيالها كما أدان تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل.

القمة الطارئة 11

أقيمت في القاهرة، مصر في شهر أغسطس/آب عام 1990 إثر العدوان العراقي على الأراضي الكويتية وتغيبت عنها تونس.

القمة الطارئة 12

عقدت في القاهرة، مصر عام 1996 قمة استثنائية بعد وصول اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل ومصير عملية السلام وحضرتها جميع الدول العربية باستثناء العراق.

القمة الطارئة 13

أقيمت في القاهرة عام 2000 ، إثر أعمال العنف التي تفجرت ضد الفلسطينيين بعد أن دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الحرم القدسي الشريف، وهناك أيضا قمة غزة الطارئة، المنعقدة في الدوحة في يناير/كانون الثاني 2009، إثر الهجوم على قطاع غزة، لكن انعقاد القمة شهد خلاف عربي بشأن مشروعيتها في ظل عدم اكتمال النصاب القانوني لها، فضلا عن تأثيرها على قمة الكويت الاقتصادية، والتي عقدت في وقت لاحق وتطرقت أيضًا إلى هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

والجدير بالذكر، أن القمة غير الطارئة الأولى على الإطلاق تم عقدها في مصر عام 1964 بدعوة من جمال عبد الناصر، وشهدت تلك الفترة تحولا خطيرا في الأحداث لإعلان إسرائيل عزمها تحويل مجرى نهر الأردن لتستفيد من مياه بحيرة طبرية، وكان ذلك.

وكانت الساحة العربية تشهد صراعات حدودية وقطيعة بين السعودية واليمن من ناحية واتهامات سورية لمصر بالتردد في الدخول في حرب أخرى ضد إسرائيل وغيرها من الخلافات العربية.