في بوست لها على انستغرام، أطلت أليسون كينغ المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا على متابعينها في المنطقة وكتبت بالعربية: "فيمتو مشروب بريطاني يلقى رواجاً في منطقة الخليج بشكلٍ خاص حيث يشكل عنصراً أساسياً من مائدة الإفطار الرمضاني فيه. تباع أكثر من 25 مليون زجاجة من هذا المشروب في شهر رمضان ويعود استهلاكه في المنطقة إلى أكثر من 100 سنة مضت".
اهمل انستاغرام الرسالة التي بعث بها natiq_britanee
نهاية انستاغرام الرسالة التي بعث بها natiq_britanee
ورغم الرغبة الظاهرة في الاحتفاء بمنتج وطني ناجح في الخارج، لم تجانب أليسون كينغ الحقيقة، فهذا المشروب البريطاني يحظى بالفعل بشعبية كبيرة في الخليج عامةً والسعودية على وجه الخصوص، كما يظهر من الآراء التي يبديها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر، مثل محمد القيسي الذي يعرف نفسه على توتير بأنه أكاديمي يكتب في علوم الكيمياء:
اهمل تويتر الرسالة التي بعث بها @MchemistG
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @MchemistG
وهناك من يظهر إقباله على المشروب بطريقة فكاهية مثل فيصل الشيباني:
اهمل تويتر الرسالة التي بعث بها @faisall2l
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @faisall2l
وفي عصر تتزاحم فيه المنتجات على كسب ود المستهلكين والوصول لجيوبهم، يتجلى فيمتو في معترك المنافسة
اهمل تويتر الرسالة التي بعث بها @bduc_
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @bduc_
اهمل تويتر الرسالة التي بعث بها @naser_alasmri
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @naser_alasmri
ولكن هذا الصمود له ما يفسره من وجهة النظر التسويقية على الأقل، إذ يحظى المشروب بحملات دعائية لافتة بين الحين والآخر، لا سيما خلال شهر رمضان. ولعل إحدى أبرز هذه الحملات كان تلك الحملة التي ظهرت عام 2016 حين كان بإمكان محبي المشروب شراء زجاجات منه تحمل أسماءهم أو أي أسماء يرغبون فيها. كما قدمت شركة "سواروفسكي" النمساوية الشهيرة المختصة في صناعة البلور قوارير رائعة الأشكال من المشروب.
اهمل انستاغرام الرسالة التي بعث بها vimtoarabia
نهاية انستاغرام الرسالة التي بعث بها vimtoarabia
رحلة فيمتو
ويذكر موقع الشركة المنتجة للمشروب أن إنتاجه بدأ عام 1908 وكان يحمل في الأساس اسم «Vim Tonic» قبل أن يتم اختصاره إلى فيمتو. كما كان مسجلاً كعقار طبي ومنشط صحي قبل أن يتغير تصنيفه الرسمي إلى "مشروب غير كحولي".
وقد دخل المشروب الخليج لأول مرة عام 1927 حيث حصلت شركة عبد الله العوجان وإخوانه على الحقوق الحصرية لاستيراده وتوزيعه في المنطقة. وافتتح مصنع فيمتو في الدمام بالسعودية في السبعينيات حيث تتجاوز طاقته الإنتاجية 20 مليون زجاجة سنوياً.
وقد عمدت الشركة المنتجة للمشروب إلى استحداث وتطوير نكهات ونسخ متعددة منه، أبرزها فيمتو دايت الذي ظهر عام 1987. ويحظى المشروب بشعبية كبيرة في السعودية على نحوٍ خاص، سيما في شهر رمضان إذ تصل مبيعات الشركة ذروتها في هذا الشهر.
ولكن هل تتناسب شعبية هذا المشروب مع قيمته الغذائية؟
ربا العباسي مديرة المركز الريادي للتغذية العلاجية بالأردن تقول إن المنتج موجود في دول عربية أخرى بينها الأردن إلا أن انتشاره غير مبرر من حيث القيمة الغذائية.
وتوضح العباسي ذلك قائلة إن المشروب يحتوي على قدر كبير من السكر، إضافةً إلى المضافات الصناعية التي تمنحه النكهة الخاصة به، والتي تضر بالجسم، فضلاً عن افتقاره للألياف التي يمكن الحصول عليها بسهولة من العصائر ومشروبات رمضانية أخرى. كما أن النسخة "الدايت" منه غير صحية، إذ يتم استبدال السكر بمنكهات ومواد أخرى غير صحية لإعطائه مذاقاً حلواً.
والمعروف أن الاستهلاك الزائد للسكر قد يؤدي إلى تراكم الدهون وبالتالي زيادرة الوزن أو البدانة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. هذا إلى جانب أضرار صحية أخرى.
وقد أظهرت إحصاءات حديثة أن عدد المصابين بمرض السكري يقارب نصف مليار إنسان في مختلف أنحاء العالم. ومن بين الدول العشر التي سجلت أعلى نسبة للإصابة بالمرض، توجد سبع دول عربية هي: السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وعمان، أي جميع دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر.
وترى العباسي أن تناول المشروبات الرمضانية، مثل التمر الهندي، والعرقسوس، وقمر الدين، أفضل من المشروبات المصنعة، رغم احتوائها هي الأخرى على نسب غير قليلة من السكر. ويعود السبب في ذلك إلى نسبة الألياف المفيدة في هذه المشروبات الطبيعية، التي تقوم بتيسيرعمل الجهاز الهضمي، إضافةً إلى الفيتامينات والمعادن التي تحويها.
ولكنها تلفت إلى ضرورة عدم تناولها بشكل يومي أو الإكثار منها أو إضافة الكثير من السكر المكرر إليها.
كما تشدد العباسي على أهمية الالتزام بعادة "التدرج" في الأكل خلال شهر رمضان للحصول على الفائدة القصوى من الطعام وتجنب إرهاق الجهاز الهضمي. فتنصح بتناول الطعام على مراحل يفصل بينها بعض الوقت فتقترح الاكتفاء بالماء والتمر في البداية، ثم الانتظار لربع ساعة أو نحو ذلك قبل تناول الشوربة أو السلطة، ثم فترة انتظار أخرى قبل الوجبة الرئيسية