قال الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، إن مشاركة قطر في القمة العربية الطارئة بالمملكة العربية السعودية "اضطرارية"، وأنها ذهبت إلى مكة بسبب عدة عوامل.
© REUTERS / LEAH MILLIS, POOL NEW
سر رفض طهران التفاوض مع واشنطن... وتراجع لهجة ترامب الهجومية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن قطر "ذهبت إلى قمم مكة بعدما أيقنت أن حلفاءها في حالة ضعف، خاصة في ظل المعاناة الإيرانية إثر الحصار الأمريكي، وكذلك فيما يتعلق بالحالة التي تعيشها تركيا الآن، والانقسام الحاصل".
وتابع أن قطر "جاءت مدفوعة بالواقع الحاصل في المنطقة، وأنه لا مؤشرات نهائيا حول حلحلة الأزمة الخليجية، خاصة في ظل استمرار تحريض الإعلام القطري ضد السعودية بالتزامن مع مشاركة الوفد القطري".
تجميد عضوية
وتابع بقوله: "لو كنت مشاركا بالوفود الحاضرة بمكة، لدفعت نحو اتخاذ قرارا بتجميد عضوية إيران في منظمة التعاون الإسلامي على ما تقوم به من تدخلات في المنطقة".
على جانب آخر قالت فاطمة عايد الرشيد الحقوقية الكويتية، إن "مشاركة قطر وتلبيتها لحضور القمم بمكة المكرمة يؤكد أنها داعية للسلام والصلح، وأنها لا تزال على العهد، وتستجيب لكل ما يعني الأشقاء".
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أنه من وجهة النظر الدبلوماسية فإن المشاركة إشارة لإبداء الرأي والدفع نحو الصلح بين الأشقاء.
قمة الصلح
وأضافت أن البعض يرى أنها ستكون قمة الصلح، خاصة أن هاشتاغ (#قمة_الصلح_بين_الأشقاء) الذي نشط في الكويت يؤكد على الرغبة في ذلك من قطاع عريض من الشعب الخليجي.
وتابعت الرسائل التي جاءت عبر الولايات المتحدة الأمريكية تدفع إلى احتمالين، أولهما احتمال الخطأ الوارد أو المقصود، وثانيهما الصواب الواقع، وأنه بشان الأول فلا يوجد خطورة من إيران كما تصورها الولايات المتحدة الأمريكية، وبشأن الاحتمال الثاني، فإن أمريكا لا دخل لها بالأمر، خاصة بعد أن شوهت صورتها بسبب ما تقوم به من التدخل في الشؤون الإيرانية.
وأعربت عن أملها أن تكون القمة محطة للصلح بين الدول الخليجية والإسلامية، والتأكيد على حسن الجوار، خاصة بعد حضور الوفد القطري لمكة، وهو ما اعتبرته أنه البادرة الثانية لحل الأزمة الخليجية بعد اتصال رئيس الوزراء البحريني بأمير قطر خلال شهر رمضان.
وأعربت عن أملها في قيادة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لعمليات الصلح وأنه بإمكانه تقريب وجهات النظر، نظرا لنهج السلام الذي يتبعه، حسب نص قولها.
قمم ثلاث
وتستضيف مكة المكرمة القمة الإسلامية في دورتها العادية، يوم الجمعة 31 مايو/ أيار، بينما دعا الملك سلمان لقمتين طارئتين (عربية وخليجية)، يوم الخميس 30 مايو، لبحث التطورات التي تشهدها المنطقة.
ودعا الملك سلمان في 19 مايو/ أيار، قادة مجلس التعاون لدول الخليج والدول العربية، من أجل عقد قمة خليجية وعربية طارئتين يوم الخميس 30 مايو/ أيار، وذلك من أجل التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل الاعتداءات الأخيرة على المملكة والإمارات.
موقف إيراني مفاجئ
قال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن "إيران ستشارك في قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة لكن ليس على مستوى رفيع".
وقال عراقجي، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "سنشارك على مستوى ممثل وزارة الخارجية، ولكن ليس على مستوى عال".
وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" قالت، في وقت سابق اليوم، إن "السعودية لم تقدم دعوة لإيران للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي، بعد غد الجمعة في مدينة مكة المكرمة، مضيفة أنها "تلقت دعوة فقط من أمانة المنظمة".
ونقلت الوكالة، عما وصفته بمصادر خاصة أن "إيران ستشارك على مستوى المدير العام لوزارة الخارجية، بسبب عدم دعوتها من قبل المملكة العربية السعودية". وأضافت المصادر أن "إيران حصلت على دعوة للمشاركة من قبل أمانة منظمة التعاون الإسلامي، لكنها لم تحصل على دعوة من البلد المضيف، المملكة العربية السعودية، لحضور المؤتمر".
مشاركة قطر
أفادت قناة "الجزيرة" القطرية، الأربعاء الماضي، بأن رئيس الوزراء القطري سيحضر القمة الخليجية في المملكة العربية السعودية، حول التوترات الإقليمية المتصاعدة.
وذكرت قناة "الجزيرة" بأن "عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني سيحضر القمة الخليجية في مكة في نهاية هذا الأسبوع".