منذ عقود من الزمن، يحافظ أبناء محافظة حضرموت شرق اليمن على عادات وتقاليد وطقوس رمضانية متنوعة يتصدرها تقليد الختايم.
تعتبر "الختايم" تقليداً خاصاً لأهالي حضرموت خلال شهر رمضان حيث يتضمن عادات وتقاليد متنوعة بين دينية وشعبية وتراثية.
سمي بالختم لاجتماع عدد من كبار السن في مسجد المنطقة وقراءة القرآن بصورة جماعية بدءً من سورة الضحى حتى ختم المصحف وهو ما يكون غالباً في المساجد التابعة للطريقة الصوفية.
يخصص لكل قرية أو منطقة بحضرموت ليلة معينة وثابتة سنويا تسمى بليلة ختم مسجد هذه المنطقة وتشترك عدة مناطق بنفس اللليلة، كمسجد المحضار الشهير الذي خصصت له ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان كل عام.
مهرجانات تراثية
يبدأ الأهالي عصر ليلة الختم بالتجمع أمام مسجد المنطقة للقيام بعدد من الألعاب الشعبية والموروث القديم كلعبة الشبواني أو ما تعرف أيضا بالعدة إضافة لتخضيب الجمال بالحناء وتمثيل مهن ومشاهد قديمة كحمل أطفال على قوارب صغيرة تفاخراً بمهنة الصيد التي يعمل بها الكثير من سكان ساحل حضرموت.
كما يصطحب الآباء والأجداد أبناءهم و أحفادهم إلى تلك الساحات المحيطة بالمسجد وهم يرتدون جديد الملابس الخاصة بهذه المناسبة، حيث يشتري الأطفال الألعاب والحلويات والمكسرات من بسطات الباعة الذين يفترشون الساحات المحيطة بالمسجد الذي سيحتفى فيه بالمناسبة.
أمام المسجد، يكون مسرح المهرجان الكرنفالي قد نصب لتبدأ على خشبته فقرات مسرحية وإنشادية وشعرية وفكاهية يشارك فيها أبناء هذه المنطقة وسط أجواء احتفالية.
ولائم وتشهير
قبيل أذان المغرب، وخاصة في مديريات وادي حضرموت، تزدحم طرقات وبيوت أهالي هذه المنطقة التي تحيي ليلة ختم مسجدها بالضيوف حيث يقوم معظم أهالي المنطقة بدعوة أقربائهم للإفطار والعشاء.
بنفس ليلة الختم للقرية، وبعد صلاة التراويح، يتوافد الأقارب والأصدقاء من المناطق المجاورة إلى هذه القرية ليقوموا بعادة التشهير(تبادل التهاني بحلول رمضان) ببيوت أقربائهم.
خلال جلسات التشهير، التي يقدم فيها الشاي والحنظل التي تميز مجالس سكان حضرموت يتبادل الحاضرون أطراف الحديث حيث تعتبر فرصة للتزاور والتلاقي خلال شهر رمضان.
في الوقت ذاته، تجوب عشرات البنات والأولاد الصغار أزقة وشوارع المدينة مرددات أهازيج شعبية من قبيل "هاتوا الختامة الجديدة والا كسرنا حديدة" وغيرها حيث تقوم النساء بتوزيع الهدايا عليهم.
مصلون أثناء قيام الليل بأحد مساجد مدينة تريم
أسواق تبيع لعب للأطفال جوار المساجد التي تقام فيها الاحتفالات
