أزمة مياه بتعز

أزمة المياه تتصاعد في تعز.. والسلطة المحلية تتخذ هذا الإجراء لضبط الموقف

أعلنت مكاتب مؤسسة المياه والصناعة والتجارة والنقل في محافظة تعز، تسعيرة رسمية لوايتات الماء، بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير، وامتناع الحوثيين الذين يحاصرون المدينة منذ خمس سنوات ،عن ضخها من الآبار الرئيسية الواقعة تحت سيطرتهم شرق المدينة، عاصمة المحافظة (جنوب غرب اليمن).

وحدد التعميم الصادر عن مكاتب الوزارة الثلاثة، والمعمد من محافظ تعز، نبيل شمسان، سعر وايت الماء سعة 3-4ألف لتر بـ4000 ريال، منها 800 ريال لصالح البئر.

كما حدد التعميم –حصل المصدر أونلاين على صورة منه- سعر الصهريج سعة 5-6ألف لتر 6 ألف ريال، منها ألف ريال لصالح البئر.

وأورد التعميم أرقام هواتف لعمليات اللجنة المشكلة من نكاتب الوزارات، بموجب توجيهات المحافظ في وقت سابق، وطالب التعميم المواطنين بالإبلاغ عن أصحاب الوايات والآبار المخالفين للتسعيرة.

 

تعز تموت عطشاً

وتعيش مدينة تعز المحاصرة منذ سنوات، أزمة مياه حادة منذ ثلاثة أشهر، حيث وصل سعر صهريج الماء سعة 4 ألف لتر إلى 18000 ألف، ووصل في أحيان أخرى إلى 22 ألف بحسب سكان المدينة.

وأزمة المياه في تعز ليست جديدة، لكن الحوثيين عمدوا مطلع شهر فبراير الماضي، إلى إيقاف ضخ المياه من الآبار الرئيسية الواقعة تحت سيطرتهم شرق المدينة، حيث يوجد حوض المياه الجوفية الرئيس، والذي يغذي المدينة عبر مشروع المؤسسة العامة للمياه في تعز، بقرابة 2500 متر معب في اليوم، في حين كان يغذيها قبل اندلاع الحرب في 2014م بنحو 17 ألف متر مكعب في اليوم وفق تقرير المؤسسة العامة للمياه.

وتستهلك المدينة قرابة 35 ألف لتر مكعب من المياه في اليوم الواحد، أي بعجز يصل لـ144% تقريباً.

 

دعم أممي دون مقابل

وقبل عامين أبرمت المليشيات الحوثية عبر المؤسسة العامة للمياه في صنعاء، مع منظمة اليونيسيف اتفاقاً، تقدم فيه المنظمة الأممية دعماً تشغيلياً للحوثيين يصل إلى 144 ميلون دولار سنوياً –وفق الجزيرة نت-، في مقابل استمرارية مؤسساتها المحلية في المحافظات بتزويد السكان بالمياه اللازمة دون توقف، ومنها محافظة تعز، لكن الحوثيون نقضوا الاتفاق مؤخراً وأوقفوا ضخ المياه بشكل كلي لمدينة تعز منذ بداية فبراير الماضي.

وتقدر دراسات، اعتماد قرابة 90% من سكان اليمن على صهاريج المياه لتأمين احتياجاتهم اليومية، بينما يعاني 15 مليون مدني من الحصول على مياه شرب نظيفة وصحية.

وأرجع تقرير حكومي رسمي مشكلات المياه، إلى النمو السكاني منذ تسعينيات القرن الماضي ورفع نسبة الطلب، وتضاءل موارد المياه العذبة، إثر الضخ المفرط من المياه الجوفية والاستهلاك المرتفع لري شجرة القات، وسوء إدارة الموارد المائية، إضافة إلى استغلال الحوثيين للآبار للحصول على مكاسب مالية كبيرة.

ويقدر العجز المائي للبلاد، بمليار متر مكعب سنوياً، في أعقاب تناقص منسوب المياه الجوفية بمعدل يصل إلى 7 أمتار في بعض الأحواض المائية، أبرزها حوضا "صنعاء وصعدة".

وتعد محافظة تعز، أكبر محافظات اليمن من حيث تعداد السكان، وهي أولى مناطق اليمن المهددة بندرة المياه، ونضوب الحوض المائي.

وكان تقرير صادر عن مركز الإعلام الاقتصادي، أشار إلى تفاقم أزمة المياه في مناطق سيطرة الحوثيين وانقطاعها في عدة محافظات، ما تسبب في ارتفاع أسعار صهاريج الماء، مؤكداً أن تعز حلة المرتبة الأولى في ارتفاع اسعار المياه فيما جاءت الحديدة ثانياً ومأرب ثالثاً فيما وصل سعر صهريج الماء سعة 6 ألف لتر، إلى 6000 ألف ريال في شهر أبريل الماضي في محافظات حضرموت وعدن وصنعاء.

تقرير: المصدر أونلاين