أعلنت الحكومة الشرعية الثلاثاء موعداً لعيد الفطر، وأعلنت بعدها حكومة الإنقلابيين الحوثيين في صنعاء أن العيد هو يوم الأربعاء.
وكما انقسم اليمنيون حول كل شيئ، ينقسمون هذه المرة بين صائم ومحتفي بالعيد، بدا الأمر محل تندر لكثير من النشطاء والمغردين على مواقع التواصل الإجتماعي حيث يصل الأمر حد اختلاف موعد العيد في المدينة الواحدة فبينما يحتفي سكان وسط مدينة تعز بشعائر العيد وتصدح مساجدهم وساحاتهم بتكبيرات العيد، تبدو أحياء أطراف المدينة والتي تخضع لسيطرة المسلحين الحوثيين أجواء رمضانية كون من يضع يده على الزناد هو من يحدد ما إذا كان على الناس أن يصوموا أو يعيدوا.
لم يقف الأمر عند التندر والسخرية من واقع أليم ومأساوي بل تطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك. وبدا إعلان هذا التباين الذي يفترض أن يخضع لهيئة شرعية هي من تحدد للناس موعد العيد إلا أنه غدا شأناً سياسياً.
بعد ساعات من إعلان الحوثيين الثلاثاء متمماً لشهر رمضان أصدرت وزارة الأوقاف في حكومة الإنقلابيين (غير معترف بها) تعميماً يجرم كل من يحتفي بالعيد وكلفت مسؤولي الأوقاف في المديريات والجهات الأمنية بالتنسيق مع المسؤولين الثقافيين في الجماعة بالنزول "من بعد صلاة الفجر حتى الصباح لمتابعة تنفيذ التوجيه وضبط المخالفين وسجنهم ومصادرة مساجدهم"، حسب نص التعميم الذي حصل عليه المصدر أونلاين.
وشهدت الساعات الماضية فتاوى دينية عدة حول ما يجب على الناس فعله في ظل إعلان موعدين مختلفين للعيد في بلد واحد.
وأكدت هيئة علماء اليمن بأن يوم غدٍ الثلاثاء الموافق 4/ 6/ 2019 م هو يوم عيد الفطر المبارك 1/ شوال من عام 1440 هجرية، وقالت إن ذلك بناءً على ثبوت رؤية هلال شوال كما جاء في إعلان الحكومة الشرعية الصادر من وزارة الأوقاف والإرشاد.
وأصدرت الهيئة التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني وتضم مجموعة كبيرة من شيوخ الدين المحسوبين على تيارات سنية، فتوى تقضي بحرمة صوم يوم العيد بعد ثبوت رؤية الهلال.وحسب الفتوى فإنه "من كان من أبناء شعبنا تحت سلطة وتعسف جماعة الحوثي المتمردة فالحكم واحد يشمل الجميع ولهم ان لا يظهروا شعائر العيد إذا خافوا على أنفسهم من فتنة الحوثي".
بينما صدرت فتاوى فردية عن فقهاء معروفين أبرزها فتوى للشيخ محمد الصادق مغلس تختلف مع ما ورد في فتوى هيئة علماء اليمن وقال الشيخ مغلس "بالنسبة للصوم والافطار فهي عبادة جماعية ولذا فعلى الشخص أن يلتزم بالمجتمع الذي حوله في عبادة الصوم والإفطار والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس)".
ولأن الصوم أو الإفطار صار وفقاً للولاء فإن اعتقالات وسجون ستطال كل من يحتفي بالعيد اليوم الثلاثاء في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين بالمخالفة للموعد الذي أعلنته، وسيغدو العيد تهمة يطال صاحبها السجن والملاحقة.