ناقش عدد من الكتاب العرب الأوضاع السياسية والاجتماعية في الدول العربية في الوقت الذي تحل فيه مناسبة عيد الفطر. ويقول بعض الكُتَّاب إن الوضع "لم يعد أفضل في الوطن العربي"، بينما يرى آخرون أنه مازال في "جسد الأمة الكثير من العافية".
"لسنا بخير"
ويرى رشاد أبو داود في "الدستور" الأردنية أن "الوضع لم يعد أفضل في الوطن العربي، منذ أن سموه (الشرق الأوسط)، ثم (الإقليم)، ثم (البقرة الحلوب) لغير أهله".
ويقول الكاتب في مقالته المعنونة بـ"يا عيد .. لسنا بخير"، إن في غزة وسوريا واليمن وليبيا "وفي كل قرى العرب التي تبعد عشرة كيلو مترات فقط عن العاصمة، كل عاصمة، ثمة أطفال بلا طفولة، العيد بالنسبة لهم طقوس بدون ملابس جديدة. في العيد مظاهر فرح حزين، المراجيح الخشبية من عظام القتلى، والفرح خجول من بسمته، من يجرؤ أن يجلب لطفل الفرح, وهذا الدم يلطخ الشاشات الفضائية في وجهه، دم عربي من فمه إلى خصلات شعره، من يقدم حلوى العيد للأفواه المرة، مرارة الحزن لا تذوب، تظلُّ عالقة في سقف الحلق وسقف البيت وسقف السماء الرمادي".
ويضيف الكاتب: "نقولها (كل عام وأنتم بخير) ونحن نعرف أننا نكذب، يا الله .. ما أكذبنا".
وتقول "الوطن" القطرية في افتتاحيتها إن "فرحتنا منقوصة، ولن يكتمل تمامها إلا بإنهاء الحصار الجائر على قطر، واستقرار المنطقة العربية، ورفاه شعوبها، خاصة وأن المنطقة تعاني الأمرين، بقصف وحشي يغتال البراءة في إدلب ... كما يعاني الشعب الليبي الشقيق من ويلات حرب عبثية افتعلها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وأزهق فيها أرواح مئات الأبرياء، تنفيذا لأجندة دول الحصار، التي يبدو أن استقرار المنطقة يقلق مضاجعها ولا تعرف العيش سوى في وضعية احتراب وفتن".
وتضيف الصحيفة أن "العيد يمر علينا، والأشقاء في السودان تعرضوا لعنف مفرط في فض اعتصام سلمي بالخرطوم، للمطالبة بسلطة مدنية تعيد للبلاد ديمقراطيتها المفقودة منذ عقود."
وتقول "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها إن "في ليلة عيد الفطر، حيث كانت مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان تستعد للفرح، أبى الإرهاب إلا أن ينغص عليها وعلى أهلها بفعل إجرامي استهدف قوى الأمن الداخلي والجيش في أكثر من موقع من خلال إرهابي كان مدججاً بالأسلحة يدعى عبد الرحمن مبسوط، ما أدى إلى استشهاد أربعة عناصر وجرح آخرين، في حين عمد إلى تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بعد إحكام الحصار عليه".
وتضيف الصحيفة: "الإرهاب الذي لا دين له ولا يقيم وزناً للمحرمات أو لما ترمز إليه الأعياد، وخصوصاً في شهر رمضان، شهر الغفران والتقوى والتسامح، فينغص على الناس فرحة العيد وبهجته، ويضرب مقتلا في عمق الدين الإسلامي الذي يدعّون الانتماء إليه".
"فرح إيجابي"
ويقول ياسر الزعاترة في "العرب" القطرية إن "أحوال الأمة .. ليست نادرة، إذ مرت بمثلها طوال قرون من دون أن يطالب أحد بإلغاء العيد، في حين لا ينبغي المبالغة في تصوير الحال على النحو الذي يجري. صحيح أن هجمة عاتية تواجهها الأمة في أكثر من مكان، لكن ذلك لا ينبغي أن يلفت الانتباه عن أنها أمة تقاوم ولا تستسلم، بل لا تعرف الاستسلام".
ويضيف الكاتب أن "خلاصة القول إن العيد يستحق فرحة الصائمين والقائمين في كل الأحوال، لكن الأمة أيضاً بخير، وفي جسدها الكثير من العافية الذي يحول بينها وبين الاستسلام أمام هجمات الأعداء، بل يؤكد أن خروجها من المحنة مؤكد بحول الله. على أننا في كل الأحوال إزاء فرح إيجابي لا ينسي أصحابه واجبهم تجاه دينهم وأمتهم وخيرة رجالها من شهداء وأسرى ومجاهدين وأحرار تزدحم بهم سجون المحتلين والطغاة".