نص: مونت كارلو الدولية
عندما نشتري قطعة ملابس جديدة، نستعجل في لبسها فورًا لدرجة أنّنا لا نضبط أعصابنا في بعض الأحيان، لنجد أنّنا نرتديها حالا في المحال التجارية حتى قبل العودة حتّى إلى المنزل.
هذا أمر مفهوم وتقوم به شريحة كبيرة من الناس غير أنّه من الأفضل الامتناع عن سلوك هذا المسلك. من كثرة المواد السامّة والبكتيريا التي تتغلغل في الملابس الجديدة والتي لا تريدون أن تسمعوا باسمها بتاتا، نلفت انتباهكم إلى أنّ جميع مشترياتكم من ثياب لا تكون نظيفة تمامًا...تماما.
أثناء جولة التسوّق، نحرص بشدّة على أن تكون الملابس التي ننتقيها سالمةً من أيّ بقعة تلوّث أو من أيّ جانب ممزّق أو تالف. وحينما نضعها على تعليقة الملابس، تبدو الثياب نظيفة وجاهزة للارتداء. إلا أنّه يُفضّل ما قبل ارتدائها لأوّل مرّة أن تزور الغسّالة بعدما نكون قد قمنا بنقعها لبضع ساعات في وعاء من الماء البارد، يكون فيه خلا أبيضا كي لا تفقد الثياب لون صبغتها عند الغسلة الأولى وكي تتركّز الألوان فيها.
هذه النصيحة بغسل الثياب الجديدة تلقائيا ما قبل وضعها للمرّة الأولى، يصلح تطبيقها أيضا على الثياب المُصنّفة بأنّها عضوية أي تكون مصنوعة من ألياف نسيج مشتقة من مصادر طبيعية عضوية. فعلى الرغم من أنّ الثياب التي قمتم بشرائها هي عضوية، لا يضمن أحد أن تكون هذه الثياب الصديقة للبيئة قد تعرّضت لمنتجات المُعالجة الكيميائية في سلسلة الإنتاج.
بناء على ما ورد ضمن تقرير صدر عام 2017 عن الوكالة الفرنسية للأمن الصحي تحتوي الثياب الجديدة على مواد عالية الخطورة للصحّة من بينها على سبيل المثال لا الحصر Benzidine و Chrome 6 وnickel و nonylphénols وformaldéhyde. هذه المواد التي تتعالج بها الثياب في المصانع منها ما تُصنّف على أنّها مركبات مشوّشة للغدد ومُسرطنة وسامّة ومنها ما تُصنّف على أنها محسّسة للبشرة وضالعة في حوادث الإكزيما والطفح الجلدي المرتبط بالتهاب الجلد التماسي المثير للحكة والناتج عن الاتصال المباشر بمادة محسّسة خارجية.
علما أنّ بعض الثياب تحتوي على الصبغات الآزوتية الملوّنة ولا تكون خالية من مادة الآزوت التي يؤدّي التسمّم بها إلى أمراض خطيرة من قبيل مرض التسمّم بالرصاص .saturnisme إذا كان الاتحاد الأوروبي قد خطا خطوة منع استعمال الصبغات الآزوتية في الثياب التي تصل إلى الأسواق الأوروبية، إلا أنّ هذا المنع لم يحصل في بلدان كثيرة من العالم خارج الاتحاد الأوروبي. فلذلك يُعتبر غسل الثياب الجديدة مرّتين متتاليتين ما قبل التجرّؤ على وضعها للمرّة الأولى خطوة ضرورية في الأمن الصحّي لتقليل مخاطر التسمّم بالرصاص وبالمركّبات المشوّشة للغدد وبالمواد المُسرطنة.
حينما نعتاد على غسل الثياب الجديدة حالما نشتريها، لا نتخلّص فقط من خطر الشكوى من حساسية جلدية أو من إكزيما ولكن قد نتخلّص في آن من خطر الإصابة بالإنفلونزا أو نزلة البرد. لماذا؟ لأن بكلّ بساطة حينما نقوم بتجريب كزبائن الثياب أمام مرآة غرف القياس في المحال التجارية، يكفي أن تكون القطعة التي نقيسُها علينا ملوّثة برذاذ أنف امرأة أو رجل كان مصابا بالإنفلونزا وعطس عليها أثناء تجريبه لها. فلو لم نقم بغسل هذه القطعة الملوّثة وتركناها علينا ساعات طويلة إثر الانتهاء من التسوّق، سنلتقط بدورنا فيروس الانفلونزا وسنصاب به من دون أن نعرف أين وكيف.
ختاما، يستحسن غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها حتى لو كانت ثيابا داخلية قطنية أو ثيابا للسباحة والبحر، لأنّ جميع الثياب تمرّ عبر العديد من الأماكن وتلمسها الكثير من الأيادي قبل وصولها لأصحابها، الأمر الذي يجعلها تعجّ بالبكتيريا والغبار، فضلا عن الأوساخ.