عارف الواقدي- المشاهد
يعجز الآباء في محافظة مأرب (شرق البلاد)، التي تعج بمئات الآلاف من النازحين، عن الإجابة على أسئلة أطفالهم، حول الأماكن والحدائق التي سوف يذهبون إليها لقضاء جزء من أوقات العيد، كون المدينة تفتقر لأماكن التنزه، باستثناء حديقة واحدة لا تستوعب الأعداد الكبيرة من الناس الذين يتوافدون إليها.
وقال الطفل أسيد أحمد (9 أعوام) لـ”المشاهد”: “العيد ضبح هنا في مأرب، مش عارفين فين نروح نلعب، الحديقة الكبيرة يوم العيد ما تقدر تمشي داخلها من كثر الزحام، ولا حتى تلعب”، مضيفاً: “الحديقة الصغيرة ولا فيها شيء غير أرجوحات عادية وألعاب حديد نتزحلق فوقها. نريد حدائق فيها ألعاب مثل الألعاب التي نشاهدها في التلفزيون في صنعاء، وعدن”.
حديقتان ومليونا نازح في مأرب
توجد في مأرب حديقتان صغيرتان، إحداهما يوجد فيها ألعاب، والأخرى لا يوجد فيها، فكيف سوف نحتفل بالعيد نحن وأطفالنا في حدائق تفتقر لمظاهر العيد، وتكتظ بآلاف الزائرين لها في هذا اليوم، بحسب أم جلال.
ولا تتجاوز مساحة حديقة “مأرب لاند” 200 × 200 متر، وتحتوي على 5 ألعاب صغيرة ترفيهية مخصصة للأطفال فقط، لكنها لا تتسع لآلاف المواطنين الذين يتوجهون إليها في أيام العيد.
وعلى بعد كيلومتر واحد من حديقة “مأرب لاند”، توجد حديقة أخرى صغيرة تسمى “الحديقة الصغيرة”، البالغة مساحتها 100 × 100 متر، وتحتوي على الألعاب التقليدية الصغيرة للأطفال مثل الأرجوحة، والتزحلق.
ويبلغ عدد سكان محافظة مأرب 320 ألف نسمة، وفق آخر تعداد سكان جرى في العام 2004، لكنها استقبلت أكثر من مليوني يمني، أجبرتهم الحرب على النزوح إليها هرباً من الموت.
زيارة المعالم الأثرية
يحرص السكان في مدينة مأرب، على زيارة المواقع الأثرية والمعالم السياحية للتنزه والتقاط الصور التذكارية وقضاء أوقات ممتعة في إجازة العيد، بحسب بشير عيشان، أحد أبناء مدينة مأرب، الذي يؤكد أن الذهاب إلى مثل هذه الأماكن أجمل بكثير وأفضل من الذهاب إلى الحدائق التي تمتلئ بالزائرين.
وأبرز المعالم الأثرية التي يزورها السكان، هو سد مأرب، الذي يعود تاريخه إلى عصر مملكة سبأ.
وتشهد مزارع البرتقال، وغيرها من المزارع في محيط مدينة مأرب، توافداً كبيراً لآلاف الأسر التي تذهب إليها منذ صباح العيد، ترويحاً عن النفس، وبحثاً عن الأجواء العيدية التي تفتقدها في أماكن أخرى.
البقاء في البيوت
يقضي معظم سكان مدينة مأرب ومن نزح إليها، أول أيام العيد، في البيوت، ومنهم من يذهب لزيارة الأهل، هرباً من الازدحام الكبير الذي تشهده الحدائق، وفق ما يقول شرف أحمد الريمي، أحد النازحين في مأرب، لـ”المشاهد”، مؤكداً أن الذهاب إلى الحديقة مع أطفاله وزوجته يتم تأجيله إلى أن يخف الازدحام والإقبال عليها في خامس أو سادس أيام العيد.
ويضيف شرف: “ينقص المدينة الكثير من المتنزهات والحدائق التي ترتبط أجواء وفرحة العيد بوجودها، إضافة إلى افتقار المدينة للمراكز التجارية والمولات الكبيرة الفخمة التي يقام فيها مهرجانات فنية ومسابقات في أيام الأعياد، مقارنة بمحافظات عدن، وصنعاء، وتعز.