بوب مارلي كتب أغنية

الموسيقى الثورية.. نظرة على "أغاني الغاضبين" حول العالم (فيديو)

سارة عابدين

تلعب الموسيقى دورا مهما في حياتنا اليومية، وتسهم في تشكيل هوية الفرد والمجتمع، وهي شكل فني كوزموبوليتاني لا تحده لغة أو تعبير (عالمي)، بالإضافة إلى كونها انعكاسا للزمان والحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعوب التي أنتجتها. 

استخدم الناس الموسيقى للتعبير عن عدم رضاهم عن الأوضاع السياسية أو الاقتصادية، أو مقاومة الاستعمار، أو الغناء الجماعي في المسيرات الثورية، لما للموسيقى من قوة كبيرة وقدرة على توحيد الهدف لدى الجماهير، ليشعر الفرد أنه ليس وحيدا في الشعور بروح المعارضة ضد أشكال الظلم المختلفة.

لذا يمكن أن تكون الموسيقى شكلا من أشكال الاحتجاج، لكنها أيضا يمكن أن تدعم المنظمات السياسية والأنظمة الحكومية السلطوية، حسب رؤية واتجاه مؤلف الموسيقى أو مغنيها.

ويمكن أن تمثل الموسيقى والأغاني، سردا لتاريخ السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، ضد الاحتلال والإبادة الجماعية لهم، حتى إذا تم استبعادهم من كتب التاريخ، تظل الموسيقى والأغاني تحكي قصصهم للعالم، وتؤكد وجودهم الإنساني وتاريخهم الثقافي.. 

في هذا التقرير نظرة على أهم الأغاني الاحتجاجية في العالم، والبداية مع أغاني المقاومة الفلسطينية، نظرا لأنه الشعب الوحيد تقريبا الذي يقاوم الاحتلال حتى الآن.

"يا ليل خلي الأسير تا يكمّل نواحه"
كتب هذا النشيد في عام 1929، كتبه عوض النابلسي بآلة حادة على جدران زنزانته، رافضا توافد المهاجرين اليهود إلى فلسطين، في الليلة السابقة لإعدامه على يد قوات الانتداب البريطاني المتواطئة مع اليهود.

شيّد قصورك كلمات أحمد فؤاد نجم غناء الشيخ إمام
القصيدة كتبها أحمد فؤاد نجم في رثاء لأحوال مصر بعد الانفتاح، وكيف تحولت كل الآمال الثورية إلى سراب، ما أدي إلى سحق الطبقة الفقيرة من العمال والفلاحين، واستمرار تنامي الطبقة الرأسمالية، لكنها كانت حاضرة بقوة أثناء ثورة 25 يناير بميادين مصر، خاصة أنها تعبر عن حال مصر الاقتصادي والسياسي على مر العقود.

قصيدة إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي
اشتهر المقطع الأول لها في الثورتين التونسية والمصرية "إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر"    

الأغنية كتبت عام 1933، لكنها ما زالت صالحة لتحفيز الإنسان على الثورة والمقاومة، وقد استعادها الشعب التونسي مجددا في بداية ثورته عام 2010، وقام بغنائها العديد من الفرق والمطربين التونسيين والعرب.

الحرية لنيلسون مانديلا (FREE NELSON MANDELA)
كتبت الأغنية بعد القبض على الناشط السياسي الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا عام 1962 بتهمة التآمر للإطاحة بالحزب الوطني الحاكم في البلاد، الذي دعا إلى الفصل العنصري بين المواطنين.

وقضى مانديلا 27 عاما في السجن وأطلق سراحه عام 1990، وبعد ذلك بأربع سنوات أصبح رئيسا للبلاد.

"تربص في الليل" لبوب مارلي (AMBUSH IN THE NIGHT)
كتب بوب مارلي الأغنية بعد محاولة اغتياله في ديسمبر/كانون الأول 1976، وتتحدث كلماتها بشكل مباشر عن الهجوم على حياة مارلي من قبل مسلحين دخلوا بيته وأطلقوا الأعيرة النارية عليه وعلى زوجته.

بالإضافة إلى محاولة اغتياله، تتناول كلمات الأغنية سياسة جامايكا في ذلك الوقت، التي كانت تفرض على الشباب خوض حروب بأوامر من السياسيين الذين يبقون بعيدين تماما دون تورط في تلك الحروب.

وداعا يا جميلة (BELLA CIAO)
تعتبر بيلا تشاو الأغنية السياسية الإيطالية الأكثر شهرة خارج إيطاليا، وتحكي عن الشاب الذي يستيقظ في صباح أحد الأيام، مودعا حبيبته ليقاتل من أجل الحرية.

وهي أغنية شعبية إيطالية تم تبنيها نشيدا لمقاومة، المناهضة للفاشية والنازية الألمانية، وتعتبر ترنيمة للحرية والمقاومة.

تعود أصول الأغنية إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما غنتها النساء العاملات في حقول الأرز شمال إيطاليا احتجاجا على ظروف العمل القاسية.

 

نحن أميركيون أكثر (Somos mas Americanos)
صدرت الأغنية بالإسبانية عام 2001 للفرقة المكسيكية "نمور الشمال" وهي فرقة قديمة، غالبا ما تتناول أعمالها قضايا الهجرة والعنصرية والتمييز.

عند ترجمة عنوان الأغنية إلى الإنجليزية يصبح "نحن أميركيون أكثر"، في إشارة للجماعات العنصرية الأميركية التي تحتكر المواطنة الأميركية بشروطها الخاصة، بالرغم من أن أميركا في الأساس قائمة على تعدد الأجناس والعرقيات.

وفي واحد من أجمل مقاطع الأغنية يقول المؤلف "أنا لم أعبرالحدود..الحدود هي التي عبرتني".

كما تشير الأغنية إلى أن ثماني ولايات من أميركا تنتمي إلى المكسيك في الأساس، لذلك هناك العديد من المكسيكيين والأميركيين لديهم أصول مشتركة، وترغب الجماعات العنصرية في التخلص منهم.

وقد استعادت الأغنية شعبيتها مجددا في إطار الخطاب العنصري ضد المهاجرين الذي تستخدمه إدارة ترامب.

"فاكهة غريبة" لبيلي هوليداي (strange fruit)

كتبت الأغنية عندما صادف مؤلفها أبيل ميروبول صورة لعملية قتل وحشية لرجلين أسودين بولاية إنديانا، فعبر عن مناهضته للعنصرية بكتابة الأغنية، ويحاول المؤلف من خلال كلماته إبقاء العنصرية فاكهة غريبة تتدلى من الأشجار في وجه العالم، بحيث لا يمكن تجاهل وحشيتها. 

وشدَتْ بيلي هوليداي بالأغنية لأول مرة في مارس 1939 ختاما لأغانيها بالمقهى. وبناء على طلبها توقف النوادل عن العمل، وأظلم المقهى تماما، ما عدا الأضواء على وجهها، ثم بدأت الغناء بصوتها العاطفي، واستمرت في ذلك العرض لمدة عشرين عاما حتى وفاتها المبكرة في سن الـ44.

المصدر : الجزيرة