سومار

صاروخ "مطار أبها".. هل هو ذاته صاروخ "سومار" الروسي المطور إيرانياً؟ (صور)

في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن الحوثيون في اليمن، قصف مفاعل نووي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بصاروخ مجنح بعيد المدى "كروز"، مؤكدين إصابة الصاروخ لمفاعل "براكة" النووي في المنطقة الغربية للإمارة، جنوب غرب مدينة الرويس.

 

وأعلن الحوثيون الأربعاء، إطلاق صاروخ "كروز" مجنح، هو الثاني من نوعه منذ اندلاع الحرب في اليمن أواخر عام 2014م.

 

استهدف الحوثيون هذه المرة، مطار أبها جنوب السعودية، وأكد الناطق باسم قواتهم، يحيى سريع أن القصف "استهدف برج المراقبة بمطار أبها، وأصاب هدفه بدقة عالية، ما أدى إلى توقف المطار عن العمل".

 

وخلافاً لكل الصواريخ التي يطلقها الحوثيون باتجاه المملكة، أعترف التحالف العربي على لسان المتحدث الرسمي العقيد تركي المالكي، بوصول الصاروخ (المقذوف) الحوثي إلى هدفه، (لم يتم اعتراضه من منظومة الدفاع الجوي باتريوت)، وعلى عكس مزاعم الحوثيين، فإنه أصاب صالة الوصول بالمطار، مما أدى إلى إصابة 26 مدنياً، من بينهم ثلاث نساء وطفلان.

 

تطوير جديد

 

على مدى سنوات الحرب، لم يعلن الحوثيون تطوير أي منظومة صاروخية تحت مسمى "كروز"، أو إطلاق الصاروخ على أهداف خليجية، باستثناء صاروخ وحيد أواخر العام 2017م، قالوا في إعلانهم ،ذلك الحين، أنه تم إطلاقه على منشأة نووية إماراتية،  بعد تجربة ناجحة على الصاروخ في أواخر اغسطس من العام ذاته.

 

تتبع "المصدر أونلاين" المواقع الإخبارية وصفحات مسؤولي الجماعة، واستخدمنا خاصية البحث المخصص في جوجل، لكن النتيجة كانت مغايرة لما يزعمه الحوثيون. فلم يحدث أن أعلنوا أي هجوم أو تجربة صاروخية بمسمى "كروز"، لكنهم أعلنوا -حينها- عبر خطاب لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في منتصف أغسطس أنهم أطلقوا صاروخاً تجريبياً باتجاه الإمارات، دون ذكر أي تفاصيل أخرى عن الهجوم.

 

ولاحقا أكدت الجماعة أن إطلاق صاروخ كروز باتجاه  مفاعل براكة، هو أول عملية ضد الإمارات، جاء ذلك في تقرير مصور بثته المسيرة، عرضت فيه  التطور الذي حققته الجماعة بتمكن طيرانها المسير "صماد 3" من توجيه ضربات لمطار أبوظبي، وذلك في يوليو 2018م.

 

العملية الأولى فاشلة

 

دفع الخلاف القائم بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، أواخر عام 2017م، الجماعة الموالية لطهران، لتوجيه سلاحها نحو الإمارات، كانت تمثل تهديداً لهم، حيث يقيم فيها أكبر ابناء حليفهم السابق، أحمد علي صالح، واتهمت الجماعة الإمارات بتحريض والده للانقلاب عليها.

 

بعد ساعات من تفجر المواجهات في صنعاء بين صالح والحوثيين، مطلع ديسمبر،  أطلقت الجماعة صاروخ "كروز" نحو مفاعل نووي إمارتي، وخلافاً لزعمهم . لم يجتاز الصاروخ الحدود اليمنية، وسقط في منطقة "السن الأسود" في مديرية المطمة غربي محافظة الجوف، وفق متحدث المنطقة العسكرية السادسة، التابعة للحكومة (المعترف بها).

 

نشر نشطاء محليون صوراً لحطام الصاروخ، ومشاهد لتفجره في الجو وسقوطه.

 

أظهرت الصور –بحسب موقع "ساوث فرونت" المتخصص بالتحليل العسكري والاستراتيجيات الدفاعية – رأساً حربياً يشبه تلك المستخدمة في صواريخ كروز السوفيتية والأمريكية.

 

قال الموقع في تقرير، أطلع المصدر أونلاين على مضمونه، إنه فحص ودقق في الصور التي نشرت لحطام الصاروخ في الجوف، وتأكد أنها لصاروخ أطلقه الحوثيون من العبارات المكتوبة عليه والتي تحمل نفس شعارات الجماعة الحوثية.

 

وأضاف التقرير، نشر في ذلك الحين، أنه قام بمراجعة المشاهد المصورة التي نشرها الحوثيون لعملية إطلاق صاروخ كروز، وتحقق أنه نسخه متوافقة مع الصاروخ الإيراني "سومر" والذي حصلت عليه إيران كـ"صاروخ كروز kh-55" من الاتحاد السوفيتي، وأدخلت عليه تعديلات تظهر بشكل واضح في الصور التي عرضها الحوثيون لعملية الإطلاق.

 

 وبحسب مصادر عدة، فإن إيران اشترت ما لا يقل عن 12 صاروخاً من هذا النوع من أوكرانيا عقب سقوط الاتحاد السوفيتي.

 

  أكد الموقع أن الصور والفيديو تؤكد أن الصاروخ الذي زعم الحوثيون إطلاقه هو نسخه مطابقة للصاروخ الإيراني "سومار"، معتبراً ذلك تأكيداً لصحة اتهامات الحكومة اليمنية والسعودية لإيران بإرسال الطائرات المسيرة للحوثيين. وأشار الموقع إلى أن فشل الصاروخ قد يعود إلى خلل فني، أو خطأ في عملية التركيب.

وعن ميزات الصاروخ، فهو قدرته على الاختباء من الرادارات، اثناء تحليقه حتى وصوله إلى الهدف.

 

"سومار" الإيراني يضرب مطار أبها

 

تحقق "المصدر أونلاين" من الفيديو الذي نشره الحوثيون أمس، لعملية إطلاق الصاروخ. وتطابق المشاهد تحليل موقع " south front" للصاروخ الفاشل، ومن المرجح أن تؤكد التحقيقات السعودية صحة ذلك بعد فحص حطام الصاروخ الذي سقط على صالة الوصول بمطار أبها.

 

الحوثيون أنفسهم، أكدوا أن "كروز" الذي أطلقوه، يمتلك قدرة الاختباء من الرادارات، جاء ذلك في تهكم لـ يحيى سريع الناطق باسم قواتهم، من فشل منظومة باتريوت الدفاعية الأمريكية المنتشرة في السعودية في اعتراضه "لم تستطع أحدث المنظومات الأمريكية التصدي للصاروخ وقد أصابت هذه الضربة العدو بالذعر والخوف وتسببت بحالة إرباك كبيرة في صفوفهم".

 

ويشكل هذا النوع من الصواريخ خطورة كبيرة على الأراضي السعودية، وفي حال امتلاك الحوثيين صواريخ أخرى من هذا الطراز، فإن ذلك سيغير مجرى سير المعركة.

 

ولاقى هجوم الحوثيين على مطار ابها إدانات واسعة على المستوى العربي والدولي، كما دانت الحكومة اليمنية ذلك، لكن نوعاً أخر من الإدانات جاء في منشورات لنشطاء يمنيين موالين للحكومة والتحالف، حملوا الأخير مسؤولية ما وصلت إليه جماعة الحوثي من قدرات عسكرية متطورة، وذلك بسبب إطالة الحرب التي دخلت عامها الخامس.

 

والفضل يعود للتحالف العربي - بحسب النشطاء- حيث منحوا الحوثيين وخبراء إيران الوقت الكافي لتطوير صاروخ كروز ومعالجة الخلل الذي أفشل اطلاقه على الإمارات عام 2017م، ليتحقق للجماعة مؤخراً، نصراً إعلامياً وسياسياً، أكثر من كونه نصراً عسكرياً.

 

عبر النشطاء في منشوراتهم، عن ضرورة حسم المعركة، وأن يكون الرد، برياً بعيداً عن الطيران، كما جاء في تغريدة للكاتب محمد جميح، حيث لم تعد الغارات الجوية، خوصاً في المدن، وسيلة ناجعة ضد الحوثيين، بل تحولت لصالحهم، في حال سقوط ضحايا مدنيين، ليسوقوها عالمياً كجرائم حرب ترتكب ضدهم.

 

جزء من محرك صاروخ "كروز" الذي سقط في الجوف وزعم الحوثيون أنهم قصفوا به معامل نووي إماراتي


 

جزء من حطام الصاروخ الذي سقط في الجوف أواخر 2017