كان آخر ما تحدث عنه الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، قبل أن يتوفى داخل جلسة المحاكمة، أمس الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019، امتلاكه لأسرار ومعلومات حساسة.
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم الثلاثاء 18 يونيو/حزيران 2019، نقلاً عن مصدر قضائي -فضل عدم كشف اسمه لأسباب أمنية- أن مرسي تحدث خلال جلسة المحاكمة بأن لديه أسراراً كثيرة.
وبحسب مصدر الوكالة، فإن مرسي أكمل قائلاً بأنه لو كشف عن تلك الأسرار فسيتم الإفراج عنه، لكنه قال «إنه لن يكشفها، لأنها ستضر بأمن مصر القومي».
وتحدث بنفس الوقائع محامي مرسي، عبدالمنعم عبدالمقصود، الذي حضر جلسة المحاكمة، وقال في حديث لوكالة الأناضول، إن مرسي كان يتكلم من خلف قفص زجاجي، وإنه انتقد إجراءات المحاكمة معه.
ونقل المحامي عن مرسي قوله: «حتى الآن لا أرى ما يجري في المحكمة، لا أرى المحامي ولا الإعلام ولا المحكمة، وحتى المحامي المنتدب من المحكمة لن يكون لديه معلومات للدفاع عني».
وأضاف: «كنت طلبت من المحكمة جلسة سرية والمحكمة رفضت خلاص (انتهى) هذا قرار المحكمة ولكن الأسرار لن أبوح بها حتى مماتي حرصاً على أمن البلد وسيادته».
وأشار المحامي إلى أن مرسي تحدث من 5 إلى 7 دقائق أمام هيئة المحكمة، «ثم سقط مغشياً عليه عقب كلمته، وأُبلغنا من المتهمين معه أنه توفي»، بحسب ما قاله عبدالمقصود.
الكلمات الأخيرة لمرسي
ومن جانبه، نقل حزب «الحرية والعدالة» الذي كان مرسي يترأسه، تفاصيل ما جرى داخل المحكمة، ونقل عن محامين وحاضرين، ما دار بين مرسي والقاضي شيرين فهمي في اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس الأسبق.
وقال الموقع الرسمي للحزب إن مرسي طلب من القاضي أن يتكلم، وبعدما تحدث عن الأسرار التي بحوزته، ردد بيت الشعر: «بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام”. ثم علا صوت القاضي شيرين فهمي وقال: “أنت هتقعد تخطب!».
ونقل الحزب عن أحد شهود العيان قوله: «فجأة سقط مرسي واللي معاه في الجلسة كله قعد يخبط على القفص ويصوتوا. والأمن طلع كل الأهالي بره».
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن «الحرية والعدالة»، قوله إن ظروف السجن التي أدت إلى وفاة مرسي هي بمثابة «اغتيال».
دعوة للتحقيق في وفاة مرسي
ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية، اليوم الثلاثاء، مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للتحقيق مع السلطات المصرية حول وفاة مرسي.
وقالت المنظمة في بيان لها إن الحكومة المصرية تغاضت عن الوضع الصحي المتردي لمرسي، وتجاهلت المطالب الداعية لتوفير الرعاية الصحية له، ولفتت إلى أن المعاملة السيئة التي حظي بها مرسي في سجنه، «قد ترتقي إلى مستوى التعذيب».
ورفضت القاهرة اتهام «رايتس ووتش» بعدم توفير الرعاية الصحية الكافية لمرسي، واصفة موقف المنظمة بـ»السقطة الجديدة».
دفن مرسي
وفي وقت سابق من أمس الإثنين، أعلن التلفزيون الرسمي المصري، وفاة الرئيس الأسبق مرسي، أثناء جلسة محاكمته.
وأوضح التلفزيون أن مرسي تعرض لنوبة إغماء أثناء المحاكمة، توفي على إثرها، فيما صرح مساء الإثنين، النائب العام المصري، نبيل صادق، بدفن جثة مرسي.
ودُفن مرسي في الخامسة من صباح اليوم الثلاثاء 18 يونيو/ حزيران 2019 بأحد مقابر شرقي العاصمة القاهرة، بعد أقل من 24 ساعة على وفاته.
وفي بيان سابق، أشار صادق إلى أن مرسي «حضر للمستشفى متوفياً في تمام الساعة الرابعة و50 دقيقة مساء الإثنين (بالتوقيت المحلي/ 14:50 ت.غ)، وقد تبين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة بجثمانه».
ووسط ردود فعل دولية ساخنة إثر وفاة مرسي، تنتاب حالة خفوت الأوساط الرسمية المصرية، ولم تصف الأخبار الرسمية مرسي بالرئيس الأسبق واكتفى بعضها باسمه وأخرى بـ»المتهم».
وكان مرسي يحاكم في 5 قضايا حصل على 3 أحكام نهائية بالسجن في أحداث الاتحادية 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016 (حكم نهائي بالسجن 20 عاماً)، وقضية إهانة القضاء 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (حكم نهائي بالسجن 3 سنوات)، وقضية التخابر مع قطر سبتمبر/أيلول 2017 (حكم نهائي بالسجن 25 عاماً بتهمة قيادة جماعة عقب تبرئته من التخابر).
وكانت تتم إعادة محاكمته في قضيتي التخابر مع حماس (حكم أولي بالسجن 25 عاماً) والتي أجلت لليوم، فضلاً عن قضية اقتحام الحدود والهروب من السجون (حكم أولي بالإعدام).
وكان مرسي المحبوس منذ الإطاحة به من الحكم في 3 يوليو/تموز 2013، ينفي صحة الاتهامات الموجهة إليه في تلك القضايا، ويعتبر أنها محاكمات سياسية، وهو ما تنفيه السلطات، وتشدد على استقلال ونزاهة القضاء.