الرئيس المصري الأسبق الراحل محمد مرسي

هذا ما قالته أبرز "صحيفتين أمريكيتين" عن وفاة محمد مرسي وحياة حسني مبارك!

سلطت «واشنطن بوست»، و «نيويورك تايمز»، وهما من أبرز الصحف الأمريكية، الأربعاء، الضوء على وفاة، محمد مرسي (67 عاماً)، أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطياً؛ وذلك من خلال مقالتين تناولتا الوفاة المفاجئة للرجل.

المقالة التي نشرتها هيئة التحرير بـ «واشنطن بوست» جاءت تحت عنوان «الموت غير العادل لمحمد مرسي، يظهر إلى أي مدى تراجعت مصر».

وأكدت المقالة أن الرئيس الراحل ظل طيلة 6 سنوات محبوساً في زنزانة تحت ظروف صعبة محروماً من الحقوق الإنسانية الأساسية كالخضوع للرعاية الطبية، ومقابلة عائلته.

وأوضحت أن المعاملة السيئة التي تعرض لها مرسي خلال السنوات الست «لدليل حي يوضح كيف تراجعت حقوق الإنسان في بلد سعى ذات مرة إلى وضع معايير سياسية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط».

كما أوضحت المقالة أن هناك مطالبة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان من أجل إجراء تحقيق مستقل في وفاة مرسي، مضيفة: «ربما لن تكون هناك حاجة لذلك؛ لكن ربما سيكون هناك مزيد من التركيز على وحشية نظام (الرئيس عبدالفتاح) السيسي المسؤول عن حكاية مرسي، وعن أسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان تشهدها مصر في تاريخها الحديث».

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال المساعدات العسكرية المقدمة لمصر كل عام، والتي تقدر بـ1.3 مليار دولار، تساهم في استمرار السجل المفزع لحقوق الإنسان بذلك البلد.

بدورها نشرت «نيويورك تايمز» مقالتها تحت عنوان «مرسي مات داخل قفص عازل للصوت: وهذا الظلم المتعمد والمستمر لـ6 سنوات يوضح لنا ماهية مصر السيسي».

وذكر المقال أن «المتهمين في المحاكم المصرية يتم وضعهم داخل أقفاص (بقاعات المحاكم). ولعل هذه الإهانات المتعمدة، والصمت الذي يدعم إذلال مرسي بهذا الشكل، ما هو إلا طريقة تليق بالموقف الشرير للنظام العسكري الذي يحكم مصر الآن».

كاتبة المقال منى الطحاوي أضافت قائلة: «كل يوم تقريباً منذ الثورة التي مهدت الطريق لانتخاب مرسي، وحتى الآن، وأنا أعمل على مسودة إعلان وفاة الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك الذي كنت أعتقد أنه سيموت أولاً؛ لكن مات مرسي البالغ من العمر 67 عاماً، فيما لا يزال مبارك البالغ من العمر 91 عاماً صحيحاً سليماً، بل وحراً طليقاً».

وذكرت الكاتبة أنه «في الوقت الذي كان يرقد فيه مرسي طيلة 6 سنوات داخل سجن شديد الحراسة، صمم من أجل المعتقلين السياسيين، كان مبارك على الجانب الآخر يعيش حياته مرفهاً في أحد المستشفيات العسكرية بينما كانت تتم محاكمته بشكل صوري».

وأوضحت أن السجن الذي كان به مرسي سبق أن قال مديره إن «من يدخله لا يخرج منه ما لم يمت»، مضيفة: «فالعسكريون الذين يحكمون مصر لم ينسوا مطلقاً أن مبارك واحد منهم».

الطحاوي كتبت في ذات السياق قائلة إن مبارك «لم يتم تحميله مسؤولية مقتل 900 شخص خلال مظاهرات خرجت ضده في فترة الربيع العربي، كما لم يحاكم أي شخص بخصوص من فقدوا حياتهم في المظاهرات التي استمرت عدة أيام؛ رفضاً للانقلاب الذي قام به السيسي».

وتابعت: «لم يهتم أحد بمرتكب أسوأ مجزرة في تاريخ مصر الحديث، التي شهدت مقتل 817 شخصاً على الأقل خلال يوم واحد أثناء فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة عام 2013».