ترجمة: عربي بوست
بدأت تأثيرات الأزمة المشتعلة في منطقة الخليج تضرب الإمارات بشكل مباشر، بعد أن أعلنت خطوط طيران الإماراتية تحويل مسارات بعض رحلاتها، لتفادي المجال الجوي الإيراني، وهو ما يؤثر في الشركة ويكبدها خسائر كبيرة، فما أبعاد القصة؟
قالت متحدثة باسم شركة طيران الإمارات، الجمعة 21 يونيو/حزيران 2019، لـ «رويترز«، إن الشركة تحوّل مسار رحلاتها بعيداً عن مناطق الصراع بمنطقة الخليج، وسط توتر متزايد بين إيران والولايات المتحدة في المنطقة.
وأضافت: «أثَّر تحويل المسارات في توقيتات وصول وإقلاع بعض الرحلات بدرجة محدودة»، لكنها لم تذكر دولاً أو مناطق بعينها تتفاداها طائرات الشركة، مضيفة: «نتابع التطورات الجارية بعناية، وسنُدخل مزيداً من التعديلات على العمليات إذا دعت الحاجة إلى ذلك».
تحويل مسارات الطائرات يعني ارتفاع التكلفة على خطوط الطيران، خصوصاً الخليجية منها، التي كانت قد تأثرت بقرار منع السفر الذي فرضه على بعض الدول الإسلامية، وكذلك بسبب منع الركاب من اصطحاب اللابتوب الشخصي معهم على المقاعد، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
من المتوقع أن تتكبد «الإماراتية» خسائر كبيرة، خصوصاً أن أرباحها في النصف من العام الماضي (2018) كانت قد شهدت انخفاضاً هائلاً نسبته 86%، أرجعتها إدارة الشركة إلى تحديات متنوعة تتعلق بالطيران، أدت إلى تلك النتيجة المالية المخيبة.
الشركة كانت قد أعلنت على لسان رئيس مجلس إدارتها، أن «التوترات السياسية في المنطقة وارتفاع أسعار الوقود والتقلبات في أسعار العملات» من ضمن الأسباب، متوقعاً أن تزداد الأمور سوءاً، بحسب تقرير لموقع بريطاني متخصص في تحليل بيانات الطيران المدني، وهذا يعني أن اضطرار الشركة إلى تجنُّب المجال الجوي فوق مضيق هرمز وبحر عُمان وإيران سيكلفها مزيداً من الخسائر.
مجال جوي مزدحم
كثير من شركات الطيران العالمية أعلنت، الجمعة 21 يونيو/حزيران 2019، أنها ستغير مسارات رحلاتها، لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عُمان، بعد أن أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية أمراً طارئاً يحظر على شركات الطيران الأمريكية التحليق فوق المنطقة حتى إشعار آخر.
وجاء القرار بعدما أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية مسيَّرة، من على ارتفاع كبير، بصاروخ سطح/جو، وهو الأمر الذي أجَّج مخاوف من الخطر على سلامة الرحلات التجارية.
المجال الجوي فوق إيران دائماً مزدحم بالطائرات من الولايات المتحدة وأوروبا عبر الشرق الأوسط إلى الهند وأستراليا، وتأتي التحذيرات من هيئات سلامة الطيران في الولايات المتحدة وبريطانيا؛ خوفاً من «حدوث سوء تقدير أو خطأ في التفريق بين طائرة ركاب وأخرى عسكرية» بالمنطقة.
وبحسب مجموعة العمليات، وهي هيئة توفر معلومات مخابراتية لشركات الطيران المدنية، فإن «التهديد الذي ينال طائرات الركاب المدنية في جنوب إيران يعد حقيقياً»، مضيفة أن الصاروخ الإيراني الذي أسقط طائرة الاستطلاع الأمريكية مشابه في قدراته لنظام باك الروسي الذي أسقط طائرة ركاب ماليزية، في يوليو/تموز 2014، فوق أوكرانيا؛ وهو ما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 298.
طائرات في نطاق الصاروخ
وفي بيان لشركات الطيران، قالت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية إن تطبيقات تتبُّع مسارات الرحلات الجوية تُظهر أن أقرب طائرة مدنية كانت في نطاق نحو 45 ميلاً بحرياً من الطائرة المسيَّرة التي أسقطها صاروخ إيراني.
وقالت الإدارة: «كان هناك عديد من الطائرات المدنية العاملة بالمنطقة وقت عملية الاعتراض». وأضافت أن الحظر سيظل سارياً حتى إشعار آخر.
وأضافت أنها لا تزال قلِقة من تصاعُد التوتر ومن النشاط العسكري على مقربة شديدة من مسارات طائرات مدنية، ومن استعداد إيران لاستخدام صواريخ طويلة المدى في المجال الجوي الدولي دون سابق إنذار أو دون التحذير بوقت كافٍ.